7 أبريل، 2024 4:46 م
Search
Close this search box.

المرجعية سور الأمان الأمن

Facebook
Twitter
LinkedIn

مرت سنوات ليست قليلة لرفع المظلومية عن شعب عانى الويلات؛ سنوات تغيرت فيها الافكار، واختلط الحابل بالنابل؛ انكشفت للعالم كل مخططات الحكومات المتعاقبة، من تقصير شامل للخدمات، وبعد كل هذه السنوات العجاف خرج الشعب مطالبآ بحقوقة المشروعة، وهذا الخروج بحاجة إلى قيادة موحدة تلتزم بالقوانين؛ لأن المظاهرات تصبح غير شرعية أن خرجت عن نطاق القانون، اليوم أعلنت المرجعية الدينية، وقوفها إلى جانب المتظاهرين؛ بوصايا أعلنتها من خلال منبر الجمعة في كربلاء، وهذا يحتم علينا الطاعة الواعية للمرجعية، وأن لا نجزء كلامها حسب الأهواء التي نرتضيها نحن؛ بل كلامها هو الفيصل، والدليل حديث الرسول صلى الله عليه واله وسلم، العلماء هم ورثة الأنبياء؛ والوارث له كما للموروث، فإن كانت طاعة النبي واجبة، كذا تكون طاعة العالم واجبة، وأصبح الشعب كما يقول المثل ( اجساد متوالفة وقلوب متخالفة )، أذا نطق العالم بكلام يؤيد عملنا، مجدنا به وكان هو الأوحد لاغير؛ وأن لم يتكلم هجيناه بالسنة شداد! وهذا ليس بغريب لأنهم لهم أسوة حسنة برسول الله صلى الله عليه واله وسلم، الذي قال الباري فيه( وانك لعلى خلق عظيم ) ،( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل..)، واسمعته الأمة كلمات ما انزل الباري بها من سلطان؛ الساحر! المجنون! وغيرها؛ واليوم ما تتعرض له مرجعية النجف الاشرف من هجمة وقحة من أعداء الإسلام وباسم الإسم.
جميعهم يعلم لولا وقوف المرجعية مع الشعب من عام ٢٠٠٣ والى الان لكان مصير البلد الضياع ؛ بسبب النفوس الضعيفة التي تخلقت باسم الإسلام في خلق الفتن وزعزعة الأمن والاستقرار، لكن مواقف المرجعية هي من تطفئ هذه الفتن .
اليوم أنتفض الشعب في مظاهرات في بعض المحافظات الجنوبية والوسطى، ظاهرها سلمي وباطنها خفي! والدليل لأننا لسنا على قلب واحد، وكلمة واحدة حتى نحقق الانجاز؛ ويكتب الخالق لنا الخلاص والنجاح، لكن لا يستطيع أحد الاعتراف بذلك، والطريق الأمثل للخلاص من عقدة الفشل، هو توجيه اللوم على المرجعية! وهذا يتطابق مع بني أسرائيل لما وقعوا في التيه أربعين سنة؛ كعقوبة ألهية! وبدل الاستغفار والتوبة إلى الله، أخذوا يشتمونه ويشتمون نبيه موسى طيلة الأربعين سنة! .
كلنا يعلم أن دور المرجعية الدينية هو الإرشاد وتوجيه الناس، وقالت إن التظاهر حق مشروع، وأن التغير ورفع الفساد مسؤولية الشعب، لأنه هو المعني بالاختيار؛ واذا الشعب لم يكن مستعد لذلك؛ عليه إيجاد الحلول الأصلح والاوفر حظآ للنجاح، بعض أخذ يشتم ويضع اللؤم على المرجعية! متناسيآ قول الامام علي الهادي عليه السلام: ((لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم عليه السلام من العلماء الداعين إليه، والدالين عليه، والذابين عن دينه، بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته، ومن فخاخ النواصب، لما بقي أحد إلا ارتد عن دين الله، ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكانها، أولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل)) .
أذا المرجعية هي صمام الامان لمن يتمسك بتوجيهاتها، ولا تتغير صورة التظاهر السلمي المطالبة بالحقوق المشروعة، كسب ثقة الجمهور وخلق حاضنة اجتماعية للمظاهرات لتصبح حالة شعبية عامة، ولا نجعل منها مظاهرات عارمة تغلق الأسواق وتعطل المرور ، ومسيرات تتحرك بدون هدف تحرق هنا وتكسر هناك !

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب