23 ديسمبر، 2024 4:24 ص

المرجعية حياة لا يمكن إختزالها في كلمات!

المرجعية حياة لا يمكن إختزالها في كلمات!

الأحداث ساخنة جداً، من خلال صور بشعة، يروج لها الوهابية والدواعش، لتوجيه الرعية نحو الإنحراف والتطرف، الذي يسيء لأهل البيت (عليهم السلام) ولنا، فلا يصفون علياً، إلا بكونه رجل محراب ليس إلا، كما يزعمون أن المرجعية في سبات عميق، ولم يشعروا بأن فيها مصلحين، تقترن محاربتهم للباطل بنكران الذات، على عكس مَنْ نلاحظهم اليوم، بأنانيتهم الضيقة، وإنفعالاتهم الذاتية، حيث لا يمتلكون إلا بضع كلمات، لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، فيحاول سحب النار لرغيفه، ولسقيفته الخائبة!
صاحب الفكر الحر، يجتاح القلوب والعقول، ولا تهمه القصور، لأن جل ما يرغبون فيه، هو الحب الجهادي سواء، أكان ذلك بالتصريح أم بالتلميح، فحياة المراجع العظام، تتصاغر أمام الفقراء والأبرياء، وعلاقتهم بربهم تكتسب الدرجة القطعية، حيث يساهمون في صناعة الإنتصار، من بيوتهم المتواضعة الشامخة، ويكتبون حياة جديدة للأمم والشعوب، فيبدو الدارس المحب لديهم، كالبستاني يقلب النبات الأخضر بإبهامه، معتمداً على قدرته الخاصة، التي تتطلب براعة وفناً عاليين، وهم متفوقون بإعطاء الناس، الأمل والإيمان على السواء!
المرجعية مراقب ذكي، وصارم وخطير في نفس الوقت، على مجريات الأوضاع، فهم منذ مئات السنين، يمثلون الواقع المثالي، الذي ترغب بحُمكه الشعوب المستضعفة، لأنهم خط طبيعي، وحركة نقية لخط الأولياء، لذلك تجد أفئدة المؤمنين تهوي إليهم، في حالات الاوجاع والمسرات، وتجد المناصرين لها، وكأنهم معاول كرامة وحرية، في زمن التماثيل السياسية الرخامية، الموشحة بجنون العظمة والفجور، فلا مجال للأبطال إلا الجهاد، الذي لا يمكن وصفه، لأن ساحات المعركة وقوافل الشهادة، هي مًنْ تفسر ذلك الوصف!
طموح المرجعية الرشيدة، بقيادة السيد علي السيستاني (دامت بركاته)، أن يبلغ العراقي، أوج سعادته وإبداعه، وقمة كرامته، أما القفز المميت، الذي تحاول تأديته الزمر المدنية، الفاشلة والمنحرفة، بالإساءة الى الرموز الدينية الكبيرة، ولافتاتهم العمياء، هي دعاية سياسية فاشلة مثيرة للسخرية، ويمثلون ثلة فارغة، لإثبات عقلانيتهم المغلوطة ،وما أشبه اليوم بالأمس، حين أرادت القوى المدنية، المتلبسة بالكفر والإلحاد، نشر أفكارها الهدامة للفكر الإسلامي الرصين، لكن دعاياتهم ولافتاتهم، لا تعدو عن كونها أشعاراً متغطرسة، مجهولة الهوية والنسب! 
لنتعلم الدرس جيداً، فبنطاق المرجعية، تتكون الحياة السليمة، فلا فرق بين المرجع الأعلى، السيد محسن الحكيم (قدس) وتلامذته الجهابذة أمثال، السيد محمد باقر الحكيم، والسيد أبو القاسم الخوئي، (رضوانه تعالى عليهما)، والسيد علي السيستاني (دام ظله الوارف)، فهم أصوات عطرية مقدسة، وأعلام إلهية مسددة من الباريء (عز وجل)، يتركز فيهم معنى حياتنا الإنسانية، في التواضع، والبطولة، والعاطفة، والحرية، والعدل، عندها سينشأ حشد مقدس، لم تنجسه الجاهلية بأنجاسها، وعالم لن يستطيع التأريخ محوه، من ذاكرة الوجود!