بعد موجات الإستياء والسخط التي إنتابت الشارع العراقي، إثر الخدمات السيئة المقدمة لهم، ومعدلات الفقر إرتفعت إلى مستويات غير معقولة، في حين يعتبر العراق من أغنى البلدان النفطية، تزايد عمل المافيات داخل مؤسسات الدولة التي إعتاشت على الفساد الإداري والمالي .
إنهيار للمؤسسة الأمنية بين ليلة وضحاها، وأموال طائلة تذهب إلى بطون المسؤولين دون حسيب أو رقيب، فتصدى لهم الإمام السيستاني “دام ظله” بكل قوة، مطالبا الشعب بالثورة على ذاته وتغيير الوجوه، التي لم تجلب الخير لا للبلد ولا العباد .
فرض الإرادة أو بمعنى آخر “كسر الأنوف”، والصراع بين المحاور مما يذكرنا بالحرب الباردة، الحامية الوطيس بين معسكري الشرق والغرب، مع ما نشاهده من تخاذل داخلي وخارجي، السيناريو الذي فرض علينا وكان واقع حال لابد من التصدي له وبكل ما اؤتينا من قوة، الإنتكاسة التي طالت المنطقة برمتها، تمكن تنظيم داعش الإرهابية من تاسيس دويلته المزعومة .
دويلة جاءت بعد مخاضات عسيرة، ساهمت بعض الفايروسات الخبيثة من التسريع بولادتها، من مشيخة النفط في منطقة الخليج، ودويلة بني صهيون المعوقة، التي تريد أن تظهر بمظهر لائق أمام العالم المجنون المخدوع حقيقة بمناظر “هوليودية بوليودية” .
كان لابد ممن يتمكن من قول كلمة “لا”، التي لم يستطع أحد من دعاة الدين السلطوين أن يقولوها، لكن لدماء الأبرياء المراقة “حوبة”، أجل تصدى المرجع الشيعي “السيد علي السيستاني” صاحب النفوذ الشعبي الذي لم يقتصر تقليده للعراق وحده، وإنما إتسع ليشمل جميع البلدان الإسلامية، أفتى بوجوب التصدي لهذا التنظيم التأمري الهدف منه تفتيت وتقسيم العراق أرضا وشعبا .
قاد المرجع الأعلى الإنقلاب الشرعي على المؤامرة التي حيكت خيوطها، في تركيا التي تذكرت إنها كانت في يوم ما إمبراطورية، الغرب الذي كان يرغب ببسط سلطته على المنطقة، تغافل إن هناك قيادات لن تسمح بخلق توازنات جديدة، المراد منها إضعاف الأخرين، فالآن الغرب يعيش في صدمة وحيرة من أمره، والحفرة التي حفرها وقع فيها! .