هناك أمور تضحك الثكلى وهناك أمور تعتصر لها القلوب ألما لما يلم بهذه الأمة من مصائب ، ومن هذه المصائب والعجائب في نفس الوقت التي تستدعي مرة الضحك ومرة البكاء تصريح مرجعية النجف على لسان معتمدها أحمد الصافي ( عضو البرلمان السابق ) و ( رئيس لجنة كتابة الدستور ) في خطبة الجمعة بتاريخ 13 / 5 / 2016 بقوله ( فإن الجميع يتساءل متى يريد المسئولون أن يعودوا إلى رشدهم ويتركوا المناكفات السياسية والاهتمام بالمصالح الخاصة ويجمعوا كلمتهم على وقف هذا الانحدار والتخبط في إدارة البلد ، وللأسف فإنه لا جدوى من الحديث في هذا المجال فإنهم قد صموا آذانهم عن الاستماع إلى أصوات الناصحين وإلى الله المشتكى ) . وهذه المصيبة التي تلم بأبناء هذا البلد من جراء إتباعه أو إتباع الهمج الرعاع لهذه المرجعية ، فبعد أن ورطتهم بانتخاب الفاسدين من الأحزاب الإسلامية الشيعية ، وبعد أن ورطتهم بالتصويت على دستور برايمر ، وبعد أن دافعت طوال الفترة الماضية عن هؤلاء السراق بحجة الدفاع عن المذهب أو عدم عودة البعثيين للحكم ، وبعد كل ما حدث ويحدث من مآسي لأبناء الشعب بسبب حكومات المرجعية الفاسدة تأتي المرجعية تولول كالمرأة المنكوبة وتشتكي إلى الله في استمرار لعملية الخداع والمكر لهذا الشعب المسكين الذي لا يعرف سوى ترديد الهتافات دون معرفة معناها ، وأكاد أجزم إن غالبية إن لم يكن كل من جلس تحت منبر الصافي لم يعرف مصطلح المناكفات السياسية لكنهم مستعدين أن يصلوا على محمد وال محمد بعد سماعها لو طلب منهم الصافي ذلك . إن هدف هذه المرجعية الانتهازية من هذه الشكوى هو التنصل من مسؤوليتها عما حدث من حكوماتها التي أجبرت الشعب على انتخابها ولولا ذلك لحرمت عليهم زوجاتهم . ومن الطبيعي أن يتساءل البعض كما تساءل أحمد الصافي لماذا لم تُحرم المرجعية على المسئولين زوجاتهم إذا لم يتركوا مناصبهم ؟ ولماذا لم توجب عليهم ترك مناصبهم كما أوجبت على الناس انتخابهم ؟ أو على الأقل توجب على الناس إزاحتهم بإصدار فتوى ضد الفساد والفاسدين ؟ ولكن أنى لها ذلك وهي تعتاش على الفاسدين وغباء الأغبياء الذين مازالوا يستمعون حديثها ولهذا تعتقد هذه المرجعية إنها تخدرنا بالشكوى لله ، ولكننا نقول لها بمليء الفم إذا كنتم تشتكون لله من هؤلاء الساسة الفاسدين فمن ورطنا بانتخابهم ؟ومن سلطهم على رقاب الشعب ؟ ومن أبقاهم لهذه اللحظات في كراسيهم رغم انكشاف أمرهم ؟ وعليه يجب أن تعرف هذه المرجعية إن الشعب بدأ يحملها المسؤولية ليس من باب إظهار العالم علمه إذا ظهرت الفتن وعليه لعنة الله إن لم يفعل ، بل لأنها أساس البلاء الذي حل بنا ، وسنظل ونبقى نقض مضاجعها حتى تتبين حقيقتها للكل وتنتهي قداستها المزيفة لأننا تيقنا أنه سوف لن يتم محاسبة فاسد واحد بوجود مرجعية النجف أبدًا والتي كانت فعلاً ولا زالت صمام أمان الفاسدين بجدارة واستحقاق وعندها يستريح الشعب منها وتبدأ مرحلة محاسبة ساسة الفساد .