23 ديسمبر، 2024 9:42 م

المرجعية تتصدى والحكيم يعانق الصدر

المرجعية تتصدى والحكيم يعانق الصدر

عند كل جولة انتخابية, تجري في العالم, يقوم المرشحون وأحزابهم , بنشر البرامج الانتخابية للمرحلة القادمة,

العراق أصبح دولة ديمقراطية , بنظام برلماني منتخب من قبل الشعب , هذا الامر جاء رغم أنف من احتل البلد , بحجة التحرير من نظام المجرم صدام.

 كان من المخطط له صناعة حكومة في أقرب وقت! كي لا تعاد سيناريو الاحتلال البريطاني عام 1917, وثورة 1920 والدخول بصراع مسلح مع الشعب العراقي , بعد تثبيت مصالحها , فمن الذي قلب ظهر المجن؟

كما هو معلوم للجميع فإن المرجعية في النجف الأشرف ؛ هي من قامت بهذا المنجز , عن طريق استفتاء للشعب واختيار طبيعة الحكم الجديد .

بعد أن اضطر الساسة للقبول بذلك , تنكروا للجميل الذي فعلته المرجعية كي لا تعود الدكتاتورية من جديد! فقد كان تفكير البعض محدودا بالحكم فقط , بينما كان من يتبع المرجعية , يسعى لبناء دولة مؤسسات , ذات صلاحيات محدودة لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ؛ مع صياغة دستور يحفظ لكل مواطن حقه في العيش الكريم.

جرت الانتخابات وسط أجواء غير طبيعية , فلم يشارك البعض , بحجة المقاومة الشريفة , واختلطت الاوراق على المواطن العراقي.

مع ذلك فقد تَكَوَّنَ برلمانٌ مُنتَخَبْ , وصِيرَ لتكوين حكومة لمدة اربع سنوات , تلتها اربع أخرى , إلا أن الطمع في ولاية ثالثة , جعل رئيسها مستغلا للمال العام والنفوذ حسب رأي بعض الساسة ؛ يميل إلى الدكتاتوريه , بالرغم من دعم الاغلبية له بالترشيح للدورة الثانية , فقد قام  بإقصاء الجميع بدأً بأقرب الكتل اليه.

توالت الأزمات! تفاقمت الخلافات! ولم نجد منجزات واقعية , فالخلاف بين السلطة التنفيذيه والتشريعية , جعل البلد يعيش في دوامة حقيقيه!

كان المواطن ينتظر أن تُقَرَّ القوانين, ليبدأ بناء دولة تخدمه, لكنه أصيب بالإحباط, فلا أمن وأمان, بلدٌ بدون خدمات.  فوق هذا وذاك , يُصَرحُ البعض أن كل شيءٍ في العراق بالمجان ,وقد تناسى الساسة المُصَرِّحون ,  ان المدارس كانت توزع الكتب والملابس , بالإضافة للتغذية على الطلبة , عهد الزعيم عبد الكريم الى عهد الطاغية.

ليس ذلك فقط , فقد تجرأ البعض على المرجعية الدينية , متناسيا دورها في تهدئة الاوضاع .

المرجعية الدينية لم تعر انتباها للتجاذبات الجانبيه , نأت بنفسها عن الرد , لأسباب من اهمها , قرب الانتخابات , ومن واجبها توجيه المواطن لمكامن الخلل , لبيان خطأ انتخابه , لمن يستحق بالتلميح لا التصريح , مما حدا المتمسكين بالسلطة , التجاوز على رموز الكتل الاخرى , فثار المواطن , وكأنها لعبة كرة القدم , فالكل يقول : أنا اللاعب الذي يسجل الأهداف , متناسين أن اللعبة مشاركة , وليست لعبة انفرادية.

ولهول المفاجأة فقد حدث الهرج , إلا ان حكمة الحكماء , وضعت الحلول فكتلة المواطن وكتلة الأحرار متقاربتين.

وقبل التحية اقول , هل سينتج السادة القادة حكومة جديدة , تتبع علماء النجف صُناعَ الديمقراطية في العراق؟
[email protected]