8 أبريل، 2024 12:24 م
Search
Close this search box.

المرجعية الفكرية للحركات المتطرفة

Facebook
Twitter
LinkedIn

في مقالة سابقة بعنوان ( داعش ليست متطرفة وإنما كافرة ) تحدثت عن كتاب بعنوان ” العمدة في إعداد العدة ” لمؤلفه السيد امام عبد القادر عبد العزيز , وهو الرجل الأول الذي وضع الأسس الفكرية لكيفية تحول الحركات المتطرفة إلى حركات جهادية , هذا الرجل بعد أن رأى ما آلت إليه تلك الحركات من تطرف تجاوز على أسس الدين الإسلامي القويم من خلال تواجده بينهم ومن خلال تحركه من مصر إلى باكستان فأفغانستان فألبانيا فاليمن , رأى أن ما تقوم به هذه الحركات وما تعتمده ليس له علاقة بالدين الإسلامي , لأنها حولت أفكاره الجهادية إلى أفكار إنتقامية بإسم الدين ,
 والسبب  هو عدم صحة إسلامها أصلا بل هي  مجاميع مرتزقه مدعومة من دول ذات مصلحة بتمزيق وحدة الشعوب وإثارة الطائفية المقيته بين المسلمين تناغما مع بعض توجهات دول أخرى  لأسباب سياسية  وإقتصادية  لإضعافها وجعلها تحت رحمة التوسل والإستنجاد والأكثر من ذلك أن القيادة العليا هي قيادات مستأجرة  ومرتبطة وممولة من منظمات  عدو للدين الإسلامي الحنيف .
 كتابه آنف الذكر هو الدستور المعتمد مع التحريف الشامل لأفكاره وتوجهاته , ولأن أحدا لم يسمع إعتراضاته ورفضه توظيف طروحاته بهذا الإتجاه قطع علاقته مع القاعدة بالذات بإعتبارها وقت ذلك هي الحاضنة الأم  للتطرف . ولما لم يستجب أحد لصوته الرافض قام بتأليف كتاب جديد سماه ” العمدة والجامع في طلب العلم الشريف ”  أراد من خلاله تصحيح المسار وداعيا إلى نبذ فكرة قتل الآخر بإسم الدين متهما القاعدة بإنتهاك حرمة الإسلام  بطروحاتها ونهجها المتشدد, غير أن الكتاب لاقى ردود فعل عكسية من أغلب هذه القيادات وبالذات من أيمن الظواهري بإعتباره صديق الشباب
 ورفيق النضال وزميل الكلية الطبية , وبعد فشل محاولات الظواهري في ثني الرجل عن  توجهه قام بتغير كل الأفكار والطروحات التي تناولها الكتاب الجديد , وأصدره بإسم السيد إمام وبعنوان ” الهادي إلى سبيل الرشاد ” مدعيا فيه أن الكتاب العمدة والجامع هو ليس للسيد إمام , مما أضطر السيد إمام إلى إصدار مجموعة من البيانات ومن التصريحات  التي تندد بالمحاولات التشويهة وصرح بأنه ليس له علاقة لا بالقاعدة ولا بالظواهري وإن كتاب الهادي إلى سبيل الرشاد كتاب تشويهي لكتابه العمدة  والجامع وهو من نصب الظواهري  وإنه يريد أن يبريء نفس أمام الله والناس بما
 يرتكب من قتل ومذابح بإسم الدين والدين منها براء , متهما كل هذه الحركات بالغلو “وإنها  حركات موظفة من قبل دول “ص351 . وقال كل الذي أردت به من الكتاب ” أن يكون رسالة ذات هدف تعليمي للأخوان المسلمين ” ص17 . وأعترف : إنني لجأت إلى تقطيع الحديث للإستدلال ببعضه في مواضع من هذه الرسالة , آخذا بمذهب من يجيز ذلك . ص16 , على طريقة لا تقربوا الصلاة .  وقال : بأنه إرتكب خطأ فادحا حين عمم كلمة الإرتداد على حكام المسلمين . ص21 . وأكد في أكثر من لقاء تلفزيون معه أنه نسب الكثير مما جاء بالكتاب إلى علماء مسلمين لم يقولوها ,  وحفظا لأرائه من التشويه منع الإقتباس أو
 طبع كتبه أو التصريح بإسمه حفاظا على عدم إستغلال إسمه لمصالح شخصية .
وتاكيدا لأفكاره التصحيحية أصدر وثيقة سميت ” وثيقة ترشيد العمل الجهادي في مصر والعالم , لكن أيمن الظواهري  ووجوه القاعدة تصدوا له ثانية وأتهموه بالردة وأصروا أن كتابه السابق هو مرجعيتهم بغض النظر عن آرائه المتأخرة , وأصدروا فتوى كل من لا يتبع أفكاره السابقة يعد كافرا  ومرتدا وفاسقا وضالا كما ورد على لسان عبد الغني جوهر أمير الجماعة التي نفذت تفجيرات بيروت . والسبب في ذلك أن مخيمات القاعدة في كل تواجدها خاصة في ساحات التدريب تعتمد كتابه فمن غير الممكن التنصل عنه وإنها وجدت فيه مادة خصبة تتوافق وتوجههم التعصبي سيما وإنه كان  أحد
 أعضاء المجلس الإستشاري للقاعدة قبل سفره إلى السودان  لقد تداخل القول بحقه مع كثرة خروجه على القنوات الفضائية وتصحيح مسار أفكاره الجديدة . يقول الشيخ مصطفى عبد الجواد في بحث طويل للكتاب الأول والكتب التي أصدرها لاحقا : بمجرد مطالعة سريعة لما خطه سيد إمام في قديميه العمدة في إعداد العدة والجامع في طلب العلم الشريف , أن الرجل تحول من النقيض إلى النقيض . بينما يحلل الكاتب المعروف في جريدة الأهرام ضياء رشوان :  أن  من أهم منظري العنف لمختلف الجماعات الجهادية علي مستوي العالم الطبيب سيد إمام الشريف ‏.‏ مؤلف كتابي‏’‏ العمدة في إعداد
 العدة‏’‏ و‏’‏الجامع في طلب العلم الشريف‏’‏ المؤسسين لفقه … هو نفسه الذي يقوم حاليا بنقد ومراجعة ما جاء فيهما من أحكام وفتاوى مغالية إنطلاقا من مدرسة الوسطية والإعتدال الإسلامية التي ما كان للإسلام أن يستمر ويتسع بدونها‏.
غير إن المؤسسين لهذا التوجه وإستمرارا لمشروعهم الهادف لتشويه صورة الإسلام غطوا على صوت العقل والمراجعة وازدادوا عنفا  لهذا ولدت داعش والنصرة وخرسان وربما هنالك العديد التي لم تظهربعد .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب