23 ديسمبر، 2024 7:06 ص

المرجعية العليا قدوتنا فكفانا تيه

المرجعية العليا قدوتنا فكفانا تيه

ان الحديث عن صمت المرجعية العليا؛ لا يقارن الا بحديث الاقوام, التي بعث الله تعالى اليها الرسل والنبيون, وذكر القرآن الكثير من قصصهم بالمجادلة والتأنيب.فالأوضاع في العراق؛ لا تختلف كثيراً عما عاشوه الانبياء ع, وما كانت عليه تلك الامم السابقة, وما الفرق الا بتطور اساليب العيش, وسعة ما يستخدمه الانسان بحياته اليومية, والا فأن طرق التفكير واساليب الحديث, والالتواء على الحق وركوب موجات الباطل نفسها, ونؤكد إن في آيات الذكر الحكيم خير دليل وبرهان.
ولو ستذكرنا قصة نبي الله موسى ع؛ لوجدنا كم هو رؤوف بقومه, وكم حاول ارشادهم وتوجيههم, ولكن للأسف؛ كم هم حاولوا الحاق الاذى فيه, وخير ما ذكر، إن الله حكم عليهم غياباً، أن يتيهوا مئة وسبعون عاماً، وما إن طلبوا من موسى أن ينقذهم حتى هداهم الله بعد أربعين عاماً، الا إنهم ما لبثوا حتى توجهوا للسامري ليعبدوا العجل، أذن كم سفهاء وضالين أولئك القوم!!.
والحال كما في عراقنا؛ لكل فرد رأي ووجهة نظر, ويريد أن تسير معه وفق ذلك, فالمثقف والأمي, والصغير والكبير, الاسلامي وغير الاسلامي, المرأة والرجل يرى بنفسه أنه على حق ودونه على باطل, الكل تريد أن تتعلق بأستار المرجعية الدينية, والأغلب تنادي الغوث مما يفعله الآخرين, ولكن الذين يتعظون قليلون, والاغلب لا يريد أن يتحمل مسؤوليته, فيحاول ركوب موجة استهداف الآخرين تحت تأثير “الأنا” مع المرجعية.
مشكلتنا؛ إن الظروف والتقلبات اليومية جعلت الكثير منا يضيع اتجاه البوصلة, حتى صارت كلمة “شلع قلع” الساذجة مدعاة للملاطفة, وهي نفسها كلمة “كله تمر عمارة” وهذا الخطأ الذي نعاني منه.