لكل دين أو مذهب مرجعية, تدافع وتوجه ضمن الاعتقاد, فالكاتدرائية تدافع عن المسيحيون في العالم, والكنسيت عن اليهود, ومراجع السُنَّة عند المسلمين, ينادون بحقوق أهل السنة.
النجف الأشرف تلك الأرض المقدسة التي تشرفت, بجسد أفضل رجل بعد الرسول محمد, صلى الباري عليه وآله, إضافة لجثامين عدد من الأنبياء, كآدم ونوح وهود وصالح, أصبحت محط رجال العلماء, للدراسة في مدارس المراجع الكبار.
المرجعية العليا في ظاهر الكوفة, كما يطلق على النجف في بعض الكتب, تمثل الشيعة في العالم الاسلامي, هذا المعلوم من الاختصاص المذهبي, لا يمنع أنها تدافع عن كل مسلم, أياً كان مذهبه, بل حتى عن الأديان الأخرى إن تعرضت للظلم.
يتذكر كل إنسان, له إطلاع على الشأن العراقي, كيف كبح أقطاب المرجعية العليا, فتنة الاقتتال الطائفي, عندما تم تفجير قبة الإمامين العسكريين” عليهما السلام”, حيث صدر بيان, يحرم به سفك الدماء البريئة, دفعا للضرر العام, مما أغاض الارهاب تنظيمات القاعدة الارهابية.
سقطت محافظات بدون أي مقاومة, سببه فساد أجهزة الأمن العليا, وفشل رئاسة الحكومة, مع صلاحياتها الأمنية الواسعة, بتحرير شبر واحد لخمسة شهورٍ من القتال, بمحافظة الأنبار غرب العراق, حيث تم نقل القوة الضاربة, إلى الموصل شمال العراق, وترك الساحة ما بين الارهاب والعشائر.
المرجعية بقيادة السيد علي السيستاني, قادت أكبر معركة, عند فشل الحكومة العراقية, بإدارة ملف الأمن, حيث قامت بتفعيل فتوى الجهاد, بعيداً عن التعصب للمذهب, مما يدلل على رعايتها الحقيقية للوطن, دون الانجرار خلف العواطف, كما فعل بعض الساسة في استدرارها, أثناء حملة فاشلة للدعاية الانتخابية.
فتوى المرجعية الرشيدة قد أتت أكلها؛ إلا أن ذلك لم يصبها بالغرور, ولم تعمل على الترويج لنفسها, أو محاولة الانتقام من المذاهب الأخرى, في المناطق المسترجعة, إنما أفتت بحرمة التعدي على الأموال العامة والخاصة.
أثبت علماء الشيعة, بقيادة السيد السيستاني, يمثلون الدين الاسلامي, الراعي لكل الطوائف والأديان على حدٍ سواء, بدون تفرقة, فمتى يفهم بعض الساسة, أخلاق الدين القويم؟
يا حبذا لو أن قادة العراق عرفوا قدرهم, ورجعوا لمن هو أعلم بشؤون القيادة, فتركهم المصالح الضيقة حزبية وطائفية وعرقية, إنقاذٌ للبلد من الضياع.
مع التحية.