18 نوفمبر، 2024 3:38 ص
Search
Close this search box.

المرجعية العليا : تقليد الاعلم ضمانٌ للنجاة

المرجعية العليا : تقليد الاعلم ضمانٌ للنجاة

قال تعالى ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾

ورد عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام “من كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً لهواه، مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلِّدوه” .

وعن الامام الصادق عليه السلام قوله :-http://im34.gulfup.com/2MLHr.jpg

ما ان يصل الانسان الى سن التكليف الشرعي حتى يصبح واجب عليه البحث والفحص عن مرجع التقليد الشرعي وحسب فتاوى الفقهاء الشيعية والتي كلها بالجملة تدعو الى وجوب تقليد الاعلم …
والسؤال الذي سيطرحه هذا الانسان (المكلف) كيف اعرف الاعلم ؟من هو الاعلم؟

وقبل الدخول في الجواب نلفت إلى أنّه قد يظنّ البعض أنّ له الحريَّة الشرعيّة في تقليد الأعلم أو غير الأعلم، فيصِحّ منه اختيار تقليد أيّهما شاء ، لكنّ هذا البعض سيتخلّى عن هذه القناعة حينما يواجه دليلين واضحين يقودانه نحو تقليد الأعلم، ألا وهما:

الدليل الأوّل :- (تقليد الأعلم ضمانة النجاة)

فإنّ من يواجه السؤال السابق، حول وجوب تقليد الأعلم أم لا، يجد أمامه جواباً مبدئيّاً يقول له: لو قلَّدت الأعلم فأنت حينها تتيقَّن من براءة ذمّتك، أمّا لو قلَّدت غيره فأنت قد تبقى في حالة عدم اليقين ببراءة الذمَّة ، وذلك لأنّ تكليفك إمّا وجوب تقليد الأعلم على نحو التعيين والانحصار، وإمّا أنّه يجوز لك تقليده وتقليد غيره على نحو التخيير. وعقل الإنسان غير المجتهد، بعد مواجهة هذا الجواب المبدئيّ، يوجّهه بالتأكيد نحو تقليد الأعلم.

الدليل الثاني:- (تقليد الأعلم خَيار العقلاء)

فإضافةً إلى الدليل السابق على تقليد الأعلم، فإنّ المتسائل عن وجوب تقليد الأعلم أم لا، يُلاحظ في حياة العقلاء وسيرهم الاجتماعيّ ما يرشده نحو تحديد الجواب. فالعقلاء حينما يواجهون مشكلة تحتاج إلى حلّ من أحدهم، ويكون أصحاب الحلّ متعدّدين ومختلفين في كفاءاتهم وبينهم من هو معروف بأكفئيّته وأعلميّته، فإنّهم يتوجّهون إليه بلا تردد .
وكمثال على ذلك ، لو أصيب إنسان بمشكلة مرضيّة في قلبه، واحتاج إلى عمليّة جراحيّة لقلبه، فإنّه حينما يجد عشرة أطباء في جراحة القلب، يستطيع أن يجري العمليّة الجراحيّة عند أيّ منهم، في الوقت الذي يريده، ومن دون تفاوت في أجرة العمل . لكنّه إذا علم أن واحداً منهم هو أعلمهم وأكفأهم وأكثرهم خبرة ، فإنّه من دون تردّد يتوجّه نحو هذا الطبيب الأعلم دون غيره. وهكذا الحال في سائر شؤون العقلاء وأمورهم، فإنّهم، حينما يعرفون الأعلم بين أصحاب الاختصاص، يتوجّهون نحوه دون غيره.

وايضا عند الدخول على مواقع المرجعيات فيجد الجواب :-

http://im34.gulfup.com/0OHCA.jpg

هذا ما نجده في فقهيات المذهب الشريف وهي فتاوى مستوحاة من روايات اهل البيت الاطهار عليهم السلام والذين كلامهم نور من نور النبي الاقدس محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) والذي ( لا ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى) !! …
فما هو دور المكلف في تصحيح المسار الشرعي لعباداته واعماله اليومية ؟؟
هل يقلد كيفما يشاء ام يطبق ما قاله النبي الاكرم واهل بيته الاطهار وكلام مؤسسي الشريعة في المذهب الشريف …

واليكم هذه القصة والتي فيها العظة والعبرة :-
الشيخ الأنصاري وتقليد الأعلم :
ومن لطيف ما ورد في قضية أعلميّة المرجع، ما ورد في قصّة المرجع الكبير الشيخ مرتضى الأنصاري الذي أقرَّ بأعلميّته ودعا الشيعة إلى تقليده، مرجعُ الشيعة الكبير وعالمُهم الفذّ الشيخ محمّد حسن النجفي (صاحب كتاب الجواهر) قُبيل وفاته. إلّا أنّ الشيخ الأنصاري، بعد وفاة صاحب الجواهر، رفض أن يتسلَّم زمام المرجعيّة مفيداً أنّ أحد العلماء من زملائه، ويدعى المازندراني، كان أعلم منه أثناء دراستهما في كربلاء. وفعلاً تجمَّد وضع مرجعيّة التقليد بإصرارٍ من الشيخ الأنصاري حتّى تمّت مراسلة الشيخ المازندراني الذي أفاد أنّه كان وقتها أعلم من الشيخ الأنصاري، إلّا أنّه أقرَّ أنّ زميله الكبير، بعد إكمال دراساته وأبحاثه في الحوزة العلميّة أصبح أعلم منه، ودعا الناس إلى تقليد الشيخ الأنصاري ليصبح المرجع العامّ لشيعة أهل البيت عليهم السلام .

وناتي لمن اثار العقول وانارها بالفكر السليم السيد الصرخي الحسني المرجعية الدينية التي جعلت الدليل الشرعي العقلي العلمي وسيلة الاتباع الصحيح السليم من خلال ما طرحه من بحوث فقهية واصولية عالية :-
http://im34.gulfup.com/MlFeb.jpg

وفي الختام عزيزي المؤمن كن واعيا في البحث وتحصين النفس من الشبهات واجعل العقل المقياس في تحديد مصيرك في الدنيا والاخرة , لان الله تعالى اول ما يسال الانسان من هو امام زمانك .

أحدث المقالات