القيادة هي تلك القدرة على التأثير في المجتمع لتحقيق أهداف موضوعة مسبقاً أو فرض إرادات معينة لصالح ذلك المجتمع ، وهنا يكمن سر نجاح خطط وستراتيجيات المجتمع في مدى قدرة القائد على ترسيخ المفاهيم الإيجابية ورسم خارطة الطريق التي تؤدي في النهاية إلى تحقيق الأهداف المرسومة وتطبيقها على أرض الواقع بأسلوب سلس وأدوات معرفية وحكمة.
كما إنها محاولة تغيير المستحيل إلى الممكن، وإستقطاب الفئات الأخرى للإنضمام إلى القيادة الحكيمة أو التعاطف معها أو عدم الإحتكاك بها سلباً، فالقائد أو المدير أو السياسي يجب أن يمتلك من الأدوات ما يؤهله لتنفيذ مفاهيم الإسلام الحقيقي ، بعيداً عن الإسفاف والمحسوبية والترهل الفكري، وبعيداً جداً عما يسمى الآن بالفساد الإداري والمالي والأخلاقي، لأن القائد هو عماد المجتمع ، وعندما يسقط في حضيض الفساد والترهل، يقع الوطن كله في ذلك الحضيض لينتهي تأثيره رويداً رويداً..
في عالمنا اليوم وفي مجتمعاتنا بالذات، إنتشرت ظاهرة ظهور بعض القادة والسياسيين والسلطويين والتدين الطائفي , الذين لا يملكون الإمكانيات التي تؤهلهم للقيادة، هؤلاء ظهروا إلى الساحة في رفّة جفن، مثلهم مثل بعض القادة والسياسيين والمرجعيات الكهنوتية الصنمية الذين لديهم باع طويل في التمسك بالكراسي، وهم أيضاً لا يملكون إمكانيات القيادة، فإنتشرت مع ظهورهم مظاهر الفساد والإرهاب والخسارات الكارثية، كتدهور الإقتصاد وشلله ، ووقوع مدن بأكملها في أيدي الجماعات الإرهابية المتطرفة، بسبب سياساتهم الميتة وفتاوى القتل والتهجير القسري ، والعنجهية والإحتكار والدكتاتورية وفقدان الحكمة في تفاصيل قراراتهم، ولإسباب سلبية كثيرة أخرى معروفة للقاصي والداني.
هذا الضعف وهذا الغباء وهذا الجهل المؤسساتي الديني ، أدى إلى تدهور مجتمعنا ورجوعه إلى القرون الغابرة، وعدم الإمساك بزمام التطور واللحاق بركب التقدم العلمي والثقافي والحضاري كما يحدث في العالم الحر.
ومن هذا الجانب فقد بين المرجع الصرخي الحسني في محاضرات بحثه الموسوم ( السيستاني ما قبل الـمهد الى ما بعد اللـحد )بتأريخ 25 رمضان 1437 الموافق 1 تموز 2016.بقوله ..(((وأنا أقسم وأجزم بأنك لست بمجتهد، وسيأتي الكلام والتفصيل الأكثر إن شاء الله لإثبات هذا الأمر)، وفي نفس السياق تطرق سماحته الى كلام السيد الشهيد محمد الصدر (قدس) حول قيادة المجتمع من قبل المجتهد حيث قال ” والسيد الأستاذ محمد محمد صادق الصدر يقول : كل من تصدى لقيادة المجتمع وهو ليس بمجتهد، من لم يعرف ضرورات القرآن، من يعرف بأن موالاة الكافرين هي نفاق، من يعتبر الاحتلال ومن يشرعن الاحتلال وفساد الاحتلال وقبائح الاحتلال، ومن يسلط الفاسدين والمفسدين ويوجب على الناس انتخاب الفاسدين والمفسدين، كيف هذا يكون عالمًا فضلًا عن أن يكون مجتهدًا، ويكون أعلم المجتهدين، ويكون مرجعًا كيف يكون هذا ؟ “
واضاف المرجع الصرخي ( لا يصدر هذا إلّا من جاهل، لا يصدر هذا من أجهل الجهال إنها جهائل من جهال… يقول محمد محمد صادق الصدر الأستاذ محمد الصدر يقول: كل من تصدى لقيادة المجتمع وهو ليس بمجتهد أكبّه اللهُ على مَنخِريه {ما قبل المهد الى ما بعد اللحد} هذا مصير السيستاني، كما يقول الأستاذ الشهيد محمد الشهيد الثاني الصدر الثاني يقول: وهو ليس بمجتهد أكبه الله على منخريه في قَعْر جهنم كائنـًا من كان {حتى لو كان السيستاني كائنا من كان}، حتى لو كان من أفضل فضلاء الحوزة “))http://goo.gl/stjiTr