23 ديسمبر، 2024 6:56 ص

المرجعية العراقية … إيران ضعيفة بلحاظ أمريكا ودول أوربا

المرجعية العراقية … إيران ضعيفة بلحاظ أمريكا ودول أوربا

افرز تطور الأحداث و تسارعها في المنطقة إلى انتقال واجهة الصراع بين الخصوم من مرحلة الصراع بالنيابة إلى الصراع بالأصالة من خلال تشكيل المحاور و كما هو اليوم واضح فهناك محور إيراني – روسي يقابله محور عربي – إسلامي – أمريكي – أوربي . و كما هو معروف في حروب العصر الحديث فان العامل العسكري ليس هو الحاسم كون الحروب و الصراعات الحالية ليست حروب على الطريقة التقليدية القديمة , و إن العامل الاقتصادي و السياسي و الجغرافي هو الأكثر تأثيرا و حسما للصراع . ومن المؤكد و عند المقارنة بين قوة عناصر الجانب الاقتصادي و السياسي و الجغرافي لكلا المحورين سنجد أن الكفة راجحة لصالح المحور العربي – الإسلامي – الأمريكي – الأوربي و بفارق كبير عن المحور الإيراني – الروسي فضلا عن التفوق حتى في العامل العسكري المتمثل بالترسانة العسكرية و العامل البشري العددي. كما أن الحقائق التاريخية القريبة تثبت تلك الارجحية بين المحورين من خلال مشهد الاحتلال السوفيتي لأفغانستان نهاية السبعينات والذي انتهى بانسحاب السوفيت منها عام 1988 و كان بداية لتفككه عام 1991 و الذي تتشابه أسبابه و ظروفه و أدواته و الدول المشكلة لمحاوره و طريقة الصراع فيه إلى حد كبير لما يحصل ألان في المنطقة و الذي يؤشر في كل الاحتمالات إلى نفس النتيجة فيما يخص ايران كون ايران وحليفتها روسيا اليوم تعاني من أزمة اقتصادية و تخوض حرب استنزاف بسبب كثرة المليشيات و الجماعات المسلحة التي تمولها في العراق و سوريا و لبنان و اليمن بعكس دول المحور المقابل والتي تعيش حالة الاستقرار لعدم دخولها في الصراع بشكل مباشر . ومن هذا المنطلق جاء تحليل المرجع العراقي الصرخي الحسني في معرض إجابته بتاريخ (8/3/2016) على سؤال موجه له بخصوص رؤيته للأحداث في المنطقة ومستقبلها و تأثير قوى الصراع و ارجحيتها على بعضها البعض بقوله ((… المؤكَّد جدًا أنً إيران بعد الاتفاق النووي اختلفتْ كثيرًا عما كانت عليه، وقضيتها نسبيّة، فبلحاظ أميركا وكذا دول أوربا فإنّ إيران في موقف أضعف لفقدانها عنصر القوة والرعب النووي، مع ملاحظة أنّ رفع الحظر النفطي والاقتصادي عن إيران قد أدخَل العامل الاقتصادي كعنصر ممكن التأثير في تحديد العلاقات!! وأما بلحاظ الخليج والمنطقة فالمسألة مختلفة وكما بينّا سابقًا …)) و بالرغم من أن الاتفاق النووي لإيران مع مجموعة (5+1) أعطاها دفعة في الجانب الاقتصادي لكنه افقدها بنفس الوقت عنصر التهديد النووي , وحتى تلك الدفعة في الجانب الاقتصادي فإنها تعد لا شيء و اضعف ما يكون مقارنة بما تتمتع به أمريكا و حلفائها الأوربيون خصوصا شركائها في حلف الناتو بضمنهم تركيا التي تعتبر بمفردها ندا موازيا لإيران على المستوى الاقتصادي و العسكر و الجغرافي و السياسي و البشري فضلا عن كونها جزءا من التحالف الإسلامي و حلف الناتو . و تلك المقومات أيضا تمثل عامل ترجيح للتحالف الإسلامي فيما إذا أتقن قادته استثماره سياسيا و اقتصاديا فضلا عن الاستثمار العسكري مع حلفائهم الأمريكان والأوربيين لوقف التمدد و التوغل الإيراني و الذي ربما أصبح يهدد دولهم بسبب تأخرهم في اتخاذ الإجراءات اللازمة و منها ترك العراق فريسة سهلة لإيران.