20 مايو، 2024 2:01 ص
Search
Close this search box.

المرجعية الرشيدة ودورها في بناء الانسان

Facebook
Twitter
LinkedIn

الانسان هو غاية الله تعالى في الكون وهو اعز المخلوقات عنده بحيث جعله الوارث الشرعي لحكم الله تبارك وتعالى في الكون ,ولما كان الانسان هكذا فلابد من وجود منظومة حياتية سليمة ليسير بالطريق الصحيح الذي ارتضاه الله جل وعلا له وهذه المنظومة تمثلت بالاديان السماوية الخالدة التي انزلها الخالق على بني البشر وعلى مر التاريخ .

ولقد ظهر اناس كان لهم بصمة رائعة في التاريخ الانساني عموما واثبتوا ان ارادة الله هي الصالحة ,وهكذا كرر التاريخ نفسه في مكانات ومواقع كثيرة ,وخاتم الاديان الاسلام اوجد للانسان منهجا سليما هو نتاج التجارب الحياتية كلها باختلاف الوانها وانواعها ,وكان النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم )هو المثال الحي على القيادة الدينية الحقيقية والتي ينبغي اتخاذها منارا ومثلا وقدوة في كل تصرفاتنا وسكناتنا ,واليوم ونحن في متاهة الحياة التي يطلق عليها المتطورة والتي اوجد العلم فيها كل وسائل الاتصال والمعرفة لكل بني البشر يظهر علينا هنا وهناك من لايريد ان يستخدم العلم والدين بصورتهما الحقيقية بل استغلالهما بصورة غير حسنة مما يعكس اسلوبا حياتيا عند بني البشر لاليق به ولا بالهدف الذي خلق من اجله .

اذن هنا لابد من المؤسسة الدينية والعلمية ان تلعب دورها في بيان سبل التوجه الحياتي الصحيح ,اعود الى الجانب الديني غاية البحث واقول ان ماتقوم به المرجعية الدينية الرشيدة اليوم هو عين الصواب لانها اعتمدت في عملها على روح الانسان ومحاولة اخراجها من صراعاتها مع نفسها وتحويلها الى معرفة الخالق عز وجل وفروض طاعته وعبادته وبالتالي التخلص من كل ادران الحياة المادية والتي ممكن لها لو استمرت مع بني البشر ان تزيد مسافة البعد بين العبد وربه ,لقد وظفت المرجعية الدينية اليوم كل امكاناتها واستخدمت كل وسائلها لاجل هذا الهدف ونرى كيف ان دورها امتد الى ابعد من حدود العراق والامة الاسلامية ,فكانت توجيهات المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي في اعتماد الانسانية غاية العمل قد اوجدت تقاربا كبيرا بين الاديان وجعلت الحوار على اعلى درجة بينها ودقت اسفين الخطر على كل التوجهات الفكرية المتطرفة والتي ساعدت على بعد المسافة بين الناس .

ان الدين الاسلامي هو دين الله وهوالذي ضرب الظلم والجهل وعبودية الانسان لهما في مقتل ونشر الاسلام النور الساطع المنير لبني البشر وعرفهم انهم قيمة الحياة الكبرى وواجبهم حماية الانسانية من كل شرور الشياطين والظلم ,من هذه المنطلقات تؤدي المرجعية الرشيدة دورها فقامت بالتاكيد على زيادة المدارس الدينية العلمية واثرى المرجع محمد اليعقوبي الساحة الفكرية بمؤلفات الكثيرة والمتعددة والتي تعنى بكل نواحي الحياة وبكل فصولها من دينية واجتماعية وعلمية وفلسفية واقتصادية وادبية حتى يخيل للذي يقراها انها من اناس عديدين ذوي اختصاصات متعددة ,واستمر عمل المرجعية الرشيدة حتى ترى اليوم الحلقات العلمية بازدياد مضطرد وهمة عالية ونشاط غير مسبوق وهذا ماحفز الغير على المنافسة الشريفة الصالحة في ان يتحرك ويقدم ماعنده ولو بصورة اقل المهم ان العمل كله لصالح الانسان ليعلم انه بتطوره الفكري والعلمي تتطور الحياة وتستمر جذوتها بلا انقطاع .

ان الثواب كل الثواب هو بمتابعة التعلم والانقياد لافكار الدين الحنيف الذي هو التطور بعينه وعدم الاعتماد الكلي على مفرزات الحياة المادية المتعددة لان منظومة الدين الاسلامي لم تترك شيئا للصدفة بل وضعت العلاج الحقيقي الكامل لكل مفاصل الحياة وبابهى الصور ,وعندما ظهرت المرجعية الرشيدة بهذا الشكل تعرضت كغيرها من اصحاب الحق الى حملات تشويه واسفاف من قبل االذين لايروق لهم ان يحيا الانسان كما اراد له الله تعالى بل يجب ان يبقى اسير افكارهم المريضة يقودونه كيفما يريدون وباي اتجاه يذهبون به ,ومع ذلك لم تفت هذه الحملات الباطلة في عضد المرجعية بل كانت الانجازات المتحققة وعلى مختلف الجوانب لدى الانسان وبالاخص المسلم هي الرد عليها ,واليوم ونحن نعيش ظلمة فكرية واتجاهات فكرية متعددة تبغي ضياع الانسان علينا ومن وجهة نظري القاصرة ان نتخذ من افكار وعمل المرجعية الرشيدة ممثلة بالمرجع الشيخ محمد اليعقوبي طريقا نلتمس فيه رضا الله وانفسنا لان هذه الافكار لم تات من فراغ بل من اتصال مباشر بافكار ومبادىء الذين سبقوه من اعلام الدين والدنيا ,فهو ابن مدرسة اهل البيت عليهم السلام التي اثرت الكون بما لايعلمه احدا قبلهم وبعدهم وهو ابن المرجعية الثائرة التي اتخذت طريق مناصرة الحق ومقارعة الباطل وادواته ,كذلك هو اليوم ابن الحياة الدنيا باختلاف مكوناتها ومشاربها وربط كل هذا وذاك وصاغه بشكله الجميل الذي واجب علينا اتباعه واتخاذه طريقا لنا .

ان صعوبة الحياة واختلاف الوانها وخوفا من التية والتشتت جعلني اكتب مقالتي هذه راجيا فيها الرضى من الله تعالى ومن الجميع وارجوا ان لااكون افرطت في قولي ولكني اراه الانسب والاصلح اليوم .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب