19 ديسمبر، 2024 5:46 ص

المرجعية الرشيدة الشاهدة صمام امان الاسلام

المرجعية الرشيدة الشاهدة صمام امان الاسلام

تحدثنا واخوة لنا كثيرا عن دور كل طبقات المجتمع وتنوع ادوارها في نماء وقوة المجتمع وكيفية حمايته من كل مايمكن ان يعيق حركته ويؤثر فيه بالسلبية ,وحددنا وصورنا كل ماقلناه لكي يعرف المجتمع دوره ودور ابناءه الغيارى عليه ,وركز القسم الاكبر من الخطاب على دور المرجعية الدينية الشريفة في توضيح الامر واعطاء الحلول الروحية والتوعوية للناس وكذلك الثقافية والاجتماعية لكي يصلوا بهم الى مرضاة الله تعالى وتبيان ان ابتغاء مرضاته عز وجل هي باتباع طاعاته وتادية الواجبات .
ونظرا لحساسية الواقع العراقي وصعوبة السيطرة عليه لتداخل الاهداف والمصالح والاتجاهات فقد ادلى الكل بدلوهم لاشباع الموضوع بحثا وتحليلا ومحاولة ايجاد الحلول الناجحة وكل بحسب موقعه وقاعدته الجماهيرية ,انا هنا اريد ان اعبر عن هذه المرجعيات بانها فيما لو اخذ برايها وتم العمل به فانها ستكون صمام الامان للمجتمع ولابد من ان النجاح سيكون حليف الجميع ,لقد تتبعت خطى خطابات المرجعية عامة فوحدتها ذات روح ايمانية ووطنية خالصة ولكن عندما ركزت في قراءتي لخطابات مرجعية الشيخ محمد اليعقوبي وعذرا للجميع الذين اجلهم واحترمهم من مراجع دينية الى طبقات الشعب كافة وجدت ان هذه الخطابات ناقشت الواقع العراقي بمرونة وسهولة وخلصت الى ان حل كل الاشكالات ياتي من خلال صيرورة الروح الايمانية والوطنية بلا غايات ومنافع بل لاجل الله تعالى والوطن ,فيخاطب الشيخ اليعقوبي الامة بتاريخ 30 /12/2003 ويقول (يجب توحيد الصف بازاء القضايا المصيرية وان تعددت الرؤى واختلفت المناهج فان هذا امر طبيعي مادام هناك عقل يفكر ويقتنع بما يصل اليه ولكن يجب ان ينظر لهذا التنوع بانه حالة ايجابية باعتباره تنويعا لاليات العمل التي تصب في الهدف الواحد لنتمكن من استيعاب كل شرائح المجتمع ذي القناعات المتعددة ,ايضا يجب توعية الامة بمطالبها الحقيقية ومصالحها المشروعة والاصرار عليها وضرورة المشاركة الجدية الفاعلة في تحقيقها ,ايضا ضرورة التحلي بروح الشعور بالمسؤولية وتحملها بشكل كامل ولايلقيها على غيره وليعود نفسه هذه المعاناة ولايخلد الى حياة الراحة والكسل ولايكونوا كالذين قالوا لنبيهم “فاذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون ” المائدة الاية 24,بل كالذين “اذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله ” البقرة 246 ,ايضا على الشعب ان يشارك لاستنقاذ مايمكن تحصيله من حقوقه ) . وفي مجالات كثيرة وجدت دقة التركيز على دور الانسان ودور المجتمع ككل في ان تكون قراراته نابعة من ايمانه بذاته بعد قراة معمقة لنفسه ومايريد ,لقد فرض الجهل والتجهيل على المجتمع ليبتعد عن ربه وذاته ويكون عبدا لغيره بحسب نوع المكتسبات الماخوذة منه قسرا وهنا يذكر الشيخ اليعقوبي في خطابه يوم 16/6/2003
(يشهد بلدنا الحبيب حلقة من سلسلة من الصراع الطويل فهاهي امريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني جاؤوا لينتزعوا منكم هذه الجوهرة الثمينة وهي الاسلام وولاية اهل البيت عليهم السلام التي لايعادلها شيء قال تعالى “والفتنة اشد من القتل “لان الفتنة عن الدين قتل للروح وتخريب الحياة الابدية فهي اخطر من قتل هذا الجسد المادي وانهاء هذه الحياة القصيرة وهم جاؤوا ليفتنوكم عن دينكم وليقتلونكم معنويا وان وعدوا بالرخاء المادي لكن ماقيمته هذا اذا كان ديننا في خطر هنا يجب الحذر واليقظة والتاهب والوعي فان الدين امانة في اعناقنا جميعا فادوا الامانة الى اهلها كما اداها السلف الصالح واوصلوها الينا ناصعة نظيفة رغم مرور 1400 عام ).
بهذه الروحية الخطابية العالية في الدقة والافهام نراه يتكلم ويشخص الحالة ومبررات سوء المجتمع العراقي والغاية من هذا كله وهو لعمري تشخيص دقيق لانه حدد اهداف الدول الطامعة في المنطقة عموما والعراق خاصة ولاتتحقق اهدافها الا بغياب الروح الايمانية الواعية المؤمنة بالله تبارك وتعالى .

أحدث المقالات

أحدث المقالات