لا يحتاج دور المرجعية الدينية في الحياة العامة والاجتماعية ، وإرشاد وتوعيه وتوجيه المجتمع نحو الطريق الصواب ، لايحتاج إلى تفسير أو تأويل ، أو دفاع ، فقد كانت الحريصة أشد الحرص على الدين ومصالح المسلمين في أصقاع البلادالإسلامية والمواقف كثيرة وكبيره بدءً من القضية الأساسية والكبيرة للامه الإسلامية ” فلسطين ” إلى بقيه قضايا آلامهالإسلامية ،
ولم تدخر جهدا في الدفاع عن الحقوق المسلوبة للشعوب المضطهدة ،والاحتلال على مر ألازمنه ، وخير مثال على ذلك كيف وقفتأمام جبروت البعث الصدامي المتعجرف ، واستطاعت من الحفاظ على وحده الدين والشعب العراقي الذي ذاق الويلات على يدماكينة البعث الإجرامية .
بعد سقوط النظام البعثي ، سعت المرجعية الدينية إلى توحيد السياسيين وجهودهم المبذولة في بناء العملية السياسية ، إذ لاتنظر إلى الطائفة أو القومية أو العرق ، بل كانت تنظر ابعد من ذلك ، إلى المشروع الوطني وبناء وأعمار العراق من جديد ،وتعويض الشعب المسحوق من سنوات الذل والحرمان التي عاشها عقدين من الزمن .
حملات التسقيط والتشهير والإساءات ضد المرجعية الدينية المباركة لم تتوقف يوما، وفقط يمكن أن نلاحظ أنها تتصاعد فيبعض الأحيان، وتنخفض في أحيان أخرى، ربما لأسباب محسوبة، او بصورة تلقائية ،ويقع في خطأ كبير من يتصور انهبسقوط النظام الصدامي الديكتاتوري لم يعد هناك من يستهدف المرجعية الدينية، ولا يوجه أسلحته المختلفة (الإعلاميةوالسياسية والمخابراتية) إليها، وإنما على العكس من ذلك وجدنا انه بعد سقوط ذلك النظام انفتحت الأبواب أمام جهات عديدة،داخلية وخارجية، للنيل من المرجعية الدينية وتشويه صورتها الناصعة، واختلطت الأجندات والمشاريع السيئة مع التصوراتوالآراء السطحية الساذجة، فبقايا حزب البعث الصدامي ومخابراته، والجهات صاحبة الفكر التكفيري، والعديد من دوائرالمخابرات الإقليمية والدولية، كلها جندت الكثير من إمكانياتها وقدراتها لتسقيط المرجعية، لاسيما شخص المرجع الديني الكبيرأية الله العظمى السيد علي السيستاني، كجزء من الحرب المفتوحة ضد مذهب أهل البيت عليهم السلام ،وأتباع ذلك المذهب.
كما أن مواقف المرجعية الدينية لم ترق للحكومة ،فسعت إلى محاوله الوقوف والتصدي للمرجعية من خلال طرق خبيثة ، منهاصناعه مرجعيه ، او استيراد مرجع أو تمويل شخوص محسوبين على الدين ، وغيرها من وسائل حاقدة على المرجعية ودورهاالأبوي للشعب العراقي الجريح .
وعلى امتداد الأعوام العشر الماضية ، هناك مصاديق وشواهد واضحة وجلية على تلك الحرب المفتوحة، فما تنشره وتقولهوتعرضه وسائل الإعلام من قنوات فضائية وصحف ومواقع الكترونية، وما يقال عبر منابر دينية متطرفة هنا وهناك، وغيرهالكثير يمثل جزءا وليس كل المصاديق والشواهد المشار إليها.
وقد يسأل شخص ما .. ولماذا كل تلك الحملات والهجمات والمؤامرات على المرجعية الدينية؟..
الجواب هنا واضح وهو..لان المرجعية الدينية تمثل صوت الأمة الحقيقي، ولأنها واجهة الدفاع الأولى عن القيم والمعتقداتوالثوابت الدينية الصحيحة، ولأنها صمام الأمان الحقيقي لكل العراقيين، والتجارب أثبتت ذلك، وشهد الأعداء قبل الأصدقاءبهذا، ولأنها فوق الانتماءات والعناوين الفئوية الضيقة، وخارج دائرة الأجندات والمشاريع السياسية المحصورة بمصالح حزبيةلاتلتقي مع مصالح الوطن والشعب، ولأنها لم تنساق ولم ينجح السيئون في استدراجها إلى حيث يتمنون ويريدون، ولأنها لمترفع راية الدفاع ضد هذا الطرف ضد الطرف الآخر.
المرجعية الدينية أعلنت موقفها الواضح من الانتخابات البرلمانية منذ نيسان ٢٠١٤ ، من خلال البيانات او من خلال منبر ألجمعهمن الصحن الحسيني الطاهر ، وأعلنت أنها مع التغيير ، وتصر على ضرورة تغيير الشخوص والوجوه الحالية التي لم تقدمشيئا للوطن والشعب ، بل كانت نظرتها فئوية وحزبيه ضيقه ، فلم ترعى حقوق شعبا أو متطلبات وطن يستحق أن يعيش بأمانحاله حال كل شعوب المنطقة.
المرجعية الدينية إذن تسعى إلى تغيير واقع الحال الذي يعيشه المواطن العراقي من نقص الخدمات ، وانعدام الأمن ، وتدهورالاقتصاد ، وغيرها من الملفات الكبيرة والخطرة للفساد ولكبار مسؤولي الدولة العراقية ، لهذا يبقى على الشعب العراقي بعد أنقالت المرجعية قولها ،أن تعلن موقفها الصريح في الخروج الجاد للانتخابات ، وإعلان ثوره التغيير على الواقع الأسد الذينعيشه ، وبناء الدولة العصرية ، واختيار أناس أكفاء قادرين على تحقيق طموحات الشعب العراقي في العيش حراً كريماً .