لم تدخر المرجعية الدينية أي جهد يذكر ومنذ نشأتها في التمسك والحفاظ على وحدة العراق ارضا وشعباً ، ومصالحه العليا بل ونادت وتنادي بخطاب الوحدة والاعتدال ، وضرورة كشف وتوضيح المفهوم الحقيقي للإسلام المحمدي الاصيل ،لهذا دائماً ما تؤكد المرجعية الدينية وخلال خطابها على ضرورة التصدي للتحديات الكبيرة التي تحيط بالإسلام من قبل أعداءه ، والتي تحاول بشتى الطرق القذرة تشويهه وعكس صورة قطع الرؤوس وسبي النساء وتهجير الناس من مدنهم وسكناهم ، وأن الفكر التكفيري الذي يتبناه داعش والقاعدة والمؤسسات التي تقف خلف هذا المشروع المخيف ، ومحاولة إشعال الفتنة الطائفية بين مكونات المجتمع الاسلامي والعربي ، وهذا ما نلاحظه جلياً في العراق وسوريا ولبنان ومصر واليمن وليبيا .
المرجعية الدينية ومنذ اللحظة الاولى لتصديها للتوجيهات ، كان خطابها واضحاً لا يقبل التأويل او التفسير ، على عكس القوى السياسية التي حاولت تأويل قولها وتوجيها بما يتلاءم وأيدلوجياتها وأجندتها ، لهذا كانت المرجعية الدينية تقف وتوضح وترفع الشبهات ، وتفضح المخططات ، وتحارب الفساد والمفسدين ، ولكن دون ان يكون هناك آذان تسمع او عقول تعقل ، او حرص على مصلحة بلد او شعب ما زال يطمع ان يعيش حياة الشعوب الاخرى ، لهذا عندما نريد ان نكتب عن المرجعية الدينية العليا ، وعن دورها في مجمل العمل السياسي والديني ، فإننا نكتب عن تاريخ عمره الف عام ، ولا يهمنا لا من قريب او بعيد من يثرثر ويحاول تغيير او تحريف هذا التاريخ ، من أراد المرجعية الدينية فعليه ان يكون بتماس معها لأننا بأمس الحاجة اليها اليوم ، ونحن نرى اليوم مكتب المراجع كيف اصبح قبلة للعالم كله بأجمعه ، ومن مختلف القوميات والمذاهب ، فلا نقف عند التفاهات ، والكلام الذي اقل ما يقال عنه انه كلام معد له ومدفوع الثمن.
أن الامة الاسلامية بحاجة الى وقفة جادة لتصحيح الافكار الطارئة على الفكر الاسلامي من خلال إشاعة ثقافة التسامح والمفاهيم الانسانية الأخرى ورفض الخطاب العنيف الذي يدعو لقتل الابرياء تحت عناوين اخرى اتخذتها داعش والقاعدة جلباباً تتستر به لتنفيذ مخططاتها الاجرامية ، وهذا الدور يقع على عاتق المؤسسة الاعلامية والتربوية على حد يكون لهم دور في توعية المجتمع باتجاه الخطر المحدق به ، كما يجب على الغرب ان يتعامل مع الاسلام الحقيقي والذي يمثل الوجه البيضاوي ، لا مع أسلام القتل والذبح الداعشي ، وان على الدول الغربية وضع إستراتيجية فعالة وحقيقية في حملة القضاء على الارهاب والتطرف والذي يحمل أغلب الجنسيات الغربية وترعرع ونمى في المساجد الاوربية والمدعوم من اللوبي الصهيوني والذي أستغل الجماعات الارهابية في حربه ضد الاسلام ، وان نكون على قدر المسؤولية في الحفاظ على وحدة البلاد أرضاً وشعباً ، والوقوف بوجه التحديات الخطيرة التي يمر بها بلدنا وامتنا الاسلامية والعربية .