لا توجد عبارة تعبر عن كارثة استقبال البابا إلا كلمة مهزلة لما تحمل هذه الكلمة من معنى ، فالذي قامت به حكومة الكاظمي مهزلة بحق وأعطت صورة هزيلة ووضيعة شوهت سمعت العراق وما يملك هذا الوطن من إرث حضاري وتاريخي و ديني وعلمي على مر العصور منذ بدء الخليقة الى هذه الأيام ، فمنه انطلقت أول حضارة ومنه انطلقت أول الإمبراطوريات التي سيطرة على بقاع واسعة من العالم إن كانت البابلية الأولى والثانية والأكيدية والأشورية بالإضافة الى الإسلامية التي استمرت لأكثر من 600 سنة ، وقدمت للبشرية ما قدمت من علوم بمختلف أنواعها وآداب وفن وغيرها من أسس الثقافة والرقي ، فعندما يمتلك بلد هذا الإرث العظيم ويأتيه زائر له مكانة دينية في العالم مثل بابا الفاتكان فكيف يكون استقباله ، ألا يجب أن يكون الاستقبال بمستوى ما يمتلكه العراق من هذا الإرث الديني والحضاري العظيم ، استقبال يعكس صورة أخلاق وثقافة وتقاليد وتضحية وشجاعة شعب العراق ؟؟؟ ، ولكن الذي قدمته الحكومة المتمثلة بالفريق المشرف على تنظيم استقبال البابا لم يكن بمستوى الحدث لا من جهة مكانة العراق العريقة حضارياً وعلميا ودينياً وأخلاقياً ولا من جهة مستوى الوافد الذي يمثل أعلى سلطة دينية لملايين من البشر ، فكيف يستقبل رجل دين عالي المستوى بالغناء والرقص والدبكات ؟؟ هل يتناسب هذا النوع من الاستقبال الذي يتخلله الهز والرقص والغناء والدبكات والموسيقى مع مكانة العراق الحضارية والدينية والأخلاقية ام مع مستوى الضيف رئيس أعلى سلطة دينية مسيحية في العالم ، هذا الاستقبال كانت تراقبه جميع البشرية في العالم لما تمتلك هذه الزيارة من دلالات تاريخية ودينية وثقافية .
ألم يكن الأجدر أن تقدم الحكومة العراق بالصورة التي تناسب الحدث فالقادم ذو مستوى ديني وعلمي وثقافي فلماذا لم يكن الاستقبال بهذا المستوى من التنظيم والفخامة ، فإذا كان استقبال البابا رجل الدين بالرقص والغناء والدبكات فكيف يكون استقبال المغنيين والمغنيات والراقصين والراقصات ؟؟؟ .
ولكن الذي نقذ سمعت العراق وحسنَّ صورته هو الاستقبال الرائع للسيد السيستاني لبابا الفاتكان الذي قدم من خلاله الصورة الرائعة للعراق وشعبه التي تمثل الهيبة والحكمة والكبرياء والتواضع والأخلاق والعلم ، فلولا هذا السيد الجليل لكانت صورة العراق في وحل الجهل والضياع والتخلف بسبب تصرف رئاساته الثلاث الغير مسئول والذي لا يمت للإرث الحضاري والديني الذي يمتلكه العراق أرضاً وشعباً .