يعتبر نيكولو ماكيافللي أحد أعلام عصر النهضة الاوربية وهو سياسي ومؤرخ ايطالي
شارك في الحياة السياسية في ايطاليا وعرف في تاريخ الفكر السياسي بمؤلفه الشهير
الأمير..حيث ايد فيه الحاكم واحل له اتخاذ اي وسيلة تكفل استمرار حكمه ولو كانت منافية للدين والاخلاق وذلك على أساس الغاية تبرر الوسيلة واصبح لفظ المكيافللية وصفا لكل مذهب ينادي ويعمل وفق الغاية تبرر الوسيلة…لذا فان من المؤكد من يعمل وفق هذه القاعدة المكيافللية لدليل على شخصية الدعوة وانحرافها وعدم صلتها بالعالم الربوبي والتشريع الالهي لانه قائم على اسس انسانية موافقة للفطرة والطهارة والاخلاق
والذي يثير الدهشة والاستغراب الشديد هو ان نجد مرجعية دينية شيعية توصف بالميكافللية لان عملها قائم وفق القاعدة الميكافللية وليس وفق قواعد المذهب الذي تعتقده والذي يخالف ويعارض صراحة القاعدة الميكافللية ,فمن خلال استقراء الواقع والاحداث والعملية السياسية في العراق وفي هذا العقد بالتحديد نجد المرجعية الدينية المتمثلة المراجع الاربعة السيد السيستاني والسيد الحكيم والشيخ الفياض والنجفي دعمت وبقوة وأفرغت جل وقتها واعلامها لاجل انتخاب وتسليط القوائم الكبيرة الشيعية في الحكم وكان التوجيه
والفتاوى والارشاد والتعبئة على اساس الغاية تبرر الوسيلة…فالغاية عندهم نصرة المذهب والوسيلة انتخاب هؤلاء الساسة في القوائم الشيعية الكبيرة وهنا تكمن الاشكالية
ابتداءا من استخدامهم قاعدة فاسدة وهي قاعدة المكيافللية الغاية تبرر الوسيلة وهذه القاعدة بحد ذاتها وسيلة فاسدة لاتبررها الغاية التي دعو اليها ؟ وايضا ان القوائم الكبيرة التي تضم هؤلاء الساسة اثبت الواقع والشواهد والوثائق فشلهم وفسادهم وانحرافهم الاخلاقي والسياسي وحتى باعترافهم هم انفسهم ..مما يعني انهم جميعا كوسيلة تعتبر فاسدة لاتبررها الغاية التي ادعوها نصرة المذهب , بالاضافة الى انتهاجهم وسائل وطرق
فاسدة ايضا ومخالفة لتعاليم الدين والاخلاق من خلال تثقيفهم وتعبئتهم للناس من اجل انتخابهم فقد اعتمدوا على دفع الرشا لشراء الاصوات واعطاء الوعود الكاذبة وارغام الناس على القسم بالقران على انتخابهم واقامة الولائم وتوزيع الارصدة والبطانيات والمدافيء وغيرها….مستغلين عدم اقرار قانون الاحزاب الذي عارضوه وعطلوه عن قصد وعمد..وكل هذا جرى ووقع امام مرأى ومسمع المرجعية الدينية فلم يصدر أي بيان او خطاب او توجيه لتحريم هذه المعاملة مما يعتبر ان سكوتهم هذا هو حكم شرعي بالجواز …ويؤكده ان وكلاءهم وممثليهم في المدن والاقضية والنواحي كانوا جنبا الى جنب مع الساسة في عملية التثقيف والتعبئة وفق هذه الوسائل …الامر الذي شرعن لهؤلاء الساسة هكذا معاملة بالاضافة الى ان الناس تلقفوا هذه الرشا من غير اكتراث ولا تردد
والنتيجة المتحصلة انهم لم ينصروا المذهب ولم ينصفوا الشعب ..
http://www.youtube.com/watch?v=pgbcqZd4nF4
بشير النجفي اني والمراجع اتفقنا انتخاب القوائم الكبيرة
ولكن نجد في مقابل ذلك موقفا مرجعيا معبرا عن النهج الحقيقي للمرجعية الدينية الواقعية
التي تعمل وفق التشريع الالهي القائم على اساليب موافقة للفطرة والطهارة النفسية والاخلاقية الموقف بحد ذاته يدفع الغموض والشبهة ويكشف الظلامية والضلال والانحراف الخطير..صاحب هذا الموقف المرجع السيد الصرخي الحسني الذي بين بكل وضوح حرمة بيع الاصوات والرشا وكل وسيلة فاسدة لا شرعية ولا اخلاقية وقد ذكر في بيانه بيان رقم (73)
الانتخابات .. والتزوير .. وبيع الاصوات
اولا : كل الحالات والصور المذكورة في السؤال وكل حالة أو صورة غيرها وتحت أي عنوان كانت من بيع أصوات أو معاطاة وإعطاء الأصوات أو هبة أو هدية أو صلح أو أي عنوان محتمل ومتصور فإنها معاملات محرمة مطلقا ولا يمكن ولا يصح و لا يجوز فعلها ولا تبريرها مطلقا واي شيء يحصل عليه أي طرف فهو سحت وزقوم ونار في البطون حرام حرام حرام ، وان فعل
ذلك أو تبريره من قبل أي طرف من أطراف المعاملة أو من قبل أي شخص ليس من أطراف المعاملة،سواء الرجال أم النساء ، فانه يعني:
1 – فانه يعني السقوط الأخلاقي إلى الحضيض،أي أنه لا أخلاق له.
2 – فانه يعني البيع والتنازل عن الغيرة والعرض و الشرف، أي أنه لا غيرة له ولا عرض ولا شرف له.
3 – فانه يعني البيع والخيانة العظمى للشعب والوطن الحبيب، أي انه خائن للعراق الحبيب وشعبه العزيز.
4 – فانه يعني البيع والخروج عن الإيمان والدين والإسلام و خيانة للمقدسات، أي انه خائن للمقدسات وخارج عن الإيمان والإسلام.
5 – فانه يعني البيع والتنازل عن الرجولة والشهامة و الكرامة، أي انه من أشباه الرجال لا كرامة له.
6 – فانه يعني البيع والخروج عن العروبة و الحرية والإنسانية، أي انه ليس مسلما ولا عربيا ولا حرا ولا إنسانا، بل هو بهيمة ومن مطايا إبليس.
7 – فانه يعني السنة السيئة ووزرها والظلم والقبح والفساد بتسليط العملاء والمنتفعين
السراق الفاسدين المفسدين، الساسة السابقين والساسة اللاحقين ومن التحق ويلتحق بهم من المنتفعين المتزلفين الأذلاء المنافقين المخادعين، أي انه قزم عميل في عار الدنيا ونار الآخرة،فله العار والنار، العار والنار، العار والنار .. قال الله العلي العظيم : (( وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّين*فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ*وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ *إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ )) ………..
http://www.al-hasany.com/index.php?pid=40
وايضا اشار في بيان آخر الى ضرورة الحذر ثم الحذر من الواقع السييء وما تؤول اليه الامور في العراق لو تم انتخاب المفسدين وتسليطهم مرة اخرى حيث قال في بيان
74
منذ دخول الاحتلال قلت وكررت مراراً معنى ان العراق وشعبه وثرواته وتاريخه وحضارته وقعت كلها رهينة بيد الأعداء والحساد وأهل الحقد والضلال من كل الدول و الجهات … وصار العراق ساحة للنزاع والصراع وتصفية الحسابات وسيبقى الإرهاب ويستمر سيل الدماء ونهب الخيرات وتمزيق البلاد والعباد وترويع وتشريد وتطريد وتهجير الشيوخ والأطفال والنساء وتقتيل الرجال ..واقسم لكم واقسم واقسم بان الوضع سيؤول وينحدر الى أسوأ وأسوأ وأسوأ… وسنرى الفتن ومضلات الفتن والمآسي والويلات ..مادام أهل الكذب والنفاق السراق الفاسدون المفسدون هم من يتسلط على الرقاب وهم أصحاب القرار .. وهل تيقنتم الان ان هؤلاء المفسدين يتعاملون مع شعب العراق وفق منهج الفراعنة والمستكبرين وانهم مستمرون وبكل إصرار على هذا النهج السيئ الخبيث الحقير….. فانهم وعلى نهج فرعون يستخفون بكم فتطيعونهم كما استخف فرعون بقومه فأطاعوه (( فاستخف قومه فأطاعوه ))الزخرف/54….
http://www.al-hasany.com/index.php?pid=39
بالاضافة الى ان السيد الصرخي الحسني لم يكن يتكلم ويوجه ويرشد بلغة الطائفة او المذهب بل على عكس الاخرين تماما فكان خطابه وتوجيهه ونداءه باسم العراق وشعب العراق ككل وبتاريخه وحضارته نجد هذا بوضوح بنفس البيان وغيره من البيانات الاخرى
حيث قال :
أين شيوخ العشائر النجباء ..أين التجار والوجهاء والاعيان المحبّون للعراق وشعب العراق ….
أين الرجال.. أين الشيوخ .. أين النساء ..أين أطفال العراق ….
فالشرع والعقل والتاريخ والأخلاق يلزمنا ويوجب علينا ان ننصر وننتصر للعراق وشعب العراق وثروات العراق وكرامة العراق وشرف العراق وعروبة العراق واسلام ودين العراق وتاريخ وحضارة العراق …
فأين النساء و الرجال الاصلاء الشرفاء النجباء أهل الكرامة و الغيرة والشرف والوطنية الصادقة .. أين أهل العراق … أين اهل العراق …أين اهل العراق …
أين أبناء ثورة العشرين المضحون الكرماء … أين ابناء الثوار وقادة الثورات المباركات
أين شعب العراق … أين شعب العراق … أين شعب العراق
قال الله تعالى مجده وجل ذكره :
((اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ)) الحديد /20