7 أبريل، 2024 8:38 م
Search
Close this search box.

المرجعيةُ العاريّةُ من ثوب البراءة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

لماذا دعى السيستاني لإنتخابِ قائمةُ الإئتلافُ العراقيُ الموحّد التي تمخّضت منها عصاباتُ السُلطة ؟!
إن كانَ السببُ حُسنُ نيّةٍ لحفظِ الإسلام فالأجدرُ هو تقديمُ إعتذارٍ للشعب جراءَ هذهِ الدعوى المُميتة ، و برغمِ أن المقصودَ الحقيقي من هذا السبب هو إستخدامُ الدينِ و المذهب كسلاحٍ خفيٍ للسيطرةِ على العقول إلا أن الأشخاصَ الموالينَ يحاولونَ تبرئةَ المرجعية به و يقعونَ في حفرةِ سؤالٍ آخر :
كيفَ عرفَ السيستاني أن هذهِ القائمة ” تضمُ شخصياتٍ وطنيةٍ شريفة لاتتبعُ أيَ جهةٍ خارجية على الرغمِ مما يُشاعُ حولها فهم شخصياتٌ ملتزِمةٌ بمصلحةِ العراق و شعبهِ أولاً وآخراً ” ؟! ، أتى هذا الكلامُ ضمنَ توصيّاتٍ لوفودٍ من مناطقٍ عراقية في ٣١ كانون الأول ٢٠٠٤ و هو مُستفزٌ و مُضحِكٌ بنفسِ الوقت ؛ فالقائمة تكونت من (حزبِ الدعوة الإسلامي) الذي أعلنَ مُساندتهِ للثورةِ الإسلاميةِ في إيران و (المجلس الأعلى الإسلامي) الذي أُنشِئَ في إيران و شاركَ في الحربِ العراقية الإيرانية ضد العراق من خلالِ جناحهِ العسكري فيلق بدر ! ، هذهِ الشخصياتُ الوطنيةُ الشريفة التي عملت على تدميرِ العراق بكلِ ما أوتيت من وسيلةٍ حظيّتْ بمُبارَكةِ المرجعية ، و التي يثبتُ تدخلّها بالسياسة منذُ البداية عكسَ ما يُروّجُ لهُ البعض بأنها مُقتصِرة على الناحية الدينية فقط .
و يا للتناقض ! حينَ تطالُ المرجعيةُ الإنتقاداتُ بالتقصير سُرعانَ ما يُعلنوا بأن النصحَ و الإرشادَ من واجبهم و الإختيارُ بيدِ الشعب ، و رُبما الإكتفاءُ بإصدارِ دعوى منع قتل المُتظاهرين في أحداثِ ثورةِ أكتوبر مُتجاهلاً السيستاني قُدرتهِ على إصدارِ فتوى تحريم و شتّانَ ما بينَ الدعوى و الفتوى !

لكن مهلاً .. أليست المرجعيةُ هي التي أغدقَت علينا نعمةُ ( الجِهاد الكفائي) و التي لولاها لما إهتزّت الضمائر؟!
نعم .. و قد إنضمّت جميع القوات المُسلحة الخارجة عن القانون تحتَ إسمٍ واحد هو الحشدُ الشعبي كي تُضفي على أعمالِها التخريبية مشروعية تلبيةً لأوامرِ الفقيه ، و هو الأمرُ الذي يعترفونَ بهِ أساساً ؛ لهذا من الأفضل للسيستاني أن يفتي مرةً ثانية بإنهاءِ هذهِ الفتوى و أنها لم تعُد صالحةً الآن و يتم تسليم الأسلحة للدولة و يُحصَرُ حملها لدى الجيشِ و الشرطة ، أما المُنتسبينَ فينخرطونَ بالقواتِ الرسمية كلٌ حسبَ إمكانياته و ممن لم يثبت أنهم شاركوا بإراقةِ دماءِ المُتظاهرين ، برغم إصدار قانون في نوفمبر ٢٠١٦ يقضي بإعتبار الحشد الشعبي من القواتِ العراقية الرسمية بعدَ حصولهم على الدعم فإنَّ الفتوى من سماحةِ السيدِ لها ثُقلها ، فهل يجرؤ ؟ .

بقدرِ ضعفِ سُلطة الدولة تزدادُ السُلطةُ الدينيةُ قوّة و تحلُّ القِبليّةُ مكانَ القانون ، إنَّ الإسلامَ الشيعي و الإسلامَ السني أثبتا فشلهما و مَن لا يرى أن الدينَ لا مكانَ لهُ بالسياسة فهو بالتأكيدِ لا يرى لا يسمع و لا يفكر ! .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب