23 ديسمبر، 2024 1:43 م

لعلي وانا اقول ان السنة في العالم عموما وفي العراق خصوصا ليس لهم مرجعيات دينية يرتكزون على فتاواها اومرجعيات سياسية في بلدانهم لا اقصد المس بتوجهات اي جهة دينية كانت او مجتمعية او سياسية . غير اني اجدها خلاصة ملاحظات واقعية من خلال متابعة الاحداث التي يمر بها بلدنا والبلدان المحيطة كيف ذاك ؟
من العقائد الدينية المعروفة عند اهل السنة…. ان الدين لا يؤخذ الا من الله ورسوله …. واذا قال العلماء فعليهم بالدليل الثابت المقبول …..ولا يؤخذ بعكس هذا….. والا (( كل واحد يؤخذ ويرد عليه الا صاحب هذا القبر )) كما قال ابو حنيفة النعمان . ويقصد قبر النبي صلى الله عليه واله وسلم وانطلاقا من هذا اصبح التعصب لمذهب من مذاهب اهل السنة دون غيره امر غير مقبول فراح العلماء يجمعون الاراء على المذاهب الاربعة فصار فقه المذاهب الاربعة الذي انتشر بفعل تطور العلوم وكثرالمطابع والمطبوعات التي سهلت التعرف على مدخلات ومخرجات اي مذهب بكل يسر واضحى في مكتبة احدنا امهات الكتب ولكل المذاهب وبسبب تطورالحياة وتقارب المجتمعات وشدة تواصلها وظهوروسائل الاعلام التي ساهمت في تقليص المسافات بسبب هذا كله كثر العلماء في كل بلد وزاد المفتين فراح الحكام والملوك اعتماد مفتين من النوع الذين يقفون على ابواب السلاطين فافتوا لهم كثيرا من الفتاوى التي تبتعد عن تطلعات الشعوب وتقترب من اهواء الحكام والملوك ففقدت كلمة المفتي او المرجع او العالم قيمتها في ضميرالمواطنين فاصبح راي العالم او المرجع لا يؤثر في الجميع بنفس المستوى من التاثير ناهيك عن تضارب الفتاوى في الامر الواحد وخاصة منها السياسي

لذلك توجه الخيرون ممن شعروا باهمية المرجعية الى تشكيل مَراكز فتوى وهيئات علماء ومجمعات فقهية وتجمعات للعلماء …كلها من اجل جمع الناس حول مرجعية واحدة …فازداد الامر تعقيدا حيث راحت هذه المؤسسات الدينية تتعارض في فتاواها مع بعضها… فتشتت …وشتت الناس بعدها…. حتى صارت جميعها فاقدة لتاثيرها الديني على المجتمع الاسني الا ضمن نطاق ضيق

حتى انتهى الامر ان اهل السنة لامرجعية دينية واحدة لهم يتاثرون بها او تؤثر بهم وحصل هذا في اغلب الدول الاسلامية وخاصة منها العلمانية وحصل بشكل مميز في العراق

اما فيما يتعلق الامر في المرجعية السياسية فان بروز التيارات الدينية الاسلامية بعد سقوط العراق المعتدلة منها كالحزب الاسلامي العراقي حيث دخل العملية السياسية وشارك في كل المبادرات التي من شانها اصلاح الوضع في العراق بالاسلوب السياسي ووفق السياقات المعمول بها عالميا …ومنها التيارات الاسلامية المجاهدة ضد الاحتلال في ايام الامريكان ولكن سرعان ما انحرف بعضها عن مسارها الجهادي الى التطرف الفكري ثم وبسبب الضغط الطائفي من قبل اطراف حكومية واطراف خارجة عن القانون واطراف تعمل لاجندة خارجية على المناطق السنية ولدت فكرا سياسيا سلبيا يتعاطى مع كل ما من شانه يضر بالعملية السياسية مع وجود البعثيين الذين اعتدنا عليهم ركوب اي موجة والقفز عليها من اجل تحقيق مصالحهم الخاصة …كل هذا وغيره ترك امواج من التقلبات في التوجهات والرؤى السياسية لابناء هذا المكون الامر الذي افقدهم البوصلة الحقيقية ففقدوا بذلك المرجعية السياسية…

من هذه الاسباب التي ذكرتها ابتعد السنة عن اتباع مرجعياتهم الدينية والسياسية فصار هذا التشرذم والتفرق والضياع وهو نتيجة حتمية لمقدمات من هذا النوع …وارجو من يقرا ما كتبت ان لا يحمل

ابناء المكون المسؤولية في كل ماذكرنا اعلاه …لان المسؤولية الحقيقية على الجهات اللاعبة بالساحة السياسية بشكل فاعل وهي طبعا من خارج العراق والتي حولت الشعب العراقي بكل مكوناته ومنها الجهات الحكومية والحزبية الى ادوات من اجل تحقيق اهداف اقليمية ودولية المستفيد منها ابناء جلدتهم وحطبها نحن …