23 ديسمبر، 2024 12:08 م

المرجعيات الدينية.. أشد عداءً للحقوق القومية للكيانات المقهورة

المرجعيات الدينية.. أشد عداءً للحقوق القومية للكيانات المقهورة

واقصد بالمرجعيات الدينية تلك المعبرة عن الأمم السائدة بدرجة اولى ولأثبات عدائها لحقوق الكيانات المسحوقة: طالب التحالف الكردستاني المراجع الدينية الشيعية لتسجيل موقف يقوم على حمل الحكومة العراقية لاطلاق حصة اقليم كردستان من الميزانية العامة فصرف رواتب موظفي الأقليم. وفيما بعد زار وفد من اتحاد علماء الدين الكردستاني المرجعيات الشيعية للغرض نفسه ولكن من دون نتيجة. وقبله ناشد العرب السنة المراجع عينها للضغط على الحكومة العراقية لحملها على ايقاف حربها على الأنبار فالاقرار بحقوق السنة, إلا ان تلك المرجعيات كانت وما تزال آذاناً صماء امام مطالب الجهتين وستبقى، علماً انها كانت المبادرة لالغاء رواتب وامتيازات الرئاسات الثلاثة في العراق ، بيد أنها غضت النظر عن قطع رواتب موظفي كردستان والمطالب العادلة للعرب السنة, وهي التي تتناول في خطب الجمعة ابسط المشاكل العراقية، في حين تسكت امام اكبر معضلتين تخص الكرد والسنة. لقد اثبتت التجارب للكرد ولغيرهم من الكيانات المغلوبة على امرها ان اكثر القوى مناهضة لحقوقها، هم رجال الدين وقادة الاحزاب الأسلامية في الأمم السائدة، قبل فترة حمل رجل الدين الشيعي جلال الدين الصغير على الكرد وعلق الآمال على (المهدي المنتظر) لأبادتهم. وهدد الشيخ احمد الياسين مرشد (حماس) يوم كان على قيد الحياة لمقاتلة ماسماها (اسرائيل الثانية ) اي كردستان العراق والقضاء عليها بعد قضائه على (اسرائيل ). وفي عقد الثمانينات من القرن الماضي رد ملا يونس السامرائي وهو رجل دين سني  في كتاب له جميع القبائل الكردية إلى اصول عربية، واول عملية انتحارية جماعية مفخخة في تأريخ العرب والمسلمين, تلك التي نفذها عدد من رجال الدين السنة لأغتيال مصطفى البارزاني في مطلع السبعينات من القرن المذكور. وبعد تسلم الخميني للحكم في ايران 1979فان ابرز جلاد عرف ضد الكرد كان اية الله خلخالي حتى علي خامنئي فانه متهم دولياً بارتكاب اعمال ارهابية وبسببه لا يغادر ايران الى اية دولة خشية من اعتقاله, ولا نجانب الحقيقة اذا قلنا ان فتح الله غولان الذي يتزعم احد اضخم التنظيمات الاسلامية في تركيا هو الأشد حقداً على عملية السلام بين الكرد والترك , وبلغ الحقد بجماعته انهم هددوا بقتل مسعود البارزاني.
 ما كان على الكرد والسنة طرق باب المرجعيات الدينية الشيعية كي تنتصرلهم، فهذه المرجعيات، جزء رئيسي من النظام الشيعي القائم في العراق، ولا تخرج مواقفها عن مواقف (النظام) حتى الزعيم الشيعي مقتدى الصدر فهو بدوره يدور في فلكه ولا يتقاطع معه وقد خاب من ظن عكس ذلك.
بالمقابل فان رجال الدين في المكونين الكردي والسني واحزابهما الاسلامية يشكلون جزءاً من كل، معبر عن طموحاتهما، وستظل المرجعيات الدينية في الأمم السائدة تمارس دور الشيطان الاخرس الساكت عن الحق، فهي لم تنتصر للمسيحيين العراقيين والسوريين والاقباط المصريين ولا للايزيديين وقبلهم لمسيحيى جنوب السودان. عليه، يجب على المظلومين أخذ ما مر بعين الاعتبار وان يكفوا عن دق أبواب الآذان الصماء. فلقد برهنت المرجعيات الدينية سنية كانت ام شيعية وفي اية امة اسلامية كانت انها قومية اكثر مما هي اسلامية دينية. تنتصر وتعبر عن المكون الاجتماعي الذي تنتمي اليه وتتنكر لحقوق المكونات الاجتماعية المقورة المنتمية الى الدين نفسه( الدين الاسلامي).
[email protected]