23 ديسمبر، 2024 2:05 ص

المربع الاول .. والدولة المدنية

المربع الاول .. والدولة المدنية

أن البعد الاخلاقي للدولة المدنية هو انها لا تقوم فقط بقيام مؤسسات وتحقيق المساواة بين المواطنين ، بل تقوم على تحقيق الرقي في السلوك الاجتماعي الذي بمقتضاه تسود قيم واخلاق المجتمع التي يفترض انها اكثر تهذيبا ، والاهم في مصطلح المدنية هو اداؤك واحترامك للنظام وللانسان , أذا سألت عن افضل ما في الديموقراطية فأن الجواب المعتاد الاكثر احتمالاً هو المشاركة مما يدلل على الانتماء لكيان مشترك هو في الواقع الشرط اللازم للوصول لدولة المواطنة ، ففي بداية التغيير السياسي العراقي عند حلول عام ٢٠٠٣ وانتقال العراق من مرحلة الدكتاتورية والتسلط وجمهورية الخوف التي بدأ يترحم على ايامها الصغير قبل الكبير !!!  الى عنوان دولة ديموقراطية تهتم بالمواطنة التي تعبر عن الوصف الميداني للدولة المدنية المقامة فكرتها الاساس على ان الناس حين يجتمعون ويتعارفون يقومون بتطوير علاقات متبادلة تؤدي الى خلق الثقة والتماسك البنيوي للدولة ، كانت لدى كل عراقي احلام ولادة دولة مؤسسات حقيقية تحافظ وتحترم حقوق المواطن وتعمل وتخطط وفق رؤية عراقية خالصة بعيدة عن الاقصاء والتهميش مستندة على العدل والمساواة بين العراقيين وعند تشكيل حكومة اياد علاوي في ظل التحديات والسياسات الامريكية المتقصدة على تفكيك مؤسسات الدولة العراقية رغم هذه التوجهات الخطيرة والصعبة كان سلاح المواطنة والدولة المدنية المترسخة في مشروع علاوي ومن معه من قيادات حركة الوفاق الوطني العراقي في حينها ، ووضع التدابير الوطنية لمجابهة هذا الخطر هو من اهم العلامات التي تؤدي الى طريق الاصلاح من خلال التأكيد على تطبيق القانون واحترام القضاء ومن ثم التركيز على الجانب الامني الذي تحسن بشكل ملحوظ واصبحت اغلب المحافظات امنة ومستقرة وتراجع تأثير الارهاب على النقيض مما يحصل في حكومات ما بعد مشروع اياد علاوي ونهج الدولة المدنية ( دولة المواطنة ) اما الجانب الاقتصادي للمدنيين تحرك بشكل مستقر واخذت البطالة بالانحسار واستقرار سعر صرف الدينار والعمل على زيادة رواتب الموظفين والمتقاعدين واصبحت الوظيفة ذات اهتمام من قبل المجتمع التي تعد هذه الزيادة عند المصلحين الجدد جريمة تبذير عندما توزع اموال ومقدرات الشعب للشعب !!! اما الخدمات فلن تميز دولة المواطنة التي جاء بها علاوي بين الابيض والاسود والطويل والقصير ، وللنزاهة دور عند اصحاب الدولة المدنية في تعزيز وتقوية دور النزاهة والقضاء على الفساد الاداري ومحاسبة من يثبت تورطه ففي حكومة علاوي التي تكاد ان تكون الوحيدة على مدى 12 عام تم تقديم ثلاثة وزراء للمحاسبة بطريقة تحقيق عادلة لا استهداف من اجل التسقيط السياسي , وللسياسة الخارجية دور مهم عندما تكون هناك دولة مدنية ، وخير دليل الانفتاح العربي والاقليمي والدولي الذي اسهم في اعادة العلاقة الطبيعية والمتوازنة والمبنية على الاحترام المتبادل للعراق مع العالم الخارجي وما حدث في الكونغرس الامريكي و الامم المتحدة الذي لم يتكرر لليوم وكان له الاثر الواضح في تحسين علاقة العراق بالخارج هو خطاب الدكتور اياد علاوي وفق سياسته المدنية الوطنية وما رافقه من تصفيق ووقوف كل الحاضرين زاد من أمل بناء دولة مدنية حديثة .. أخيراً تحية واحتراما للدولة المدنية المحافظة على احترام القيم الاسلامية والتراث الاسلامي من باب التعامل الانساني مع الجميع  ، دعواتنا الجديدة العودة للمربع الاول برفقة الدولة المدنية هو السبيل لعراق مزدهر .