17 نوفمبر، 2024 7:19 م
Search
Close this search box.

المربع الأمني الجديد ونهاية داعش!

المربع الأمني الجديد ونهاية داعش!

أحداث عابرة سيدونها التأريخ، تحت مسمى الربيع العربي، الذي إستباح منطقتنا المغلوب على أمرها، رغم إدراكنا بأن شعوبنا المقهورة، هي الوقود لهذا الفصل الذي ما زال مستعراً، لكنها ليست أحداثاً عابرة للطوائف، والأديان، والمذاهب، فقد أكلت منهم ما أكلت، وتقطعت السبل بهم على الحدود، وأمست البلدان مهجورة، كالهياكل الحديدية الفارغة، فلا تستطيع الحروف تكوين الكلمات، لتصور مشاهد الدم، والعنف، والهجرة!
سوريا بلد الحضارة جنى التأريخ عليها، عندما إستسلم أهلها من المغرر بهم، للعصابات الإرهابية، وجعلوا من بلدهم باباً للتطرف، والإقتتال الطائفي، فأنقسموا الى طوائف، كل ُّ يشد الحق صوبه، وحقيقتهم الباطل بعينه، فلم ينجُ أحد من هذا الصراع، حتى الأحياء الباقين، يستضيفون قبور أولادهم وآبائهم في بيوتهم، ولا عزاء لهم إلا قصص حرى، يكتبونها على جدران غرفهم، إن بقيت صامدة!
عبثاً حاول الرئيس الأمريكي أوباما، طيلة سنوات مضت، لإقناع العالم بضرورة محاربة الحكومة السورية، والتعاون مع العصابات المعارضة، التي توضحت ملامحها التكفيرية، منذ اللحظات الأولى للأزمة السورية، بيد أنهم خططوا مع عرب الجنسية، لإستمرار هذا الصراع بدعم المعارضة، وتدربيها، وتسليحها، متآمرة مع قادتها القابعين، في فنادق أسطنبول وجنيف، وقد آن الأوان لوضع حد لهذه اللعبة القذرة، التي راحت ضحيتها سوريا!
المربع الأمني الجديد المتكون، من روسيا، والعراق، وإيران، وسوريا، هو ما أنتظرنا رسمه وتنفيذه، في التعاون الإستخباري، للقضاء على فلول التكفير، في كل من سوريا والعراق، فقد تأخرت إماطة اللثام كثيراً عن هذا التعاون، ليس للحفاظ على القاعدة المدججة، بالأسلحة والمعدات العسكرية الروسية، في اللاذقية وحسب، بل للإعلان عن توافقات جديدة، تؤكد للعالم بأن الحوار السياسي، هو المنتصر في الأزمات!
التصريحات الصادرة عن تركيا، وأمريكا، وفرنسا، وألمانيا، والمملكة المتحدة، باتت اليوم مختلفة تماماً، عما أثير سابقاً حول ترهات، إسقاط حكومة بشار الأسد، ودعم المعارضة السورية، فقد بدأت بالتلويح للحل السياسي، والتفاوض السلمي، وشجب العمليات الإرهابية، التي أودت بحياة الأبرياء، مضافاً إليها ملايين من المهجرين، والمهاجرين خارج الوطن، لذا فالمربع الأمني ضرورة دولية، لإعادة الأمن والإستقرار، للعراق وسوريا على حد سواء!
قد لا تمحى صور الدمار والخراب بوقت قصير، ولكن إرادة العراقيين والسوريين، أكبر من المشاهد، التي سرقت أحلامهم وطموحاتهم، ولكن بما أن بوادر الاتفاق الإستخباري الرباعي لاحت بشائره، فالمطلوب الإسراع بالإستجابة له، وتنفيذ الخطط الرامية، الى تقويض تحركات العصابات الإرهابية، وحواضنها، والقضاء عليها نهائياً، ليعود ربيع العرب كما كان مرسوماً، لذا تعالت الأصوات، وتتابعت النداءات، أن تعاونوا على البر والتقوى!

أحدث المقالات