المراسل الحربي : هو الصحفي يغطي أخبار الحملات العسكرية والمعارك ميدانياً لإحدى وسائل الإعلام المختلفة.. يتسم هذا العمل الصحفي بالأخبار المثيرة وتحقيقات في ساعتها.. إضافة إلى مخاطر تعرض العاملين به للإصابة أو القتل.. لذا فالمراسل الحربي يتصف بمواصفات قد تختلف في الكثير منها عن مواصفات المراسل الصحفي الاعتيادي ..
ـ المراسل الحربي : ليس مقدم تعليقات في الأستوديو.. ولا خارج المعركة.. ولا في الخطوط البعيدة عن المعركة.. ولا مقدم التقارير بعد انتهاء وطيس المعركة.. فهؤلاء معدو تقارير أو مقدميها ولا يمكن أن يطلق عليهم مراسلون حربيون.. بأي شكل كان.. وهو ما نجده في حالة معظم مراسلينا.. والذي يطلق عليهم (مراسلون حربيون) ..
ـ يتوجه المراسلون الحربيون لتغطية الأحداث في مناطق النزاع والكوارث مثقلين بدورات متخصّصة تدرّبهم على كيفية الحفاظ على سلامتهم الشخصيّة.. ورفع مستوى إدراكهم للأخطار المحيطة.. إضافة إلى كيفية التدبّر عند التعرض للأزمات.. وهي حالة غائبة في مراسلينا الحربيون.. مما يتطلب إدخالهم بدورات تدريبية حقيقية للمراسلين الحربيين .. يديرها مراسلون حربيون عمالقة في تخصصهم ..
ـ الكاميرا سلاحً يستخدمه المراسل ليحمي نفسه.. ومن حوله ..
ـ وليظهر الحقيقة بها.. مجردة من التنميق.. والتزلف.. وتضخيم انتصارات وتقليل خسائر أو العكس ..
ـ المراسل الحربي لا يقل كلاماً من دون صورة حقيقة معززة لكلامه.. كما هي حالة معظم مراسلينا اليوم : يتحدث عن عشرات القتلى وعن انتصارات بلا صور حقيقية وفورية من ميدان المعركة معززة لكلامه ..
مواصفات المراسل الحربي :
1ـ السرعة .. 2ـ اللياقة البدنية.. 3ـ الدراية بالإسعافات الأولية ..
4ـ القدرة على تحمّل العمل في ظروف وأماكن خطرة ..
5ـ قدرة تحتمل عالية.. إذ من المرجّح التعرّض لمشاهد مؤلمة ..
6ـ يفضّل أن يكون الصحفي قد أدّى الخدمة العسكرية أو متطوع حربي في إحدى الفصائل العسكرية..
المراسل الحربي في العراق :
برز دور المراسل الحربي في العراق بشكل لافت خلال الحرب ضد تنظيم داعش.. بعد أن دفعت قنوات فضائية مراسيلها من اجل تغطية ما يجري على ارض الميدان من معارك تدور
رحاها في صلاح الدين والانبار بين القوات العسكرية العراقية مدعومة بمتطوعي الحشد الشعبي وأبناء العشائر من جهة.. ومسلحي تنظيم داعش من جهة أخرى..
ولا تكاد تخلو أي نشرة إخبارية لتلك القنوات من تقارير إخبارية عن تطورات الحرب.. علاوة على الاتصال بالمراسل للتزود بآخر المستجدات في ساحة الحرب.. وهي مهمة لا تخلو من صعوبة ومخاطر.. خاصة ان أغلب المراسلين الحربيين من الشباب.. وربما تعد هذه التجربة الأولى لهم ..
المشكلات :
يواجه العراق مشكلات حقيقية في إيجاد مراسلين حربيين المواصفات المطلوبة حتى اليوم .. وأهم هذه المشكلات :
ـ نقص الحرفية : إن تجربة المراسل الحربي في المرحلة الحالية أثبتت فاعليتها.. من خلال التغطية الميدانية المتواصلة.. غير إنها تفتقد للحرفية في النقل والتصوير.. مما تتطلب الى المزيد من الإعداد والتدريب ..
ـ عدم وجود مراسلين شباب.. لديهم القدرة الحقيقية كمراسلين صحفيين فحسب ..
ـ عدم تأهيل مراسلين حربيين في العراق حتى ألان . أدت الى :
ـ عدم وجود مراسلون في المحافظات حتى نؤهل مراسلين حربيين ..
ـ وهذا الإهمال تسبّب في إرسال صحفيين غير مؤهلين لمناطق الحرب ..
ـ وهكذا يتعرّض هؤلاء إما لقصف مفاجئ.. لا يدركون كيفية التعامل معه ..
ـ أو يكون في المواقع الخلفية.. وبالتالي لا يمكنه نقل الحقيقة الميدانية ..
نصائح للمراسلين الحربيين :
لابد لفريق المراسلين الحربيين أو المراسل الحربي على :
ـ حمل لبعض الأدوات المفيدة كقناع الغاز وإسعافات أولية بسيطة.. أو حقيبة إسعافات أولية ..
..
ـ الحرص على تفقد مكان الحدث فور الوصول.. لدراسته من حيث وجود طرق للإخلاء ..
ـ تحديد أماكن انتشار القناصة على الأسطح.. ووجود وانتشار قوات العدو وقوات بلده.. وأماكن المدنين المحاصرين إن وجدوا ..
ـ عدم تحرّك المراسلين من أماكن تواجدهم.. إلا بعد التأكّد ..
ـ من وجود شخص من سكان المنطقة.. يكون بمثابة دليل وجواز مرور أمام الأمن وأهالي المنطقة ..
ـ الأخذ بنظر الاعتبار كون الناس والأمن في أقصى حالات الريبة والحذر من أي شخص غريب عن المنطقة ..
ـ التحضير الجيد : التدريب.. وارتداء معدات الوقاية كالدروع الواقية والخوذة العسكرية ..
ـ التأكد من أن تكون كلمة صحافة على الملابس.. ووسائل النقل ظاهرة وواضحة ..
ـ حمل بطاقة تعريف كصحفي.. وتصاريح المرور العسكرية ..
ـ حمل بطاقة تعريف طبيّة تحتوي الزمرة الدموية أو فئة الدم والأمراض المزمنة إن وجدت..
ـ الحرص على تغطية التأمين الصحي لإصابات الحروب والكوارث ..
ـ في الميدان: العمل مع شركاء.. وطبعاً عدم حمل السلاح ..
ـ ارتداء ملابس لا تشبه ملابس الأطراف المتنازعة.. ولا تثير الريبة ..
ـ معرفة المنطقة جغرافياً.. حيث يقوم بحفظ أمن الطرق للتحرّك .. وأماكن توافر الخدمات الطبيّة ..
ـ البقاء على اتصال مع رئيس التحرير أو المسؤول في المؤسسة الإعلامية التي ينتمي إليها ..
ـ إن يرافق المراسل الحربي واحد على الأقل في الميدان.. وتزويدهم بالمعلومات عند الخروج للتغطية.. تتضمن هذه المعلومات: أين ؟.. ومع مَن ؟.. وإلى متى ؟..
ـ معرفة خطة الطوارئ التي يجب العمل بها في حال الاختفاء أو التأخّر في العودة ..
ـ تتضمّن هذه الخطة لائحة بأسماء من يجب الاتصال بهم.. ومن ضمنهم مؤسسات حرية الصحافة والدفاع عن الصحفيين ..
بقيً أن نقول : إن مراسلنا الحربي اليوم مقيد بتقاريره في الكثير من الخطوط الحمراء .. ليس أولها الالتزام بتوجهات القناة التي يعمل لحسابها.. وليس آخرها عدم نشر خسائرنا أو التغطية على بعضها ..