23 ديسمبر، 2024 6:00 م

المراسل الحربي العراقي نجاح باهروتميز في نقل الحدث

المراسل الحربي العراقي نجاح باهروتميز في نقل الحدث

معروف ان مهنة الصحافة هي مهنة المتاعب والمواجهات ومهنة الالم والفرح والمآسي انها مهنة يحبها الجميع ويكرهها الجميع ..لايدخل الى هذا المضمار كل من حمل شهادة اكاديمية وصحفية ونجح بل هناك الكثير ممن ابهروا العالم بأخبارهم وصحفهم وكونوا امبراطوريات اعلامية ولكنهم لم يخوضوا غمار المعرفة الاعلامية ونجحوا وتميزوا صحيح ان الدراسة الاكاديمية لها دور كبير في اضافة بعض المعلومات الى الدارس لكنها في الواقع ربما تبتعد عنه وتصبح بعض العناصر الاساسية للشخصية هي التي تقوده للنجاح ,,وهذا واضح من نجاح البعض وفشل البعض الاخر الذين حاولوا
السباحة في بحر الاعلام ..
من المؤكد هناك الكثير من المسميات الاعلامية والصحافية هناك المراسل والمصور والكاتب وما بعد هؤلاء وكل هؤلاء ايصال الخبر الى قراءهم او مستمعيهم او مشاهديهم وهؤلاء ايضا جميعا يتمتعون بصفات لا يحملها الناس منها الثقافة والثقة بالنفس واللغة واللباقة وما الى ذالك من بعض تلك الصفات التي سيكتشفها الصحفي في مسيرته الصحفيه وتجعله متميزا في عمله وتقوده الى النجاحات الباهرة التي ينظر لها الناس بأعجاب واحترام وإجلال كبيرين كونه يضع الحقائق على طبق من ذهب ويقدمها للناس دون عناء منهم وهم يستيقظون صباحا ليقرئوا او يسمعوا او يشاهدوا اخبار
العالم ويتمتعون بفنجان قهوة ساخن ..
من هذه المسميات الاعلامية مسمى المراسل الحربي وطبعا المراسل هذا يتمتع بصفاة بالاضافة الى ماذكرناها او بالاضافة الى بديهيات الولوج الى هذا العالم منها المقدرة الجسدية ,,السرعة ,,تحمل المشاق والعيش في الظروف الصعبة ,,ردة الفعل السريعة في حال حدوث اخطاء او وقوعه في المحذور وتعرضه للخطر , بالاضافة الى تعلم الاسعافات الاولية ,,ربما يفضل ان يكون قد خدم في الجيش وتعلم بعض الاساليب القتالية ,,يعتبر هذا المضمار من اخطر المضامير في مهنة الصحافة المتعبة لذالك تميز القليل من مراسلي بعض الصحف والإعلاميين الغربيين وقلة من العرب وهم ينقلون
الحدث من جوف وآتون المعركة سلاحهم الكامرة والمايك وملابس تعرفهم بأنهم مراسلين ,,
الحقيقة انا لا اريد ان اكتب عن صفاة المراسل الحربي وطوله وعرضه وادون اسماء اشهر المراسلين الحربيين لكني وجدت في الاونة الاخيرة ظهور فئة شبابية تنقل الحقائق من المعركة مراسلين لقنوات وصحف عراقية واذاعات وهم يعيشون لفترات طويلة تحت وابل الرصاص والنار ومع الجنود يتحركون ولا تشعر بهم انهم صحفيين الا عندما ينقل لك الحبر من على قناته وصحيفته ..
ان الحرب الدائرة الان في العراق ليست كأي حرب وتختلف كليا عما نعرفها ونشاهدها عن طريق بعض المراسلين فهؤلاء ينقلون الخبر بوضوح بين جيشين يتقاتلون معروفة حدود قتالهم ومناطق صراعهم بل وحتى نوع الاسلحة التي يتراشقون بها وتلك الجيوش ايضا لها تعليمات صارمة وربما متفق عليها بعدم التعرض للصحافي وهو يرتدي ملابسه ومكتوب على ملابسه صحافة ومعلوم للجميع وتراه يتحرك بحرية بين الثكنات العسكرية وتحت النار ومثل هؤلاء ينالون الاحترام في تلك الاوقات العصيبة لأن مثل تلك الحروب حروب اقل مايقال عنها حروب نظامية مدروسة لها قادتها ولها مواقعها
ولها احداثها وبالتالي فأن المراسل الحربي يجد نفسه في مهمة تذلل فيها بعض المصاعب وحسب نوع ومكان المعركة ..
لكن اليوم في العراق الامر مختلف جدا فالحرب الدائرة هي حرب قذرة بل هي اقذر الحروب حرب لايفرق فيها بين الطفل والمرأة والشيخ العجوز والرجل تتدخل في ذالك عناصر الطائفية والاثنية والدينية واحيانا تتخلى كل تلك العناصر عند بعضهم فيصبح المزاج وحب القتل وسفك الدماء هو المهيمن والغالب على تصرفات بعض من هؤلاء المتقاتلين ,,فهناك جيش عراقي وهناك عصابات تمتهن مهنة القتل والسرقة والذبح ونهب المال وحز الرقاب اين يكون المراسل الصحفي عندما يريد ان ينقل الحقيقة وهو في هذا المعسكر وهل يسمح له ..
القتال بين داعش وبين الجيش العراقي قتال غير متكافئ ولا يسمى قتال تقليدي او كلاسيكي كما هو معروف وكل له منطقته فربما تفاجئ وانت تعبر منطقة كاملة تكتشف ان هذه المدينة التي اصبحت خلفك محتلة وتأوي عدوك فتصبح في موقف لا تحمد عقباه ولا تحسد عليه ,,اذن المراسل في هذه الاجواء لابد ان يتميز بصفاة تفوق تلك التي تحدثنا عنها منها ان يتميز بشجاعة منقطعة النظير وايضا عليه ان يتدارك الوقوع في الخطأ وردة فعله يجب ان تكون سريعه والا فأن الوقوع في الخطأ اقل مايكلفه هو ازالة رأسه عن جسده وحدثت الكثير من الحوادث مثل هذه الشاكلة ,,لكن وبالرغم من هذه
المعوقات الكارثية وجدنا اليوم في العراق شبابا ينقلون الخبر من ارض المعركة بمهنية رائعة وهم تحت وابل الرصاص ويرافقون الجنود في ملاجئهم ويقتربون مع الجنود الى اقرب نقاط التماس مع داعش ..
ينقلون لك الخبر وهم جالسين وأحيانا منبطحين مع الجنود خشية اصابتهم بطلق ناري او قناص وهم على اخر خط من خطوط القتال مع داعش وهؤلاء مؤمنين جدا ان الوقوع في الاسر معناه القتل والتمثيل بجثثهم لذالك يجب على هؤلاء ان يتركوا خلفهم كل شيئا اسمه الخوف ويتحدث بجدية عن الموت والنصر ونقل الحقيقة كما هي بالصورة والصوت وهو يرافق المقاتلين في قتالهم الدامي ضد عصابات داعش ..
شباب بأعمار متقاربة لازالت فتية ترافق الجيش وتنقل الحقيقة وتلتقي بالضباط الميدانين وتشد من ازر الجنود وتنقل الخبر على حقيقته واحيانا تجدهم قريبين جدا من الدواعش وهو يصورهم بكامرته وشاهدنا طيلة فترة التغيير منذ العام 2003 سقوط واستشهاد واصابة العشرات من هؤلاء المراسلين على ارض المعركة ,,
اعتقد جازما ان هؤلاء الشباب يجب ان ينظر لهم بعين الاعتبار من قبل الجهات المسئولة ومن مواقع عملهم وهم يؤدون هذه الخدمة الخطرة التي تفوق غيرها من الخدمات بالخطورة وان يكرموا من قبل الجهات الرسمية بالإضافة ادخالهم بدورات المراسل الحربي المدنية التي تقام في مراكز متخصصة في اوربا ويجب ان نترحم على من سقط وهو ينقل للعراقيين الخبر الصادق ..وعلى الحكومة مجازات هؤلاء المبدعين وقنواتهم وصحفهم ومواقعه الاعلامية ..
اذن اليوم ظهرت الى الواجهة الاعلامية جيل من المراسلين الحربيين يعيشون اياما في جوف المعركة وهم ينقلون لنا الحقيقة ..
جيل أعلامي من العراقيين وبفخر .