ربما يتساءل البعض عن عنوان المقال ولماذا اخترت هذا الاسم ؟ وماذا يختفي خلفه؟ بالتاكيد ما يتبادر الى الذهن هو صلابة المرأة العراقية بشكل عام وقوة صبرها وتحملها من اجل النهوض بشكل متجدد واقوى مما سبق … انا اقول نعم انه الاسم الذي زرع الرعب في نفوس الإرهابيين على ثبات موقفها ودخولها سوح المعارك، انها معارك من طراز خاص فهي حرب شوارع ودخول الى عمق جحيم المواجهة فكانت الرقم الصعب في خيارات الإرهابيين عندما يراجعوا حساباتهم في انهم يواجهون شعبا يمتلك كل هذه الإرادة رجالا ونساءً وكباراً شيبة وصغاراً يافعين كلهم يحملون هَمّ الوطن والذوبان في حبه وهذا ما رسخته الإعلامية ابنة العراق سمارا المقاتلة(سهام البدر) وهي تسابق الموت من شارع الى شارع ومن حيّ الى حيّ اخر وفِي مدن لم تكن يوما من الأيام محط طفولتها ولا مساحةً لفرح عيدها أو زاويةَ حزنٍ مرت عليها إنما أخذت تلك المساحات طولا وعرضا من اجل وطنها والحفاظ على ترابه ومقدساته وتاريخه وحضارته ، الاعلامية سمارا تفخر انها الاولى بين الاعلاميين والإعلاميات التي خاضت غمار المواجهة ضد داعش والعين الرقيبة والناقل الصادق للأحداث من أطراف حزام بغدادوسامراء ومعارك الدور ومكيشيفة،
ويقينا انها مهنة صعبة ان تعمل اعلاميا من اجل إيصال الحقيقة في وسط المفخخات والموت الجاهز كل لحظة في حرب ضروس، الخصم فيها لا يفهم أيّ معنىً للانسانية وفِي ظل هكذا تعقيدات يمكن ان نتفهم ان الخوض في هكذا حروب شائكة وأحيانا امام اشباح من المجرمين بالتأكيد لا يقوم بدور المراسل الحربي ونقل الوقائع غير الرجال ومنهم الشباب تحديدا لانها حرب شوارع وكرّ وفرّ بامتياز .
من هنا أقول في البدء نحن نفتخر كعراقيين وخصوصا من هم في المهجر بهكذا اعلامية وفتاة شابة لم يوقفها العيش الرغيد في هذه الحياة عن حملها هم الوطن والتفكير بترابه وشعبه ومقدساته وكل ما هو جميل في الحياة فتحملت العناء مع الذين حملوا دمائهم على اكفهم لتنقل تلك المواقف الانسانية والوطنية الرائعة لابناء العراق الغيارى الذين هبوا للدفاع عن العراق بأكمله وعن الانسانية جميعا لتخليصها من هذا السرطان القاتل الدموي الذي يريد ان يقتل البسمة من على وجه البشرية ، في ذات الوقت كان بعض الخونة والخانعين والجبناء ينامون في فلل وفنادق عمان والبعض الاخر في فنادق أربيل ومن هناك كانوا يعملون على حياكة المؤمرات ودعم داعش وتمويلها ماديا ودعمها سياسيا وأمنيا ولكن خابت آمالهم وهم يستمعون الى صوت تلك الشابة الإعلامية القديرة والمراسلة الحربية التي لم يعتادوا عليها حين تنقل الى مسامعهم خبر اندحار فلول الاٍرهاب من هذه المدينة أو تلك وحينما تنقل لهم صورا حية عن فرح المقاتلين العراقيين وهم يقتفون اثار الإرهابيين الذين ولّوا هاربين فتناثرت جثثهم في الشوارع والوديان وعلى سطوح المنازل وعلى العربات المحترقة، وعندها سقطت مقولة قادمون يابغداد تحت اقدام الأبطال من المقاتلين وكان صوت الحق عاليا الذي أطلقته هذه المقاتلة بأدائها الاعلامي كأنها احد المقاتلين الذي يرتعب منه الإرهابيين وقبل ان تغدر عصابات الارهاب بأسلحتها المحرمة دوليا فتكون ضحية ضربة كيمياوية منعتها من استمرارها بعملها الرسالي من اجل العراق حيث شاركت في تحرير تكريت ثم التوجه الى الأنبار لتدخل معركة الكرمة والصقلاوية والجسر الياباني وتحديدا في معركة منطقة السجر فيكون اخر التقارير بصوتها الشجي حتى تم نقلها للعلاج مباشرة الى الدولة الجارة ايران لتتلقى علاجها في مستشفياتها من اثار الضربة الكيمياوية التي جعلت من وضعها حَرِجاً…
لقد قدمت هذه الإعلامية البطلة كل ما لديها من اجل حب العراق وبسبب الحاجة الى الاستمرار في العلاج تم إيفادها الى خارج العراق لتخضع الى دورة مكثفة من الرعاية الدقيقة لمثل هكذا ضربات خطيرة تحصل في ساحات الحرب، وما زالت تحت العلاج وهي تحنّ الى بلدها وتبكي فرحا انها رأت بعينيها هروب اخر داعشي عبر الحدود العراقية السورية ومن على شاشات التلفاز في غرفة علاجها وعلمت حينها ان جراحها تتماثل الى الشفاء .. نقول لها شافاكِ الله وعافاكِ وأعادك الى أهلك ومحبيك ابنةً بارةً للعراق .
Sent from my iPhone