كان المجتمع العربي يعيش في ظل اعراف وقوانين مجتمعية بالية وقديمة تسودها قوانين الغابة حيث لا قانون يردع ولا نظام يطبق كان الولد يبقى ويعيش ويربى كفارس على القوة والشجاعة والفروسية والتحمل والجوع ليحمل اسم العائلة والعشيرة .
والبنت تدفن حية بكل قساوة وجبروت من قبل الاب او كبير العشيرة او المسؤول عن العائلة الا ماندر او تخفى في مكان اخر بعيد عن الانظار خوفا عليها من كبار شيوخهم وكانت تعامل كعبدة في جميع امور الحياة ان كانت كزوجة او ام او اخت او بنت .
اما في العهد الاسلامي دخلت المراة عهد جديد حيث الاسلام اوصى بالمراة واعطاها حقوق لم تكن تعرفها مسبقا .كحق الحياة وحق العيش وحق مشاركة الرجل بكل شيئ في الاسرة وتكوينها والعمل والاحترام . وجميع الحقوق الاخرى التي اقرها الاسلام ونزلت ايات في القران الكريم بحق المراة اما في العهد الحديث فقد شرعت القوانين لتكون مناصفة للرجل بالحقوق والواجبات وشريكة حياته .
حيث تعمل بكل حرية في اي مكان حالها حال اي رجل ولها نفس الحقوق والواجبات وتربي الاطفال ولايوجد فرق بينهم وتختلف نظرة المجتمع من بلد الى اخر على المراة . حسب طبيعة المجتمع . اليوم المراة هي الام والاخت والبنت والزوجة وهي نصف المجتمع .
لها حقوق وعليها واجبات وتشارك الرجل بكل مفاصل الحياة وحتى في الوظائف القاسية مثل الطيران والجيش والشرطة والحقل والمعامل الانتاجية والخدمية والعلمية والقانونية والقضائية والفنية والفكرية والادبية الخ.
والمراة هي نصف المجتمع وقد تحملت كثير من الماسي والويلات في عهدنا هذا . حيث فقدت زوجها او ابنها او اخوها في الحروب او المفخخات او السجون او الحوادث الاخرى والتي جعلت حياة المجتمع جحيم لايطاق .
وبالرغم مما تحمله المراة من انوثة وهي كائن ضعيف من ناحية المشاعر والاحاسيس ورقيقة وتتحمل كثير من المصائب في مجتمعنا لكثرة الحروب والسلب والنهب والقتل منذ خلق البشرية وليومنا هذا .
وفي السنوات الاخيرة وخصوصا من ثمانينات القرن الماضي في حرب الخليج الاولى وليومنا هذا كثرة السفر وهروب الكوادر والشهادات والخبرات العلمية مما جعل المراة تسافر وتهاجر الى كل بقاع الارض في جميع دول العالم .
هروبا من العنف والحروب مع من مسؤول عنها للبحث عن الامان او الوظائف او الراحة او المال او الشهرة وقد خسر البلد في هذه المعادلة كثير من خبراته وشهاداته ومسؤولينه.