23 ديسمبر، 2024 1:34 م

المراة العربية بين الاسلام والبداوى !

المراة العربية بين الاسلام والبداوى !

تشكل المراة بالمصطلح المتعارف عليه نصف المجتمع وهذا النصف يمثل حالة الديمومة والاستقرار لهذا المجتمع لما تمتلكه من مقومات حبتها بها السماء لتساعدها على ان تكون اللبنة الاساس لبناء الانسان وصيرورته كالعطف والحنان وشعور الامومة والصبر والتحمل …
وتعد المراة العربية من اكثر نساء العالم مثارا للجدل كونها تعيش نقيظيين في مجتمع ظاهره الاسلام وباطنه جاهلي قبلي فلم تكن للمراة اي حقوق قبل ظهور الاسلام في الجزيرة العربية وكانت تعامل وكانها كائن غريب على المجتمع تفرض عليها الاملاءات وارغبات المجتمع الذكوري من الوأد الى البيع والشراء في اسواق النخاسة والاجبار على ممارسة الرذيلة وحرمانها من الارث بكافة اشكاله …وحين جاء الاسلام كدين قيمي انساني حاول ان يجد حلول لهذه المشاكل التي كانت تواجهها المراءة دون ان يحدث شرخ كبير في مجتمع بدوي يسوده الجهل والتعصب فاوجد عدة ركائز حاول من خلالها الرفع من شانها وتحسين وضعها الاجتماعي..
فحرم وأد البنات الذي كان عرفا جاهليا ومنع ختانهن على الرغم انه لازال بعض المسلمين يمارسونه بحجة وجود حديث نبوي اقر هذه العادة الجاهلية واشركها في الارث فاعطاها نصف حظ الرجل ..
ونظم العلاقة الزوجية فالغى كل عقود النكاح الجاهلية واستبدلها بعقود تكفل للمراة حقوقها في المهر ومؤخر الصداق والنفقة ووجب على الزوج رعايتها وعدم ضربها او الاعتداء عليها كما في الحديث النبوي (النساء شقائق الرجال ما اكرمهن الا كريم وما اهانهن الا لئيم) .. وعليه نفقتها وماكلها وملبسها وتطبيبها اذا مرضت بقوله تعالى ..(الرجال قوامون على النساء)..
وأقر لها الحق في مطالبة الزوج باجر على ارضاعها لاطفالها وخدمته … فليس واجبا على المراة في الاسلام رضاعة الاطفال او خدمة الزوج وكل ماتفعله هو تفضلا منها او تقليدا لعرف سائد وفي بعض المذاهب فان لها الحق في المطالبة بمؤخر الصداق وهي على ذمة الزوج …وأحل لها العمل والكسب الحلال والاختلاط المشروط بالعفة والحشمة ..ولم يطالبها الشرع الا بحسن التبعل كما جاء في الحديث الشريف حين سئل النبي (ص) عن جهاد المرأة فقال (جهاد المرأة حسن التبعل).
ومعاملة الزوج بالحسنى والاخلاص له…كل هذه الحقوق ولاسلام لازال في دائرة الاتهام بشأن حقوقها والسبب هو التطبيق السئ والمغلوط والانتقائي للشريعة والعادات القبيلة المترسخة في اذهان الناس…
والمصيبة ان اشدهم وطاة على النساء هم رجال الدين المتشددين الذين حولوها من حالة اثراء للمجتمع الى عبأ عليه وقولبوها بقالب الجنس فقط حتى اوردوا الكثير من الاحاديث التي تصف المراة بالعورة ..كالحديث القائل ..(المراة عورة فحبسوها ).. وهذا الحديث اذا ماقورن بالحقوق التي اعطيت للمرأة فسنجده صنيعة عقلية شرقية بدوية مريضة تقولت وكذبت على الرسول العظيم الذي قال في المرأة مخاطباً الرجال (أستوصوا بالنساء خيراً فأنما هن عوان عندكم أن لكم عليهن حقاً ولهن عليكم حقاً).