16 أبريل، 2024 5:18 ص
Search
Close this search box.

المرأة وهم على منصات التواصل الاجتماعي

Facebook
Twitter
LinkedIn

بمناسبة المؤتمر الثاني عشر لمناهضة العنف ضد المرأة
اود ان اشير هذا اليوم لبعض النساء اللواتي ولدن من فراغ هذا العالم الافتراضي الازرق ” الفيسبوك” ..
تعتقد بعض النساء من خلال كثرة متابعينها على مواقع التواصل الاجتماعي سوى الفيسبوك او الانستغرام او تويتر بأنها علامة بارزة وسط هذا الكم الهائل من الصفحات الوهمية في المواقع المذكوره اعلاه.. حتى يصل بها حال اعتقادها لدرجة الغرور الحقيقي ، وقد تنعكس هذه الحالة على سلوكها الطبيعي في حياتها اليومية، مجرد ان تكتب اي تفاهة بمنشور لا قيمة له تجد العشرات من “الزاحفين” يلعقون اطراف حروفها محاولة منهم لكسب انوثتها وتميعها لاشباع رغباتهم الجنسية المكبوتة وراء هذا العالم الافتراضي،
التجارب كثيرة والامثلة لا حصر لها.. لكن لو بيننا رجل اقدم على صناعة حساب وهمي بأسم امراة ونشر فيه نصا معينا، ونفس ذلك النص ينشره في حسابه الرسمي ، حتما ستجد المعلقين والمتابعين على الحساب الوهمي اكثر من الحساب الرسمي، وهذا يأتي بسبب الكبت الجنسي لدى الغالبية العظمى من رواد المواقع هذه..
نادرا ما تجد امراة تستحق التقدير والاحترام والمتابعة.. لها رأي قد يفوق عقلانية عن رأي الرجال والاسماء كثيرة تعرفت عليها من خلال متابعتي الطويلة على مدى اثنى عشر عاما على هذه المواقع العملاقة.. لكن حساب “مغرورة وبكيفي” وشخصيتي سر سعادتي.. و زينبية الهوى..! هذه الحسابات وغيرها والتي لم تكتب يوما موقفا صحيحا واحدا وتجد العشرات من اللاهثين خلفها.. هنا يجب ان نتوقف قليلا..! ناهيك عن الحسابات الكبيرة لبعض النساء اللواتي يمتلكن حسابات عامة ، كبعض الاعلاميات والناشطات وغيرهن من المهن..
امر المتابعين لم يكن وفق معايير مهنية مطلقا.. بل يعتمد على كثرة تميع صاحبة الحساب ودلعها على المنصة..!
كوني صحفي متابع بشكل جيد لاغلب القضايا الالكترونية في هذا العالم الافتراضي.. تابعت العشرات من الحسابات الحقيقية الموثقة لاغلب اعلاميات الوطن العربي ” الخط الاول” سوى على تويتر او على الفيسبوك، وجدت ان حساب مغرورة وبكيفي اكثر تفاعلا من حساب هذه الاعلامية التي تطرح قضايا كبيرة تستحق المتابعة والنقاش.. ويأتي هذا من امرين اساسيين.. الاول قلة ثقافة المتابعين وادراكهم لحقيقة هذه المنصات وكيفية التعامل معها بشكل صحيح.. والثاني / بسبب الكبت الجنسي والرغبة الشديدة لمتابعة النساء .. وهذان الامران خطيران الى حد كبير جدا.. فمن خلال حسابات نسوية سوى كانت وهمية او حقيقية ، حصلت عدة منزلقات حطيرة داخل مجتمعاتنا خاصة العربية منها.. المتابعون للشأن السياسي في المنطقة يتذكرون معي كثرة الحسابات التي اججت الثورة التونسية ومن بعدها المصرية ثم قيام الحرب في سوريا.. ثم بعدها الفوضى الكبيرة التي حصلت في العراق ، اذ ساهمت هذه الحسابات بشكل كبير على تشتيت افكار المجتمع وحولته بسنوات محدود الى قطيع يأتمر بالعقل الجمعي من خلال هذه الحسابات.. تخيل معي ان تقودك “مغرورة وبكيفي” ..
لازلنا ندفع ثمن قلة الثقافة الالكترونية هذه ، وخير دليل “ثورة تشرين” والحسابات التي غيرت خارطة ومسار المجتمع بكل عناوينه حتى قلبت الطاولة على المسارات السياسية والاقتصادية والدينية حتى، وكان الثمن باهضا ، نحن من دفعه ..!
فيا سيدتي يا صاحبة الحساب العظيم المبجل لا ياخذنك الغرور وتعتقدين انك ظاهرة في هذا العالم الافتراضي ، حقيقة انت في نظر المتابعين لست سوى امراة لها شفتان ونهدان واصابع جميلة يحلم الزاحفون بالوصول اليهن من اجل قضاء رغباتهم المادية واشباع غرائزهم الجنسية المكبوتة..!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب