والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لاتعلمون شيئا وجعل لكم السمع وألآبصار وألآفئدة لعلكم تشكرون ” – 78- النحل –
لانريد أن نحتفل بيوم المرأة من خلال فتنة جسدها, كماتفعل ألآغاني الماجنة وألآشعار الغزلية , وأنما نريد ن نحتفل بيومها من خلال كمال عقلها الذي جعل للنساء حضورا قياديا من رحمها الولود الى فكرها
أذن نحن مخرجون من بطون ألآمهات , وأول أم لنا هي ” حواء ” عليها السلام , وأول أب لنا هو ” أدم ” عليه السلام , فأدم نبي مرسل من الله تعالى , وأمنا زوجة نبي , قال تعالى ” وقلنا ياأدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولاتقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ” – 35- البقرة – والناس أعتادت أن تفتخر بأبائها ولاتتنكر لمهنة ألآب , ومهنة أبينا أدم “ع” كانت هي الدين , وعندما تنوعت شرائع السماء لتحتوي التنوع الفكري البشري , بادرت السماء لرفض ألآكراه في الدين , قال تعالى ” لاأكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد أستمسك بالعروة الوثقى لا أنفصام لها والله سميع عليم ” – 256- البقرة- وعندما كانت خريطة الدنيا مطرزة بالشهوات , كانت الشهوات للنساء في مقدمة شهوات الدنيا , وهنا وقع ألآلتباس حيث أصبح بعض أبناء وبنات أدم ضحية لشهوات الدنيا , فكان الدين رسالة معرفة وعقل لهدي الناس , فأمن بعضهم , وكفر البعض ألآخر , ومن الذين أمنوا وألتزموا بشريعة السماء , كانت باقة مميزة من النساء تتقدمهم من بعد أمنا المؤمنة ” حواء ” كل من ” هاجر ” زوج النبي أبراهيم “ع” وهي أول من تكلمت بالمنطق , والتي يقلدها الحجاج الى بيت الله الحرام في الطواف حول البيت “الكعبة ” وفي السعي بين الصفا والمروة مادامت السماوات وألآرض , وهذا أشهر فضل لآمرأة على الذين يحتفلون بيوم المرأة العالمي أن يتخذوه معلما من معالم القيادة النسوية للمنظومة البشرية .
 ثم تأتي من بعد السيدة ” هاجر ” السيدة ” طريفة الخير ” قائدة الهجرة العربية ألآولى في التاريخ , وهي الهجرة بعد خراب مملكة سبأ نتيجة أجتياح السيول وخراب سد مأرب , فطريفة الخير هي التي أوعزت لعمرو بن الحارث أن يتوجهوا الى البيت المحرم , الذي كان يعرف ببيت العرب , وكان سيف بن ذي يزن أول ملك للعرب يحتفظ بأخبار الحنفية ألآولى وهي ديانة النبي أبراهيم “ع” وكان معتقدا بظهور رسالة النبي محمد “ص” وتمنى أن يكون نصيرا له كما أخبر بذلك عبد المطلب بن هاشم جد النبي محمد “ص” عندما زاره كرئيس لوفد قريش أثناء زيارة وفود القبائل العربية لسيف بن ذي يزن , ثم ظهرت بعد طريفة الخير” زليخة ” التي عشقت النبي يوسف “ع” وذابت غراما في معشوقها الذي كان على درجة عالية من ألآيمان والتقوى ولم يستجب لرغباتها وشهواتها المحرمة مما ترك فيها لاحقا تغييرا فكريا غير مجرى حياتها فرفضت مظاهر الدنيا وهجرت ماكانت عليه من الصبوة والغرام , حتى تحول عشقها للله الخالق بديع السماوات وألآرض , ثم كانت  ” الملكة بلقيس ” ملكة سبأ التي كان لها عرش وجيش عظيم ولكنها عندما رأت أيات ألآيمان أمنت مع النبي سليمان “ع” ولذلك أستحقت لقب ” العالمة ” , فزليخة , وبلقيس , من النماذج النسوية التي تستحق الذكر وألآشادة والتقدير في اليوم العالمي للمرأة , ثم تحتل ” أسيا ” زوجة فرعون نموذج المرأة القيادية التي لم تستسلم لمظاهر الدنيا وأغراءاتها وهجرت قصور فرعون , وطلبت من ربها بيتا في الجنة ,
ثم كانت مريم بنت عمران والدة السيد المسيح “ع” مثالا للقيادة النسوية عندما تعرضت لآقسى أمتحان تتعرض له فتاة عندما حملت بقدرة الله بدون زواج , فصبرت وأمتثلت لآمر الله , فكانت القدوة في هذا ألآمتحان , ثم كانت خديجة بنت خويلد زوجة النبي محمد “ص” مثالا للمرأة القيادية التي تقف مع زوجها النبي المرسل فتؤازره في كل المصاعب , ثم كانت أبنتها فاطمة الزهراء أم أبيها كما سماها رسول الله “ص” وعلى خط خديجة وفاطمة كانت زينب “ع” بطلة كربلاء مع أخيها الحسين “ع” سيد شهداء أهل الجنة , ومن رحاب النساء المؤسسات الاتي شخصن بهوية السماء حيث كن مؤمنات صادقات , صابرات , محصنات , غير مسافحات , ولا متخذات أخدانا ” أي غير متخذات أصدقاء , متقيات , ورعات , صائمات , مجاهدات , ثم  الى رحاب نساء العراق المجاهدات حيث كانت ” أمنة حيدر الصدر ” بنت الهدى رمزا للوعي والقيادة النسوية في زمانها , واليوم عندما هجمت عصابات داعش على أهالي العراق في الموصل والرمادي وتكريت وكركوك , كانت سيدات الموصل بشخص الشهيدة النعيمي  فخرا للتصدي بوجه داعش , ثم كانت شهيدة ناحية العلم في صلاح الدين رمزا أخرا يبعث على العز والكرامة لنساء العراق , أما النساء ألآيزيديات الاتي تعرضن للسبي الداعشي فهن مظلومات و ضحية للهمجية والبربرية الجديدة بأسم داعش , وتظل نساء أل بونمر والجبور , ونساء ناحية البغدادي , وهيت وعامرية الفلوجة , ونساء مدينة الرمادي وكركوك مثالا لتضحيات المرأة من أجل الشرف والسيادة , فأي أحتفال بعيد المرأة عليه أن ينطلق من هذه المفاخر ومن تلك القيادات النسوية التي حرصت على ربط ألآرض بالسماء , وبذلك يكتسب أحتفالنا بيوم المرأة معنى معرفيا تأسيسيا لكل نساء العالم.