23 ديسمبر، 2024 6:09 م

المرأة في فكر امين عام حركة الوفاء العراقية ” عدنان الزرفي “

المرأة في فكر امين عام حركة الوفاء العراقية ” عدنان الزرفي “

المرأة وما تحمل من معان سامية وكقوة حياة في المجتمع لا يستطيع اي مجتمع ان ينموا ويتطور دون مشاركتها الحقيقية فيه .  لذا وجدنا الدول التي اعطت للمرأة حقوقها وفتحت الباب على مصراعيه لولوجها الحياة العملية الفعلية من دون اقصاء او تهميش انها من الدول المتقدمة في حين نرى العكس في مجتمعات البداوة والتصحر الفكري التي جعلت من المرأة مجرد خادمة منزل ووعاء لحمل الذريات في احشائها بممارسة حيوانية بحته لا غير . من هنا كان لزاما على المجتمعات من ان تولي اهتماما بالمرأة حيث هي الام والأخت والجدة والزوجة والحبيبة وهي انثى ادم التي لم يشأ الباري عز في علاه ان ينزله بذاته دون “حواء الانثى الملائكية ” وهنا ارسل رسالة السماء للبشرية ان لا تقوم الحياة من دون وجود امرأة تصطحب الرجل وتمضي به نحو رفقة دائمة بإسهامات معيشية متوازنة ومتساوية لكليهما   . ولا نريد ان نلج في التأريخ ونقدم الشخصيات النسائية ومكانتهن حيث كانت منهن الملكة والأميرة والقائدة والمفكرة والعالمة والفنانة  الى ما هنالك من توصيفات لمكانة استطاعت المرأة ان تتسلقها بقوة إرادة وتصميم وجهد وكد وتعب . من هذا كله ولتلك المكانة انبرى الامين العام لحركة الوفاء للنجف ” عدنان الزرفي ” لوضع الانموذج الامثل لمكانة المرأة وأهميتها في رسم خارطة الحياة الطبيعية وبما تقدمه من مساهمات وأعمال لا تقل عن مساهمات وأعمال الرجل في صنع حركة المجتمع الآخذه بالتطور والنمو . وفي هذا الشأن يقول السيد الزرفي : ” لا يمكن لأي امة ان تنهض من دون مساهمة المرأة ومشاركتها المشاركة الحقيقية في صنع الحياة ” .. اذن للمرأة في فكره اهمية قصوى بحيث نفى اي تطور لأي مجتمع من دون تمثيلها الحقيقي في الدور الذي تلعبه في المجتمع  وهي برأيه صانعة للحياة . ويقول ايضا ” اننا اذا اقصينا المرأة ولم نشركها بما يدور في المجتمع فإننا سنجني عليها أولا ومن ثم على مجتمعنا وبلدنا ثانيا  ” اي انه اراد القول ان المرأة ان لم يك لها رأي في صنع القرار بما يدور من احداث في المجتمع فان تأخر وتردى وضع ذلك المجتمع ليس بسببها بل في اعتقاداتنا الخاطئة لأهمية ما تستطيع ان تلعبه من دور . ثم يضيف ويقول ” لو كانت لدينا رئيسة وزراء مثلا هل كان سيكون حالنا كهذا ؟ ”  ؟  وهذا كلام في غاية الاهمية وربما لم نسمع اي مسؤول سياسي قاله من قبل . فالمتعارف عليه ان العراق لا يستطيع ان يحكمه اي شخصية الا اذا كانت تتحلى بصفات غير متوافرة في الاغلب نظرا للوضع الشائك للمجتمع العراقي . فكيف ان كانت تحكمنا امرأة ؟ ربما ما يحمله السيد الزرفي  من فكر منفتح ومتحضر هو ما حدى به ان يدلق هكذا مقوله حيث استقرائه  للواقع المتمدن للشعوب وما رآه من تجارب الدول المتقدمة وما تحلت من استقرار سياسي كان له الأثر الواضح في فكره واعتقد انه كان يريد ان يوصل من خلال ذلك رسالة تطمين للمرأة مفادها انك قادرة ان تقودي امة ك”لعراق مثلا ” فيحثها من خلال ذلك على العمل الجاد ويضيف الى شخصيتها الدافع للعمل من اجل الوصول الى هكذا منصب . اخيرا يقول ما مفاده ” المرأة هي الأم والزوجة والأخت فلا نسمح لها ان تكون جليسة الدار دون ان ترى نور الثقافة التي تمكنها من ان تدير شؤون بيتها وتربي الاجيال ”  .. مرة اخرى يضيف الى المرأة ميزة اخرى يجب ان تتحلى بها وهي الثقافة ؟ حيث انها لو تسلحت بالثقافة لاستفادت من تجارب الاخرين واستطاعت من خلالها ان تحسن التصرف وتكون المرأة القوية والفاضلة التي تستطيع ان تروض اسرتها وفق امكانات العائلة المادية والعلمية والثقافية والذي سيؤدي بالضرورة الى نتاج اسرة متماسكة تسهم في تقدم المجتمع . من خلال ذلك كله نستطيع القول ان المرأة في فكر الزرفي كانت  الاداة الحقيقية في صنع عملية التغيير من خلال ايمانه بمكانتها ودورها الريادي في ادارة المجتمع وبشتى المستويات وهذا ما لمسناه ليس من خلال التنظير فحسب  بل من خلال الجهد الفعلي الذي قام  به  من خلال فتح العديد من المراكز النسوية الثقافية وادخالها بدورات مؤسساتية ودعمها في عملية تأسيس منظمات المجتمع المدني ناهيك عن قربه من جميع فئات المجتمع النجفي والمرأة هي كانت احد اهم عناصره .