عندما ينفتح المجال الاجتماعي امام الانسان فهو يأخذ حقه الذي سلب منه وعلى العكس من ذلك عندما تغلق امامه السبل بسبب العادات والتقاليد الاجتماعية.
ومن الجدير بالذكر أن هذا الانفتاح لم يكن من اجل إعادة الحقوق بل كان انفتاحا غير مقيد فكان ضرره ونفعه تابعا للشخص وليس للحالة.
ولما كانت التوجهات البشرية مختلفة فقد جرى كل فرد بالاتجاه الذي كان يريد سواء كان رجلا او امرأة بل دخل حتى الصبيان والفتيات هذا العالم بسبب سوء التصرف الذي يقوم به بعض الآباء والامهات.
وقد تراكمت بسبب هذا التواصل الاجتماعي عدد من التجارب البشرية وافرزت تصورات عند الطرف الاخر فأخذت الأوهام تتزايد يوما بعد اخر من دون ان يكون هناك ما يمنع من تبلور هذه الأفكار في ذهنية الطرف الاخر.
وبدأت كل الأطراف تأخذ حصتها من هذه الأفكار وربما اخذ البعض أكثر من غيره من هذه الأوهام لان عالم التواصل ليس فيه حدود ولا قيود بل ويسمح للإنسان بالتحرك بصفات وأسماء وهمية حتى يحقق ما يريد من التواصل مع الاخرين.
وفي خضم كل هذا التطاحن البشرية والرغبة المسعورة في الحصول على الأهداف كانت المرأة هي العنصر المشترك في تحرك الكثيرين على صفحات التواصل لأنها قد أصبحت قريبة وان كانت بعيدة وسهلة بعد ان كانت عزيزة….
وعندما بدأت الثقافة التواصلية تصبح جزء من حياة الكثيرين كانت المرأة قد صارت اقل الاطراف انتفاعا من الناحية الشرعية فاذا كانت تريد ان تبقى متواصلة فعليها ان تنسى عزتها وقيمتها الاجتماعية وتقبل بان تكون سلعة تتلاعب بها يد الغاصبين والمستهترين.
ومن هنا فان النصيحة يجب ان تكون منصفة فان من يدخل الى عالم لا يبقى له فيه كرامة ولا عزة فمن المناسب ان يفكر في الخروج الى عالم تكون فيه كرامة الداخل محفوظة.
ويتوجب في الوقت نفسه ان تجد المراة المكان المناسب وتضع الشروط المناسبة لها من دون ان تقبل التنازل عن أي قيمة اجتماعية في حياتها الافتراضية.
واما ان قبلت المراة لاي سبب ان تكون في مكان لا يحفظ لها كرامتها فلا تلوم الناس عندما تتحدث عنها بشكل سلبي ذلك ان منع الانسان الاخرين من التطاول على كرامته واجب أخلاقي وشرعي يحتم على جميع الناس الحفاط على تلك الكرامة بغض النظر عن المكان الذي تتواجد فيه وهذا هو سر العزة التي يشعر بها الانسان الذي يعيش الوحدة لان الوحدة عز وقد اختار الأنبياء الوحدة لأنها عز وأُنس حيث ورد عن النبي (ص): (فعن النبي صلى الله عليه وآله: استأنسوا بالوحدة عن الجلساء السوء) وورد عن الامام الصادق (ع) ان الله جل وعز اوحى الى نبي من انبياء بني اسرائيل: ان احببت ان تلقاني غدا في حظيرة القدس فكن في الدنيا وحيدا غريبا مهموما محزونا مستوحشا من الناس بمنزلة الطير الواحد الذي يطير في ارض القفار ويأكل من رؤوس الاشجار ويشرب من ماء العيون، فإذا كان الليل آوى وحده ولم يأو مع الطيور، استأنس بربه واستوحش من الطيور).