18 ديسمبر، 2024 9:15 م

المرأة العربية بين واقع مظلم قديم وعالم وزارات حديث…..

المرأة العربية بين واقع مظلم قديم وعالم وزارات حديث…..

لقد كانت المرأة تعيش ايام الظلام قبل ستة عقود من الان تهيمن عليها عادات وتقاليد سلطوية صنعها الواقع بنفسه وكان ضحيته بالدرجة الاولى المرأة التي تشارك الرجل في كل متطلبات الحياة الا انه كان يعتبرها شيء محرم في اغلب المجالات ولا يقبل لهذا الشيء ان يختلط بالمجتمع اسوةً بالرجل خوفا من التقاليد والاعراف القبلية في حينها…
كانت المرأة في اغلب البلدان العربية ووفق معتقداتهم السائدة يسمونها ((الحرمة)) وهذا الاسم هو بحد ذاته مشتق من التحريم والاختلاط للمرأة مع ابناء مجتمعها وحسب مفهومهم القبلي بانها الشيء المقيد والممنوع عليه الكثير من الامور الحياتية..
لقد كانت مسلوبة الحقوق والارادة في حياتها كانسان اكرمه الله سبحانه وتعالى ومنحه حقوقا وامتيازات اسوةً بالرجال..
ومضت السنين وبقت الامرأة على وضعها بعيدةً عن العلم غارقةً في الجهل والتخلف وبقت التقاليد والاعراف القبلية تلاحقها في كل مكان وحتى داخل غرفتها التي تعيش فيها وبقت تعاني من الانكسار والاقاويل الجارحة التي منعتها من الظهور في كل المحافل ومنعتها بعدم الاختلاط الا بالمقربين اليها…ان ما كانت تعيشه يقع بين الأمرين الاول عادات المجتمع والثاني هيمنة الرجل السلطوي عليها..
ورغم معاناتها من حرمان لحقوقها وانتقاص من شخصيتها الا ان المجتمع العربي عموما يعتبر هذا الشيء هو الصحيح والاصلح في حينها ومن باب الغيرة كان الرجل لا يقبل على نفسه ان تكون امه او اخته او زوجته تعمل في اي قطاع وظيفي حكومي لان الواقع الذي يعيشه يعتبر هذا انتقاص من شخصية ذلك الرجل حتى وان كان بحاجة إلى مساعدتها…
ومع التحرر العالمي الذي ما زال الكثير منا ينتقده بسبب عدم فهمنا الصحيح له وعدم ادراكنا للمعنى الحقيقي لهذا التطور الحضاري ورغم اننا اصحاب كتب سماوية منحت المساوات بين حقوق الرجل والمرأة ولم تنكر دور المرأة التي تحملت العناء والاحزان من اجل علو شأن الرجل الذي اصبح متجبراً ومتسلطا عليها ولكن صبرها وحكمتها اوصلها اليوم الى اعلى المستويات الموجودة في دولنا العربية فما اجمل المرأة العربية اليوم بواقعنا الحاضر المعاصر وهي تشارك الرجل في شهاداته العلمية وفي وظيفته وعمله خارج المنزل.. وما اجمل الحياة ونحن نرى في اغلب البلدان العربية اليوم الكثير من النساء قد وصل بهم المطاف الوظيفي الى اعلى درجة وظيفية في المجتمع فها نحن نشاهد اليوم الوزيرة الفلانية اوعضوة في مجلس الشعب اوعضوة في مجلس الرئاسة والقاضية والطبيبة والمهندسة والمعلمة الفاضلة اضافه الى اننا نعرفها بانها ربة البيت الناجحة واصبحت الساعد الايمن للرجل حتى في امور الزراعة بالنسبة للمجتمعات الريفية…
ان التحرر للمرأة لا يعني المساس بالأخلاق او التفكك او الانحلال مثلما يطلقه اليوم الاشخاص المتشددون بهذا المجال ويعتبرون ان اختلاط المرأة هو شيء محرم متناسين مع انفسهم ان الدين الاسلامي الحنيف قد وضع تعليماته بالمساواة بين ابناء البشرية كافة ولا فرق بين امرأة صالحه ورجل صالح الا بالعمل والتقرب الى الله زلفى..
نعم ان كل القوانين التي وضعها الانسان بيده من اجل عدم الانصاف بين المرأة والرجل اصبحت اليوم ملغية وغير قابلة للنقاش ويجب اعطاء المرأة دورها الناجح في المجتمع لان بناء المجتمع لا يكمن على الرجل وحده والعلم لا يحتكر للرجال فقط..
فلدينا اليوم الكثير من العالمات التي قدمن بحوثهن العلمية لخدمة البشرية واصبحت لهن بصمة تاريخية مميزة في العديد من الميادين والمحافل في مجتمعنا العربي الحديث…
فالف تحية وتحية للمرأة العربية بعيد ميلادها الأغر وهي تقدم للمجتمع كل شيء مفيد وتحافظ على الأسرة من التفكك والضياع وتتابع مسيرة ابنائها العملية والعلمية وتساند زوجها في بناء العائلة الناجحة بصفتها امرأة مثقفة ولديها وعي وحس ثقافي في كل المجالات..