23 ديسمبر، 2024 4:14 ص

المرأة العراقية ومشاركتها في القرار السياسي  1

المرأة العراقية ومشاركتها في القرار السياسي  1

تحظى النساء بفرص محدودة في المساهمة في العمل السياسي عالميا ومحليا، رغم أن هناك نساء رائدات كان لهن تأثير في السياسة العالمية،  كرئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر ورئيسة وزراء الهند السابقة أنديرا غاندي ووزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس، والمستشارة الألمانية الحالية أنجيلا ميركل.

محليا مر دور المرأة في المجتمع العراقي بمراحل مختلفة، ابتدأ من عصر الدولة العراقية الحديثة في عشرينيات القرن الماضي، حيث شهد دورا مهما لبعض النساء العراقيات منهن بولينا حسون، التي طالبت بمنح المرأة حقوقها السياسية في ثلاثينات القرن المنصرم، تحقق هذا الامر في مطلع الأربعينات بتأسيس الرابطة النسائية، والدور المهم الذي أدته النساء العراقيات في الفعاليات السياسية، لاسيما مظاهرات إسقاط معاهدة  بورتسموث عام 1948، وإنتفاضة اكتوبر عام 1952 التي بلغ عدد النساء المعتقلات فيها 150 إمرأة.

كان هناك أسماء لامعة من النسوة تركن تأثيرا واضحا في المجتمع العراقي، فالشاعرة نازك الملائكة التي ولدت عام 1923 مازالت قصائدها تدرس الى يومنا هذا، والقاصة نزهة غانم أصدرت أول مجموعة لها عام 1934، والكثير من المحاميات والطبيبات اللاتي مارسن دورا إجتماعيا وثقافيا مؤثرا، حيث أسسن عددا من الجمعيات والمنظمات التي تدافع عن حقوق المرأة، حتى إن المرأة العراقية قادت السيارة عام 1943، فيما مازالت دول مجاورة لا تسمح بذلك الى يومنا هذا.

تكلل نجاح المرأة العراقية في ممارسة دورها السياسي عام 1958، حيث عينت نزيهة جودت الدليمي كأول وزيرة عراقية، وأول إمرأة تستلم منصبا وزاريا في الوطن العربي، حيث كان لها دور مهم في إنشاء مدينة الثورة التي تسمى حاليا ( مدينة الصدر) شرق بغداد، لكن الدور الأبرز لها  كان في إصدار قانون الأحوال الشخصية العراقي، الذي يعتبر القانون الأكثر تقدما في مجال حقوق المرأة في الشرق الأوسط، وهي أول شخصية نسوية يقام لها تمثال في العراق، بقرار من مجلس الوزراء العراقي عام 2009.

في الوقت الذي كان البعض ينظر للمرأة كخطيئة ومفسدة، كانت المرأة العراقية تسير بخطوات ثابته لممارسة دورها في المجتمع العراقي على قدم المساواة مع الرجل، لحين إستلام البعث مقاليد الحكم في العراق، حيث تجمدت أدوارها ولم تتقدم بالشكل المطلوب، وإقتصر دورها في خدمة البعث ونظامه، وإنجاب الأبناء وتوديع الأزواج الذاهبين الى الحروب الطويلة الطاحنة، مما جعل المرأة تتعرض الى إنتكاسة كبيرة على كافة الأصعدة، تمثل بالآلاف من الأرامل  وجيوش من الأيتام التي تكفلت المرأة العراقية برعايتهم، تحت ظروف قاهرة.

عند تحول النظام السياسي في العراق الى نظام قمعي، كانت المرأة هي الضحية وتعرضت الى شتى صنوف الظلم والإضطهاد، وغياب حقوقها بغياب النظام الذي سلب حقوق جميع العراقيين، ولحقتها السجون والاعدامات والدفن في مقابر جماعية، بإستثناء من كانت تزغرد للنظام البائد.