(هايه بناتك يا وطن هايه)
واصلت (المرأة العراقية) مسيرتها النضالية منذ فجر التاريخ في (وادي الرافدين – العراق)؛ وما تزال.. ولم تتراجع خطوة إلى الوراء، حيث كان للمرأة مكانة مرموقة عند أبناء وادي الرافدين، وقد احتلت (إنانا) إلهة بلاد الرافدين القديمة المرتبطة بالحب.. والجمال.. والجنس.. والرغبة.. والخصوبة.. والحرب.. والعدالة.. والسلطة السياسية.. مكانة مقدسة في تلك المجتمعات حيث كانت تعبد في بلاد (سومر) و(اكد) و(اشور) تحت اسم (عشتار)، ونذكر أيضا الأميرة الشاعرة (أنخيدوانا) التي احتلت مكانة عالية في المجتمع (العراقي) في العهد القديم؛ وهي أميرة الإمبراطورية (الأكدية) ابنة الإمبراطور (سركون الأكدي)، أول شاعرة تكتب الشعر في تاريخ العالم، والمكلة الأشورية (شميران – سمير أميس) أول مكلة في تاريخ العالم اعتلت عرش الإمبراطورية (الأشورية) وقادت جيوش إمبراطوريتها بكل شجاعة وفروسية؛ والتي كانت تسمى ملكة الجهات الأربع كباقي ملوك (الأشوريين) الذين حكموا في بلاد (وادي الرافدين – العراق)، وأسماء ماجدات (العراق) تطول وهن في الصف الأمامي جنبا إلى جنبا مع أخيها الرجل أخذن مواقعهن منذ فجر التاريخ والى يومنا هذا وفي كافة شؤون الحياة؛ كما واصلن مسيرتهن في النضال والكفاح دون كلل ودون ملل؛ فهي حاضرة في جميع حقب التاريخ وقد أخذن دورهن المتميز من تاريخ (العراق) القديم.. والحديث.. والمعاصر، وبعزيمة واصلن ممارسة ومتابعة أعمالهن في جميع مجالات العلم والمعرفة والعمل الوطني؛ مجاهدات ومتمرسات في القيادة والعمل والأنشطة النضالية .
وهكذا ظلت (المرأة العراقية) تتطلع نحو الحرية والاستقلال لتعطي لدورها في الحياة قيمته المشرفة في كل مواقع العمل والكفاح، فهي حاضرة في مختلف صورها الاجتماعية كأخت.. وأم.. وزوجة تربي أجيالا وأجيالا؛ وقد غرزت في ذواتهم روح القيم والتحدي والنضال، لتثبت مكانتها في المجتمع بقوة إرادتها وصبرها وصمودها، ليتعدى نشاطها في التوعية حدود السياسية إلى التوعية الوطنية للجماهير من خلال مشاركتها في الحراك الشعبي الذي ينفجر اليوم على كل مساحة الوطن؛ لتأخذ دورها حيزا مهما في الحراك الجماهيري للشعب (العراقي)، فقد تواجدت (المرأة العراقية) بشكل ملفت وقوي في ثورة الشباب التي انطلقت بداية تشرين الأول من العام 2019 ومازالت تشارك في هذا الحراك إلى يومنا هذا؛ وكان أخرها وليس الأخر تظاهرات يوم 13 شباط 2020 ؛ ليكون تفاعلها مع تطلعات الشعب فاعلا ومعطاء؛ لمواصلة مسيرة التغيير التي يتطلع إليها الشعب (العراقي) عبر انتفاضة الشباب التي تجتاح مدن (العراق) منذ أكثر منذ أربعة أشهر، حيث بصبرها ومواظبتها في إدارة شؤون الحياة اليومية وتفاعلها مع احتياجات أسرتها واحتياجات المتظاهرين واحتياجات الوطن لها؛ باعتبارها نصف المجتمع؛ حيث مع مشاركتها في الانتفاضة التشرينية يشارك معها زوجها وابنها وبنتها وأختها وأخيها؛ من حيث البنية التحية لمتطلبات الانتفاضة الشبابية الباسلة؛ لتوفر المناخ السليم لإنجاح الانتفاضة؛ بعد إن تكالبت عليها قوى الغدر والخيانة للأحزاب الإسلام السياسي المتطرفة وتحديدا من الكتل الشيعية المتطرفة؛ باستهداف المتظاهرين والعمل بكل ما أتى لهم من وسائل الشيطنة لإجهاض الانتفاضة، ولهذا انخرطت (المرأة العراقية) في انتفاضة الشعب وتطوعت في التطبيب وإسعاف الجرحى ومعالجتهم في الفرق الإسعافية لمعالجة الجرحى ميدانيا؛ وهذا ما مهد لإقامة العيادة الميدانية لتقديم العلاج السريع لجرحى الانتفاضة الشعبية وثورة الشباب؛ كما تم لأخريات منهن في أعداد الطعام والتنظيف ميدانيا في ساحات الاعتصام والتظاهرات، وبهذا العمل الجبار الذي عملن فيه؛ كسرن الصورة النمطية القديمة بحصر مكانتهن في البيت، واثبتن بأنهن رقم صعب لا يمكن تجاهله أو تجاوزه في المستقبل، ورغم كل العنف الذي تستخدمه الميلشيات المسلحة من الأحزاب الإسلام الشيعي ضد المتظاهرين في شوارع الانتفاضة دون تميز بين الرجل والمرأة؛ ومع كل العنف الذي استخدم ضد المرأة تحديدا؛ إلا إن (المرأة العراقية) لم يرعبها كل هذا العنف المفرط والهمجي الذي استخدم ضدها وضد المتظاهرين السلميين لم يحملوا سوى أعلام (عراقية) ومطالب حقوقية مشروعة وهتافات (نريد وطن) بعد إن تم اختطافه من قبل أحزاب شيعية؛ لها تبعية إقليمية لـ(إيران)؛ أرادوا جعل (العراق) إقليم تابع لها، ليسقط لحد إعداد هذا المقال أكثر من سبعمائة شهيد وأكثر من خمسة وعشرين ألف جريح وقد أصاب أكثر من خمسة ألاف من هؤلاء الجرحى بعوق دائم سيلازمهم طوال عمرهم، في وقت الذي تقف السلطات الثلاث (التشريعية) و(التنفيذية) و(القضائية) تتفرج على المشهد بدم بار؛ ولم تبادر هذه السلطات تقديم حلول ناجعة تحد من نزيف دماء الأبرياء أو فتح تحقيقات وتقديم القتلة إلى المحاكم لينالوا جزائهم العادل؛ إن لم نقل بان اغلب هذه الجرائم ترتكب بعلم من هذه السلطات، ولهذا فان (المرأة العراقية) أدركت حجم المؤامرة التي تحاك ضد أبناء شعبها فخرجن في ساحات التظاهر؛ وبرز حضورهن في (بغداد) و(البصرة) و(الناصرية) و(العمارة) و (الكوت) و(السماوة) و(الديوانية) و(بابل) و(كربلاء) و(النجف) بكل عزم وقوة وإيمان بروح التغيير والبناء؛ لتشارك ثورة الشباب متحدية كل أساليب القمع التي تمارسها الميلشيات الحزبية الشيعية والأجهزة الأمنية ضد المتظاهرين السلميين من حيث استخدام الغازات المسيلة للدموع والدخانية والرصاص الحي والقناصين؛ وكان أخر وسيلة إجرامية يرتكبونها ضد المتظاهرين السلميين؛ إطلاق الـ(صجم) من بنادق (الصيد) التي أصابت عدد كبير من أبنائنا الشباب في عيونهم وادي الأمر إلى فقدانهم للبصر، لتفقد (المرأة العراقية) فلذ أكبادها شهداء يسقطون وهم في دروب الحرية والاستقلال من اجل وطن معافى حر ومستقل.
ولهذا عملت (المرأة العراقية) دورا فاعلا في انتفاضة الشعب (العراقي) ضد النظام والطغمة الحاكمة من الأحزاب الإسلام السياسي الشيعي الذين يسيطرون على مقاليد السلطة في البلاد، فعملت (ليل – نهار) من اجل تحريك الوعي وتنظيم عمل النساء ليؤخذن دورهن في الانتفاضة بما ينسجم مع تطلعاتهن وتطلعات الشعب في الحرية والاستقلال، بعد إن تيقنت بأن إي تغيير حقيقي في المجتمع لن يتم دون مشاركة حرة وفعالة لـ(المرأة العراقية)، ليكون لمشاركتها في الانتفاضة في كل مدن (العراق) انعكاسا حقيقيا لتلاحم الصادق والمعبر للتآخي بين كافة مكوناته وفئات المجتمع (العراقي) بعيدا عن الطائفية والعنصرية وكل إشكال التميز المقيت التي سوقته الأحزاب الدينية ورجال السياسة الموالين لـ(إيران) لتحجيم الأفكار التنويرية في (العراق)، لتكسر انتفاضة (العراق) بعد خروج (المرأة العراقية) إلى التظاهرات كل الحواجز والصورة النمطية للمرأة؛ لتكون لمشاركتها مع تطلعات الشباب في الحرية والاستقلال؛ مكسبا وطنيا يدعم روح الانتفاضة بإبعاد وطنية فاعلة نحو هدف التغيير والحرية، هدف الذي تسعى إليه الجماهير (العراقية) وخاصة بعد إن وجدوا مدى أهمية دور الذي تلعبه المرأة في الانتفاضة وحجم مشاركة المرأة ورفع صوتها ضد الطغاة بشجاعة وجرأة لا مثيل لها، فـ(المرأة العراقية) شاركت في الانتفاضة التشرينية منذ انطلاقها في الأول من تشرين الأول 2019 بمشاركة فعالة وقد أدى مشاركتهن إلى استشهاد عدد كثير منهن برصاص الغدر والخيانة وفي طليعتهم – على سبيل المثل وليس الحصر – الشهيدة (هدى خضير) والشهيدة (سارة طالب) والشهيدة (جنان الشحماني) والشهيدة (زهراء لوسي)، اللواتي تم اغتيالهن من قبل قوى الغدر والخيانة من عناصر المسلحة للأحزاب الإسلام السياسي الشيعي لنشاطهن في التظاهرات وثورة الشباب، ومنهن من تم الاعتداء عليهن بالضرب والطعن بالسكاكين وخاصة من كن يعملن مسعفات في ساحات التظاهر؛ ومع هذا الجرم الذي ليس له سابقة في تاريخ (العراق) المعاصر على يد ميلشيات إسلامية عميلة تحكم البلاد؛ ومع جرائم هذه الزمر الخارجة عن القانون والنظام والشرائع؛ زاد من عزيمة (المرأة العراقية) أكثر.. وأكثر.. وتحدين سطوة هؤلاء العملاء.. والخونة.. والمأجورين.. والمجرمين.. لتصاعد المرأة من مطالبها برفضها الطبقة السياسية الحاكمة وسطوة الأحزاب الإسلامية الموالية لنظام الملالي في (قم) و(طهران) بما جاب في أوساطهم من مظاهر الفساد.. والجريمة.. والتميز.. والطائفية.. والمذهبية.. والمحاصصة المقيتة.. فخرجن بحشود خفيرة من طالبات الجامعات والثانوية ومدرسات وموظفات ومسعفات وطبيبات وربات المنازل وأمهات ثكالى من اللواتي فقدن أبنائهن و فلذ أكبادهن برصاص الغدر في ثورة الشباب السلمية في كل مدن (العراق) وهن حاملات أعلام (العراق) ولافتات تندد بالأحزاب الحاكمة والسلطة الجائرة؛ فهتفن بشعارات مدوية ضد عملاء وذيول (قم) و(طهران) ردا بما تم ورود من خارج الحدود الوطن تصريحات مسيئة بحق (المرأة العراقية) المناضلة؛ ما أثار استياء شعبي واسع النطاق في كل مدن (العراق) ضد حملة التشويه التي تقودها أحزاب الإسلام السياسي الشيعي لصورة (المرأة العراقية)، ولهذا أجابت (المرأة العراقية) هؤلاء الأوغاد بهتافات مدوية من خلال تظاهرات حاشدة خرجن تحديدا يوم 13 شباط 2020 وفي كل مدن (العراق) للرد على تصريحات هؤلاء الأوغاد ذيول (إيران)، قلن فيها ((هايه بناتك يا وطن هايه))، و((صوت المرأة ثورة))، و بان ((المرأة ليست عورة بل ثورة))، نعم إن المرأة ليست (عورة) كما وصفوها طغاة الأحزاب للإسلام السياسي الشيعي بل هي (ثورة) وأنهن جزء من منظومة الحياة وثورة الشباب، ولهذا هي اليوم حضرت في انتفاضة الشعب لتعكس ثوريتها في حجم مشاركتها في الانتفاضة لتتحدى كل القوانين المناهضة لحقوق المرأة وكل الأعراف والتقاليد البالية التي تقيد حرية (المرأة العراقية)، بعد إن واصلوا هؤلاء المتخلفين من الأحزاب الإسلام الشيعي من الداخل ومن خلال منابر الجوامع؛ ومن خلف الحدود؛ بشن حملتهن ضد أحرار (العراق) بقولهم بحق المرأة وشباب (العراق) بـ( إن هؤلاء المتظاهرين في ساحة التحرير.. والحبوبي.. والبحرية.. والساعة.. والتربية.. وفي بقية ساحات التظاهر.. يريدون الحرية ليحولوا بغداد إلى شيكاغو)، فكان رد المتظاهرين من الشباب والشابات لهؤلاء المتخلفين.. (نعم نريد إن نحول بغداد إلى نهضة عمرانية وثقافية وصناعية كمدينة شيكاغو وليس كما تسعون لتحويل بغداد إلى قندهار)، بل إن قسم من رجال الدين الشيعة من خلال منابرهم قالوا وبصريح العبارة بان التظاهرات الشباب اليوم ما هي إلا دعوة إلى (( التحرر والتعري والاختلاط والثمالة والفسق والفجور، بل والكفر والتعدي على الذات الإلهية وإسقاط الأسس الشرعية والأديان السماوية والتعدي على الأنبياء والمرسلين والمعصومين …الخ))، ورغم من هذه الحملة الإعلامية المغرضة ضد (المرأة العراقية) وضد ثورة الشباب الثار؛ باتت كل جوانبها ودوافعها مكشوفة للشعب (العراقي)، لذلك فان خطى الشباب هي خطى حثيثة متجهة نحو تغيير منظومة الحكم بما يسود فيها من الفساد، فهي تسير بخطوات براغماتية واثقة ومتيقنة من طبيعة الأرض التي تقف عليها، كونها تسير نحو الهدف المنشود في التغيير؛ لان ثورة الشباب ترسم صورتها المشرقة نحو أهداف نبيلة تسعى إلى إحداث تغيير شامل في منظومة الحكم والنظام القائم والحد من تخلف مؤسسات الدولة السياسية.. والاجتماعية.. والاقتصادية؛ واخذ بيد المؤسسة الثقافية.. والتربية.. والتعليم.. والصحة.. والتجارة.. والصناعة.. والزراعة؛ بما تواكب النهضة الشاملة وبتر بئر الفساد والتخلف من مؤسساتها التي دمرت (الإنسان العراقي) وأرجعته عهود نحو التخلف، لتأتي مشاركة المرأة في الانتفاضة دعما لتطلعات الشعب لمحاربة الفساد المستشري في البلاد من قبل نظام السلطة الفاشية؛ ولتبرهن المرأة حجم إمكانياتها ودورها السياسي.. والاجتماعي.. والاقتصادي في تغيير منظومة الحكم في (العراق)، ولهذا عملت القوى الرجعية المضادة لحرية (المرأة العراقية) من التيارات والأحزاب الإسلام السياسي الفاشستي ومن بعض من رجال العشائر الرجعيين المتخلفين لتحجيم دور المرأة في الانتفاضة، لكن النساء أدركن حجم المؤامرة التي تحاك ضدها في الخفاء والعلن؛ لتنزل إلى الشارع تحت لافته ((نازله اخذ حقي)) ولتبرهن قدرتها على المحاور والتفلسف في كافة شؤون الحياة؛ واستعدادها لتحمل كل المواجهات الشوفينية التي تمارس ضد تطلعاتها الثورية؛ لتساهم في ثورة الشباب وحركة التغيير؛ فنزلت المرأة إلى الشارع متظاهرة مع أخيها المتظاهر من الشباب الثائر؛ رغم الظروف الملغومة في الشوارع (العراقية) والظروف الصعبة التي يمر بها البلاد من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربة؛ حيث الانفلات الأمني.. والخطف.. والقتل المنظم.. والتهجير.. والنزوح.. والتهديد.. ومواجه القنابل الدخانية والكواتم والرصاص الحي، ولهذا فان الدور الذي تلعبه (المرأة العراقية) تحت هذه الظروف القاهرة؛ هو دور عظيم بكل المقاييس؛ وليس كدور الذي منح لها جاهزا في قوالب الأحزاب والسلطة الفاشية بتخصيص (كوتا نسائية) باعتباره قانون ينصف المرأة ويمنح لها حقوقها عبر هذا المنبر؛ والذي تم تحويره بقوالب لا تتبوؤها المرأة إلا من اللواتي يخضعن لإرادة الأحزاب الإسلام السياسي الشيعي الفاشستي؛ هذه الأحزاب التي لا تؤمن بحقوق المرأة ودورها في الحياة لا من قريب ولا من بعيد؛ لنلاحظ في ظل هذه المعادلة بان هذه السلطة التي تقودها الأحزاب الإسلامية المتطرفة تسن قوانين – في ظل نظام الـ(كوتا) – ضد المرأة ومنها ما ورد في (قانون الأحوال المدنية) الذي يقزم المرأة ويجعلها أداة لمتعة الرجل؛ يحق للرجل الزواج من طفلة في الخامسة من العمر، نعم تزويج طفلة ليسلب منها حقوق الطفولة والحياة الكريمة، والكارثة بان القانون تم إقراره في (البرلمان العراقي) من دون إن نجد لهذه المرأة التي أخذت مقاعد فيه عبر الـ(كوتا) الاعتراض؛ بل نراها تصوت لصالح هذا القانون المتخلف والبعيد عن قوانين الحرية والعدل و الكرامة الإنسانية، ليكون دور المرأة في هذه الـ(كوتا) كما رسمته هذه الأحزاب للإسلام السياسي الشيعي التي تحكم البلاد وباء وكارثة على المرأة والمجتمع، فأين صوت النساء في ظل هذه الـ(كوتا) التي تم اغتصابها من قبل الأحزاب الإسلام السياسي الشيعي التي أقرت بهذه الـ(كوتا) لصالح أجندتها ولتمرير ما تريد من خلال الـ(كوتا النسائية) .
لذلك لم تأتي مشاركة المرأة في (الانتفاضة التشرينية) إلا بعد مخاض عسير لإيصال أصواتهن إلى الشعوب الحرة بعد طول عناء وإقصاء وتهميش؛ همشها الإسلام السياسي؛ وتحديدا الإسلام السياسي الشيعي وسلطته الحاكمة في (العراق) من 2003 والى يومنا هذا من خارطة المشهد الاجتماعي.. والسياسي.. والثقافي، لتعمل اليوم داخل (الحراك الشعبي) بكل شجاعة وعزيمة ونضال من اجل تحقيق طموحاتها في الحرية.. والمساواة.. والعدل.. والكرامة الإنسانية؛ بعد إن كسرت حاجز الخوف؛ لتكون جزء من الانتفاضة وثورة الشباب؛ تناضل من اجل ضمان حقوقها وحريتها ومساواتها؛ ليستمع المجتمع إلى صوتها وليتخذ موقفا سياسيا وأخلاقيا لإنصافها وللانطلاق إلى أفاق المجد.. والحرية.. والعدالة.. والكرامة الإنسانية، بعد ان وضحت معالم ثورة الشباب؛ بكونها جاءت من اجل الكرامة.. والعدالة.. والحرية، وهذا الفهم لا يمكن فهمة بعيدا عن تطلعات (المرأة العراقية) باعتبارها نصف المجتمع؛ وعنصرا فاعلا في صنع السلام والحرية عبر مشاركتها الفاعلة في ثورة الشباب؛ وبشكل عفوي، لتقدم صورة مشرقة ليس للمرأة (العراقية) فحسب بل للمرأة العربية وللمرأة في كل بلدان العالم بصورة عامة، لتكون حقا فخرا وقدوة لجميع شعوب الأرض المحبة للسلام.. والعدل.. والحرية.. والكرامة الإنسانية .
منطقة المرفقات