19 ديسمبر، 2024 12:58 ص

المرأة العراقية .. والانتخابات

المرأة العراقية .. والانتخابات

لقد شهد العراق اكبر تظاهرة ديمقراطية في تاريخه المعاصر منذ نشا الدولة العراقية الى عام 2010 بعد أن زحفت الملاين من العراقيين والعراقيات ومن مختلف المذاهب والديانات والأعراق في بغداد والمحافظات إلى صناديق الاقتراع للاختيار مرشحيهم وسط أجواء مليئة بالحرية والشفافية وكانت ابرز الإحداث التي سجلتها تلك المرحلة هو التواجد الكبير لمرآة العراقية في الانتخاب والترشيح فقد رشحت أكثر من ألفين 2000 امرأة من مجموع 6000 ستة الألف مرشح وهذه عملية غير مسبوقة وعلامة مضيئة في تاريخها وانجاز يضاف إلى مجموعة الانجازات التي قطعتها في المجالات الأخرى مثل التعليم والطب والعلوم الأخرى ودخول الوظائف على مختلف أنواعها ووقوفها مع الرجل مسافة متساوية في انجاز الأعمال,أن المشاركة الواسعة للمرأة في الانتخابات التي جرت في 2010 لم تأتي من فراغ فكانت نتاج التضحيات والإعمال التي قدمتها المرأة عبر المراحل التاريخية التي عاشتها في ظل ثقافة العيب والحرام والعادات والتقاليد التي حرمتها من ممارسة ابسط حقوقها وهمشتها وحجمت دورها وغيبتها على مدى طويل من العقود, فكانت البداية الصعبة في دخول مجتمع تسوده الأعراف والتقاليد التي تعتبر المرأة عورة و جزء مكمل للأدوات المنزل ومتعة يستخدمها الرجل لتفريغ شهواته متى يشاء ومكانها المنزل وعملها الخدمة والإنجاب وتمنح كأي تعويض في حل النزاعات فتعطى(فصلية) ,فنظر كيف كانت حجم المعانات والتضحيات وكيف استطاعة هضمها والتعاطي معها فكانت تحبوا خلف حريتها وحاكت من خيوط الشمس حبال وتعلقت بها وسارت خلف سراب الحرية إلى أن مسكتها, فدخلت المدارس في المدينة ثم توسعت شيئا فشيئا إلى أن وصلت المناطق الريفية فبرعت في تقديم الرائدات في جميع المجالات حتى وصل الأمر في التقدم على الرجال في بعض المجالات خصوصا في تقديم الخدمات الصحية وجاهدت في الشروع لبناء منظمات تدافع عن المرأة وتهتم بالأمومة والطفولة وكانت السباقة على مستوى الدول العربية في دخول السياسة والإجادة بها,وعلى الرغم من النتائج المتواضعة التي حصلت عليها في الانتخابات النيابية والتي لم تكن بالمستوى المطلوب ولم تلبي طموح المرأة الا انها استطاعة أن ترسل رسائل اطمئنان إلى المجتمع بأنها قادرة على الدخول في المعترك السياسي الحالي وتبوء المراكز القيادية في الدولة,وتلك كانت البداية  وان لم تكن موفقة في الحصول على المقاعد في تلك الانتخابات والإيمان بأدوات العملية الديمقراطية والاستفادة من دروس المرحلة ورفض حالة الانضواء الحزبي والكتلوي خلف الرجل وعدم الاعتماد كليا على نظام الكوتا الذي يجعلها جزء مؤطر من الإفرازات السياسية و الانتخابية وتكملة الأعداد في البرلمان بنسبة 25%100 من عدد المقاعد البرلمانية, على الرغم من انه استحقاق دستوري,وليس للأحد فضل فيه فجاء استجابة لضرورة كانت مغيبة نتيجة الظلم والحيف والتهميش والإقصاء الذي مورس ضد المرأة العراقية ولايمكن أن يكتب النجاح لعملية الديمقراطية بدون مشاركة المرأة, تداعيات هذا الترشح بينت أن المرأة استطاعة أن تستوعب وتوشر على مكامن الأخطاء التي رافقه العملية الديمقراطية منذ الانتخابات البرلمانية في عام 2005 والى حد الشروع في دخول الانتخابات في عام 2010 والى السنوات الاربعة التي تعيشها الان وسبب الإخفاق الذي تعرضت آليه في الانتخابات السابقة بسبب عدم الكفاءة وقلة الخبرة وعدم النضوج السياسي والاختيار على أساس درجة القرابة أو الانتماء الحزبي لعضوات البرلمان و عدم محاولة الرائدات في المجتمع المدني من احتواء هذه المشكلة والانفتاح علي أعضاء البرلمان وإيصال صوت المرأة والمطالبة بحقوقها وتفعيل دور لجنة المرأة في البرلمان, هنا يجب على المراة التفكير في كيفية الاستفادة من تلك ألاخطاء التي طافت على سطح المرحلة السابقة و لابد من تخطيها في هذه الانتخابات والكل يتحمل تلك الاخطاء ,وكون المراة صاحبت المشروع عليها تعبئة المرحلة بثقافة المراة الناخة لكسر اطار الكوتا والصعود بشكل مستقل واخذ دورها في صناعة الفرار.