23 ديسمبر، 2024 1:26 ص

المرأة العراقية بين الخطط والاستراتيجيات

المرأة العراقية بين الخطط والاستراتيجيات

إن الفجوة بين التمويل والاحتياجات آخذة في الاتساعو هذاالأمر يدق بالطبع ناقوس الخطر لأننا، كما يبدو، نتجه نحو نقصغير مسبوق في مبالغ التمويل الذي نحتاجه على الصعيد العالميهذا ما قاله المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤونالإنسانية ينس لاركيه مؤخرا .

و مع تقليص ميزانيات عدد غير قليل من المنظمات الدولية المختلفة التي تعمل في العراق وتوجهها للعمل في مناطق اخرى من العالم ( فضلا عن تركيز العاملة منها داخل العراق  على مناطق ومحافظات معينة  فقط ) ، تبدو الخطط التي وضعت من قبل الحكومة العراقية للنهوض بواقع المرأة تعاني من مشكلة التنفيذ على ارض الواقع ،فلا يخفى على المتابعين ان اغلب الخطط الموضوعة لقطاع المرأة في العراق تنفذ من قبل المنظمات الدولية المهتمة ،

فرغم تعدد الخطط والاستراتيجيات التي تم اطلاقها لتمكين المرأة العراقية  ،  الا ان هذه الاستراتيجيات   لم تخصص لها ابواب ضمنالموازنات الحكومية المتعاقبة  لغرض تنفيذها   مما جعل اثر  تنفيذمعظم  فقراتها ( في حال تنفيذها  ) غير واضح ، على تحسينوتعزيز ادوار المرأة العراقية .

وواقعا ومن خلال لقاءات مستمرة مع المهتمين بشأن المرأة في مجتمعنا هناك  شبه اجماع على ، أفضلية ان تكون هناك استراتيجية  تنطلق من سياسات مدروسة بعمق ، بدلا من تعدد الخطط .

فالفجوات الواقعية حول أدوار المرأة في تنمية المجتمع ما زالت كثيرة وبحاجة الى معالجتها  بطريقة متكاملة وخطة استراتيجيةطويلة المدى ممولة من قبل الحكومة المركزية ، مع رفع المستوىالاداري للجهات المعنية بتنفيذ هذه الاستراتيجية ودعم منظمات المجتمع المدني التي اثبتت جدارة في هذا المجال .

ان التشتت في الخطط  وتعددها  يعرض المنفذين الى عدم التركيز وبعثرة الجهود ، وعدم استمراريتها بما يضمن تحقيق نتائج واقعية  ، ولنا في معدلات العمل والبطالة التي اطلقها قسماحصاءات التنمية البشرية في الجهاز المركزي للإحصاء 2021  خيرمثال على ذلك حيث بلغت نسبة النشاط الاقتصادي في العراق للأناث

12.6 % فيما بلغت نسبة النشاط الاقتصادي للذكور 72.7% ، كما بلغت نسبة البطالة بين الذكور 10.9% ونسبة البطالة بين الاناث 31.0% .

هناك فجوة كبيرة بين الجنسين  ،( ورغم تعدد الاستراتيجيات التيتم اطلاقها على مدى سنوات ) وفي اهم المجالات التي يجب التركيز على تفعيل دور المرأة فيها ( مجال العمل الاقتصادي والتنمية )  ،هذه الفجوة تؤشر الى اهمية اعادة النظر في السياسات المتبعةوالخطط  الهادفة الى تعزيز دور المرأة العراقية .