19 ديسمبر، 2024 5:59 ص

تعودت أن تنطق كلماته ,وكلماته قليلة وجافة, لكنها هكذا تعودت او بالأحرى هكذا رُبيت فهو يمثل لها النقاء والحياة والوجود والحياء بمعناه الخلقي الرفيع ,وان صدرت عنه اشياء كثيرة لا تشير الى استحياءه أو حياءه لكنها هكذا تعلمت ان تعكس افكاره ولا تناقشها بل تنفذها فهو الآمر الناهي وهي الأمة المطيعة وفي هذا الشرف كل الشرف وان كانت اوامره تذبح انسانيتها فلا بأس ولا ضير فهو الولي وفي ولايته عليها تكتمل كرامتها وترتفع مكانتها.
ما كان يملك من حطام الدنيا الا القليل وبجهدها وبصبرها جعلت قليله كثير فارتفعت هامته بعد خفض وتوسعت دائرته بعد ضيق وكثر معارفه بعد انكار.
واراد…فكانت ارادته ان يكون من علية القوم واول ما احتاج اليه لإكمال الامر عباءة ثمينة غزلت خيوطها آناء الليل وأطراف النهار لتبدو على أكمل صفة ,اجتهدت لتنال نظرة رضا أو كلمة شكر أن اسعفها الحظ وابتسمت لها الاقدار.
………
لبس الشيخ عباءته وتوجه الى ناديه إذ ترتفع هناك اصوات محدثيه بأمور شتى يعاني اصحابها الفراغ فأول شرط للقبول في هذا النادي هو ان لا تكون عاطلا فحسب بل يجب ان تؤمن بعقيدة التكبر على العمل وتزدري اولئك الذين يعملون .فهويتهم المميزة وفكرتهم المؤكدة تتضمن شرط مفاده (يجب ان تكون متفرغا تماما للفراغ )الشيخ بعباءته جماعته وليس المهم حق يقول او باطل انما المهم ان تنفذ ارادته ويجلجل صوته والاكثر من هذا ان هناك من يعتبر نظرة الشيخ اليه منة ما بعدها منة هكذا هم يصورون له الامر وهم بين يديه لكنهم حين يخلون الى انفسهم يتناولونه بما شاءت ذواتهم الضعيفة من القول وينحلونه ما شاءت افكارهم السقيمة من صور.
واحدة فقط حقيقتها واحدة ونظرتها اليه واحدة ,لكنها اليوم بعيدة عنه إذ هي ماض قد انزوى وأمس قد انتهى فللشيخ اليوم زوجات أخر ينعمن بما لذ وطاب مما يجود به عليهن فتلك الواحدة الماضي الذي انزوى لم تعد تليق بمقامه الرفيع .
سفها لحلومهم وضلالة افعالهم …هكذا حكم الجهل والختل.

أحدث المقالات

أحدث المقالات