23 ديسمبر، 2024 11:42 ص

المذاق السياسي في همجية التاريخ العربي

المذاق السياسي في همجية التاريخ العربي

الشيعة ,, الرافضة ,, الصفويين ,,الامامية ,,الاثني عشرية الفرس ,,المجوس واسماء اخرى يطلقها البعض على الشيعة وأغلبها تحاول الانتقاص من هذا المذهب ومن يدخله وأغلب الاحيان يرمى الشيعي بأنه تابع لأيران وان ولاءه كله لولاية الفقيه هذه الثقافة التي ارتفعت مناسيبها في العقدين الاخريين ادت الى وضع عدائي بين الشيعة والطوائف الاخرى وخرجت للعلن فتاوى ونصح تحث على عداء الايرانيين والصفويين والشيعة الاثني عشر لأنهم فلرس ومجوس ..الصراع اليوم ويحق لي بقول الدامي بين المذهبين السني والشيعي صراع عقائدي سطحي لا عمق فيه ولو ان المتصارعين انتخبوا
علماء من الطائفتين وجلسوا على منبر واحد مشترك وتصالحا وتكاشفا على اساس القرآن والسنة والقرآن والعترة لبانت الكثير من الحقائق ولتوقفت الكثير من الخزعبلات ولتوقف الصراع وعاشت هذه الامة بسلام الاسلام كل على مذهبه وحسب حججه التي يسوقها للغير والاخر يحترم الاخر وكل راي محترم ولا ضغينة ولا حقد مدفون في دواخل القلوب ..
اليوم هذه الفكرة التي تروج لها دوائر محترفة لشق وحدة الصف العربي اتت أكلها وجائت بنتائج اقل مايقال عنها ايجابية لتلك الدوائر العدائية للأسلام والتي تحاول تفرقة المسلمين ووحدة صفهم وأخوتهم ,,ما يجري اليوم على الساحة الدينية ان العالم الاسلامي يعيش معسكرين معسكر شيعي ووطنه وقادته في السعودية ومعسكر شيعي ووطنه وقادته في ايران والحق ان هذا التوجه هو توجه مجحف بحق الاسلام ..ايران ولحد العام 1979 هي نفسها ايران في العام الذي نحن فيه الان دولة شيعية في عهد الشاه دولة شيعية وفي عهد الخمنائي هي دولة شيعية لكن السياسة هي التي قلبت الموازين
لوقت قريب عندما كان الشاه الشيعي يزور مصر تقف له الناس صفين من المطار حتى محل اقامته ويسير هو والرئيس السادات في مصر وترقص له النساء المصريات وتصفق له المارة والحال هذا مشابه لما يجري في السعودية عندما كان الشاه الاب والابن يزور السعودية تقام له الاحتفالات وهو رئيس شيعي ورئيس لدولة شيعية قاطبة وقافلة عن بكرة ابيها ,,هل تغير المذهب الشيعي اليوم ايران كانت دولة سنية ودخل التشيع لها في العام 1500 ميلادية تسعة قرون دولة سنية واصبحت دولة شيعية والقصة معروفة تتداولها الكتب والمواقع الالكترونية ,,
اليوم الحراك السياسي وهيمنة الفكر المتطرف السلفي والوهابي جعل من الشيعة اعداء وهؤلاء الشيعة ولاءهم ليس لوطنهم بل ولاءهم لأيران وهذا لايقبل النقاش ومحاولة الاقناع لغير العراق اليمن البحرين السعودية سوريا هذه الدول التي تمر بظروف سياسية عصيبة جعلت افكار التطرف منها دول مختنقة بعيدة عن الصف العربي وبعدت الشقة بين الاخوة وبين تلك الدول والدول العربية الاخرى صار صراع لا ينتهي وتقوده دولة السعودية بفتاويها وبرجالات ذات صوت مسموع ومقاطعة قوية لتلك الدولة ومد نفوذ التطرف فيها ما يجعل الوقوف على قارعة الاحداث تبحث عمن يقف معها في
محنة ليست ككل المحن ويبدأ الاتهام الموجه صريحا وطريحا لتلك الدولة مما جعل البعض منها يهرب الى حيث متنفسه ولو على حساب اسس كثيرة كاللغة والاخورة والقرابة والجيرة وهذا بالتأكيد مؤشر غير منضبط ووقح بأتجاه الطرفين عندما تجد ان اخا لك يمد بالمال والسلاح لقتلك أكيد يجعل منك مبتعدا عن ذالك الاخ فوجد هؤلاء الاخوة أن ايران اقرب لهم من السعودية ودول شقيقة أخرى وأحيانا غير متأسفين على تصرفاتهم وهي تدفع بهم باتجاه الخروج عن مدار كان ثابتا لقرون ومتعايشين في سراءهم وضراءهم كل هذا الذي يحدث في شق وحدة العرب جاء نتيجة أخطاء مرة تكون سياسية
غير مدروسة غايتها تحقيق نتائج ومصالح غير مضمونة ومرة أخرى نتيجة لهمجية تاريخية كان المسلمين يتعاطون مذاقها بتأثير سياسي ودافع ايضا شوفيني لكن من نوع أخر لتظهر اسماء تكتب للأمير والحاكم ما يريده وليس حقيقة مأخوذه من اصل الاسلام وسنة الرسول وأل بيته فظهر محمد عبد الوهاب وابن تيمية وابن قيم الجوزية وهم ينشرون افكار ارضاء السلطان ومحاولتهم ميل افكار الامة نحو اهداف تعسفية غايتها اقصاء الاخر الذي ربما هو مختلف معه ببعض الافكار التي لا تستدعي كل هذا الجفاء والنتيجة التي نعيشها اليوم أن الدول العربية قاطبة في تقاطع وأختلاف مستمر
في المصالح والافكار بل أنها اصبحت بعيدة عن الركب الحضاري واصبحت عبارة عن منجم من الذهب يستسقي منه الغرب اموالا متى ما يريدون وهم يرون أمه تركها الزمن وهي لا تتحرك نحو التطور وأختارت البقاء على حالها دون أن تأخذ دورها كأمة تستطيع ان تفعل الكثير وتؤثر في الوضع العالمي ولا تبقى مجرد رقم مهمل لا يحسب له حساب مجرد أمة تمتهن القتل والذبح وشراء السلاح والتكنلوجيا المتطورة وتسخرها في غير محلها ..
للأسف الشديد أن الوضع الحالي جعل الكثير من الدول التي كانت يوما تعتبر محط لأنظار العالم في وجودها ووضعت لها خطط لديمومتها نحو حالات السير في الركب العالمي اصبحت دول تعيش حالة الاحتراب الداخلي تعيش على اقتصاديات مفروضه عليها لا تستطيع ان تحدد حتى مصيرها متشرذمة,, مقسمة ,,خاسرة لكل عناصر الثبات والبقاء في بيئتها دولة واحدة مما جعل قادتها وسياسيها يذهبون بعيدا عن خيمة العرب وكل يبحث عمن يقف معه ويمده بمتطلبات الاستمرار والبقاء فأندفع بكل قواه ليحتمي ويطلب الحمايه ممن هو بعيد عنه لكنه وجد أنه لا يستطيع الاستغناء والابتعاد عن
مخططاته وايدلوجياته .
ومن هذه الدول العراق وسوريا اللتين كانتا في يوم ما لهم السبق في المنطقة اصبحتا دول تستعين بدولة ايران وتنتظر من ايران اكثر ما تنتظر من السعودية والدول العربية مساعدات او الوقوف بجانبهما ففضلا الابتعاد عن الاستجداء على ابواب الدول العربية على الارتماء بأحضان دولة ايران التي طغى على هذه العلاقة المذهبية قبل القومية وقبل الوطنية وقبل التاريخ .

[email protected]