23 ديسمبر، 2024 5:58 م

المدينة الطبية في الشطرة… مطالبات واستحقاق‎

المدينة الطبية في الشطرة… مطالبات واستحقاق‎

قضاء الشطرة الذي يغفو على نهر الغراف, والذي يشطره تاركا خلفه ضفتين؛ يقطنهما حوالي 273 الف  نسمة, الشطرة ومالها من تاريخ جهادي وثقافي واسع, وما رفدت به الوطن من عقول, ألا تستحق أن تكون كقريناتها؟! وأحسن, ليصوت على إنشاء مدينة طبية فيها!! والتي ستتوفر من ضمنها إنشاء مستشفيات عدة, وخاصة بأمراض كثيرة سادت في القضاء.

العدد السكاني الهائل في الشطرة, الذي أهلها لتكون ثاني أكبر قضاء في البلاد, يجعلها كذلك بحاجة إلى 250 طبيبا على أقل تقدير, وفي جميع الاختصاصات, على الرغم من إن واقعها يقول؛ بأنها تمتلك اقل من 50 طبيبا, وهذا يعني تحتاج إلى خمسة أضعافهم.

المدينة الطبية لو شيدت, ستوفر الآلاف من الدرجات الوظيفية التي ستشغل العاطلين من أبناء المدينة, كما وتساهم في عودة الأطباء الشطريين الذين يمارسون مهامهم الطبية, بعيدا عن مدينتهم التي يسودها أغلب الأمراض, حيث تشير إحصائيات إلى إن من كل 1000 امرأة, تعاني 5 منهن من أمراض سرطان الثدي. وان لكل 1000 شطري أطيب 5 بأمراض القلب وضغط الدم, وكذلك أطيب حوالي 10 من كل 1000 مواطن مصاب بالسرطان.

ذلك الرجل المسن المصاب بعجز كلوي, إلى متى يبقى جالسا, على كرسي المستشفى الوحيد في القضاء والمهيكل, منتظرا سيارة الإسعاف العائدة من مركز المحافظة, لتقله إلى المستشفى التخصصي هناك, وتلك العجوز التي تعاني من أمراض في قلبها المهموم, لم يتسنى لها الوصول إلى المستشفى, في المحافظة والذي يبعد عن منطقتها حوالي  50كم, ففارقت الحياة, وهي تشكو إلى بارئها قلة الاهتمام والتهميش.

الأراضي التي تشيد عليها المدينة الطبية متوفرة, حتى لو كانت من الأراضي التابعة للمواطنين, وعن طريق التبرع, كما ويأمل الشارع الشطري بهكذا مبادرة, حتى لو يدفعون نصف مبالغها, من خلال التبرعات, حيث توجد لجان مختصة ومستعدة لكل عمل, في سبيل إنقاذ مدينتهم من الأمراض التي تحاول التغلب على سكانها.

أمنيات محفوفة بالإصرار, على المضي فيما يتمنون, ليحققوا ما يبتغوا إليه, وهو تحقيق المدينة التي تصبوا إليها أنظار الآلاف من العوائل الشطرية, المصابة بأمراض عدة وخطيرة, لعلها تساهم في حل المشكلات, وتنقذ العوائل التي أصابها الحرمان لمرتين. والسلام.