7 أبريل، 2024 4:22 م
Search
Close this search box.

المديح والذم لرواية جي . دي سالنجر” الحارس في حقل الشوفان

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

” إرك لومازوف*

مقدمة
كانت مكتباتنا لا تخلو من الجلسات الأدبية لتلامذة الأعدادية , فتراهم تارة يكسرون منطق التواصل القديم المكبل بالمقاهي او الدوائرالحكومية , فيتجمعون بها على عمل ادبي يقرأونه بلا حدود كلآ حسب أستراتيجية قرائته , وتارة أخرى يتصدون فيها الى النقاد أثناء ذلك مستغلين المكان لتشكيل رأي أدبي إبستمولوجي بأعتبارهم قوى مضادة من دون أن يتبلور ذلك الرأي في نقاشهم , فيكشفون عن وجود حقيقة موضوعية سادت في حقبة تاريخية وكانت حاسمة في تطور الرواية بشكل خاص والادب بشكل عام , تلك هي العلاقات الدينية والاقتصادية بين الحكومات الغربية بشكل عام وبين النقاد بشكل خاص ودور هذه العلاقات في التطور التأريخي للثقافة والمجتمع في ضوء مفهوم النقد الفردي الذي فسروه على انه صراع ايديولوجيات يكون ضحيتها بالدرجة الأولى أدب الشعوب وتطور الفكر الإنساني.
أتذكرذلك في اخر دخول الى إحدى تلك المكتبات عندما كان أشتغالهم على رواية ” الحارس في حقل الشوفان ” , وعن طريق الصدفة أقتنصت آذاننا من أفواه نفر منهم وهم يتهامسون , زعمآ أن هناك تقليدآ للنقاد يجمعهم في جامع واحد وهو الكتابة عن الأدباء الكبار وبالأخص المقدمين على سائرالأدباء فحسب , مع الرغبة في ان يكونوا هم وحدهم الذين يمتلكون ادوات النقد من دون ان يكشف هؤلاء النقاد للناس وللعالم عن ادب الصغار وعن الصراع الذي يجابهونه في الحياة , فيتركونهم بلا مراجعة أو أحكام لنتاجهم الأدبي الملموس .
وتأسيسآ على ذلك فإن صغار الكتاب لايجدون من النقاد , كما يقول المثل العربي , بالبرد ضوء نار أو دفء موقد , ولا يرون بالقيظ ظل خيم منضّد , وكأن نتاجهم الأدبي لاينسجم مع أي نظام دعم من ادواتهم النقدية التي تحمل أسمائهم . وهذا بالطبع يشكل عائقا امام خط تطورهم حتى يختفي البعض منهم ويتسبب بأنحسار القدرة على التغيير بالمجتمع من ناحية لتنمو مراكز القوى التي تدور بأفلاك الحكومات جنبآ الى جنب مع الأيديولوجية التي يؤسسون لها , أما البعض الآخر فيضطر الى الهروب من التوابيت المعدة لهم إن تفوهه بكلام لاذع وإن كان عن قشرة البيضة التي ينتجها نظام دولتهم . فهل لنا او لهم من دليل على هذا الزعم ؟
المعروف أن النقد بوصفه جنسآ أدبيآ محرّكآ لتأريخ الأدب لا ينبغي أن يغلبه النوم , فهو يمنح صاحبه صفة المناضل فيحظى بالأحترام لدى النخبة من المجتمع ومنهم الأدباء لأن مهمته الأولى هي خدمة المجتمع وتطور آدابه والدوران على فلكها , ويتم ذلك بالإشارة الى أحسن الأدباء بيانآ وتبيينآ والى أحسن الفنانين تجربة والى أحوجهم إصلاحآ سواء كانوا كبارآ أم صغارا. لكن الشباب يزعمون ان في بلداننا العربية يتم إبراز الكبار في نقدهم وإهمال الصغار أو التكتم عليهم وهذا ينجم عنه عزلة وفصل في الكتابة وسببا في خلق فكر بيروقراطي أسفل ذلك ورؤية أن بين النقاد وبين صغار الكتاب منافرة , أي أنهم يرون الصغير لايضيف شيئآ يضاهي به أدب الكبير وكأن الكتابة عن الصغار ذلة كما كانت العرب في القدم ترى أن حلب الشَّاءِ من قعود ذلة وحلب الأبلِ وهم قائمين يعد فخرآ .
ويرى هذا البعض من الشباب الغاضب أيضآ , أن عدم النضوج الادبي لايقرره الناقد لوحده , لأن تقطيع السبك لأي قطعة أدبية وإن كانت فقيرة لكاتب لم يبلغ ضرس الكمال بالادب لا يفقر الناقد او يقضي على ديانته النقدية أو يفرّق شمل أدواتها , بل يرونه خروجآ عن ذلك النير البيروقراطي الذي عُنِّنوا به ورزحوا تحته فجمعهم في ذلك الجامع الأوحد بلا سعي الى مخالفته لبلوغ نظراء لهم في عالم الغرب وهم يتجمعون على رواية واحدة كتجمع النحل على العسل .
إذآ بيت القصيد ومثالهم في ذلك كانت رواية ” الحارس في حقل الشوفان ” أو ” ماسك الأطفال في حقل الشوفان ” للكاتب الأميركي جيروم ديفد سالنجر المستلهم عنوانها من قصيدة ” تعال عبر الشوفان ” Com’in Thro the Rye”” للشاعر روبرت بيرنز Robert Burns , فيرون أن الكاتب أنفق فيها وقتآ طويلأ في رصد التناقض بين القيم الأجتماعية التقليدية وقيم الشكل الرأسمالي السيء والمخالف المتمثل بسلوك الشخصية المحورية ” هولدن كولفيلد ” والعلاقة بينه وبين عالمه الذي يصفه بعالم الكبار المزيف الذي يحمل طابعآ مغايرآ لقيمه الأخلاقية , لذلك ينبغي ان يتجمع النقاد العرب على اعمال الكتاب الصغار بالقدر الذي تجمع به النقاد الغربيون على رواية كاتب مغمور كسالنجر .
إذآ كان صغار الكتاب يدركون أن جانبآ من النقاد قد تجمعوا في زمن نشر الرواية لمراجعة قطعها قطعة , قطعة وماتخفيه من جوهر ذلك العالم ليس لأن كاتبها بلا أساس أدبي كما كان معروفآ أو أنه حجر من أحجار الزاوية في الهرم الأدبي الأميركي , بل لأن مراجعة القيم الأخلاقية التي تطرحها الرواية , والتي هي قلب كل عمل أدبي , ودورها في توسيع التركيبة الأدبية للرأسمالية التي بدأت فيها المقدمات المادية بالنضوج في امريكا , بالمقارنة مع وتائر تطور الرواية في الحضارة الغربية , وصياغة وجه آخر وجوهر آخر علّهم يجدونه في روايته ومدى تناسبه طرديآ أو عكسيآ مع أعمال أخرى للكبار في مجال هذا الجنس من الأدب, كانت عملية بحث أدبي صرف في تقديم الأدلة عما إذا كان الكاتب سالنجر مازال يقبع في خانة الكتاب المغمورين ذوي النمط الشاذ الذين لايربطهم أي حبل سري مع اي صورة من صور القيم أم أنه تقدم نحو مرتبة أنضاد الأدباء ليستحق التكريم.
وحجتهم في هذا , لمن لايعرف هذا الجانب , ان هؤلاء النقاد كان لديهم شعار ادبي وقانون عام أظهرته لهم بالصدفة , كدليل يدعم رأيهم بعد سنوات طويلة , هذه المقالة المترجمة التي توخت أن يطلع القارئ عليه لتأليب النقاد في اي وسط أدبي آخر وإثارة حماسهم وأستنكار مايخالفه . ويعتبر هذا القانون المتفق عليه طوعيآ حافزآ قويآ للكاتب لكي ينهض بقامته الأدبية التي يقررها هؤلاء النقاد وتعويضه عن ذلك الوقت الذي أنفقه في عمل تلك الرواية وهو أيضآ السر في قوة الادب الغربي القائم على عمل النقاد , الذي يتم عن طيبة خاطر, المكافئ والضروري الحر لجهد الاديب وليس الابتعاد عنه , وتركه كنبات هامد , وعن حركة الادب في ذلك العصر . لكن هل صان سالنجر وجهه عن رد هذا الجانب من النقاد ؟
يتوضح هنا جليا من خلال المقالة المترجمة أن أحد أهم أسباب ثراء الادب الاميركي , هو تجمع النقاد على مختلف اجناسهم الادبية للمشاركة بنقد الرواية إستجابة لنداء هذا القانون الخفي وعلى رأسهم هارولد بلوم Harold Bloom في كتابه ” تأويلات هارولد بلوم النقدية الحديثة ” Bloom’s Modern Critical Interpretations الذي جمع فيه آراء كثيرة لنقاد تشاركوا بالتنبيه الى فحوى بنية الرواية من معاييرأدبية متنوعة تثير الانتباه بوضوح وتبعث على الاهتمام بغية تعزيز الفهم العام للرواية لدى القارئ والاجيال المتعاقبة وتشجيعهم بالحماس والرغبة لنشر الجديد من اجل ان يذاع بين الناس.
وعبّرالنقاد أيضآ أن رواية ” الحارس في حقل الشوفان ” الامريكية هي مثال آخر للكاتب الذي يعكس فيها قيمه الاخلاقية التي تندد بسخط بل وتفضح بأمانة السلوك المجتمعي المخيّب الذي ساد عالم الكبار. كما وأن الرواية تمثل وثيقة ادبية تكشف في أحد جوانبها عن مدى العلاقة بين الشباب المنحط والنسيج المجتمعي الأميركي المزيف في فترة الخمسينيات كما تراه شخصية هولدن كولفيلد . لكن هل قدم سالنجر من خلال شخصية هولدن قيمآ فاضلة للمجتمع كبديل ليقتدي بها ؟
يعتبرالتواصل بين النقاد وبين الكتاب المغمورين أمر مطلوب على أن يتم وفقآ للمقولة ” لا تهرف قبل أن تعرف ” , أي على الشباب ان لايقلق على استحقاقاته , إذ لا توجد لدى النقاد مهمة أخرى غير الدفاع عن الادب ومؤامرة الصمت عن الشباب هو امر مستبعد لديهم , ولكن توفر الشروط اللازمة بالعمل الأدبي وإنعكاس الفكر والقيم الإنسانية النبيلة كقضية يكرسها الاديب في كتاباته هي التي تخلق الحافز لدى النقاد ليقوموا بدورهم لنصرة ذلك العمل كما فعل البعض في مدح رواية سالنجر وحملته التي شنها على فساد المجتمع الاميركي .
لذلك فإن عمل النقاد هو إمداد وشهادة اعتراف توقظ حماسة المجتمع لتخصيص وقتا متسعا للمشاركة في تطوير الحركة الادبية الخاصة بهم وهذا هو الامر الشائع ليس في الوطن العربي فحسب , بل في بريطانيا وامريكا كنموذجين عن أوربا وهذا على الأغلب هو الذي اثار انتباه وتساؤل ذلك البعض من الشباب .
إن الدعوة الى قراءة نتاج الادباء الشباب لها دور كبير في اعلاء شأن المجتمع بالدرجة الأولى والإنسان بين الأقران بالدرجة الثانية , وتخلق في بادئ الامر مشهدآ يشبه الى حد بعيد وقفة أضياف ( = كتّاب) على ابواب النقاد يستفزون به أقلامهم ليقوموا بتقييم اعمالهم والتنبيه لأصواتهم لتكون على الدوام نقطة انطلاق ودفع متكرر للحركة الادبية الى الأمام بشرط أن تتقدم ذلك جودة العلاقة التبادلية المؤدّية الى فهم بواطن العمل الادبي وليست علاقة أضياف وقفوا على باب البخيل كما يراها الأخطل بقوله :
قومٌ إذا أستنبح الأضياف كلبهم …. قالوا لإمهم : بولي على النار
كان في معجم حياة هؤلاء الشباب كما يبدو , زيفآ ضروسآ وقد تجاوز سنه القانوني ومازال يوعد ويهدد المجتمعات في كل مكان , ونظرة الناس البسطاء للنقاد كانت منذ سنين ومازالت كنظرة السقيم الى وجه الطبيب , فلا أحد منهم أظهر سخطه بأنتفاضة كما فعل ميخائيل شولوخوف في روايته ” الأرض البكر حرثناها ” وسكوت فيتزجرالد في روايته ” غاسبي العظيم ” التي تبعث برسالة مفادها : بالعمل الشاق يمكن ان يتحقق الحلم الأمريكي في قيادة المرء من الفقر المدقع إلى الثراء , وهو أحد الجوانب الأساسية للهوية الأمريكية منذ بدايتها , وأن شخصية غاسبي العظيم هو رمز لذلك التحول ولفساد ذلك الحلم الذي لا يمت بصلة مع أي رؤية لبناء الحياة , بل لمجرد الثراء على حساب قيم المجتمع .

ولا أحد أبدى شفقة على مجتمعه ولا المجتمع الذي يعيشون فيه ازال ولو بشكل مؤقت اساطين النفاق واللصوص الذين طغوا وفتكوا بالحياة السياسية , بثورة شعبية تطيح بهم حتى أصبح المجتمع ملجأً لهؤلاء البغاة , وصار قول الحقيقة اشد قسوة من رصاص كاتم الصوت.
ولكن نحن لا نرى في رواية الحارس في حقل الشوفان إلا دعوة لتكريس الكذب والزيف والفساد في المجتمع الأمريكي لأنها لم تعط حلولآ ناجعة له , أما ابتهاج هولدن وهو يقف تحت المطر محدقآ الى أخته فوبي وقد غمرتها السعادة وهي تدور في فرارة الخيول إنما هو جوهر التغيير الذي قدمه سالنجر لشخصية هولدن فحسب بعدما كانت غاية بالكآبة ولاشيء آخر دون ذلك .
في فترة الخمسينيات من القرن الماضي كان المجتمع الأميركي رهنآ للظلم والزيف ايامآ وليالي تمخضت عنها روايات كثيرة إحداها رواية ” الحارس في حقل الشوفان ” , ولا عجب ان يكون لسان حال سالنجر هو شاب في السادسة عشرة وقد أستطاع ان يدرك ويتصدى لزيف لم تدركه شيوخ السياسة على مختلف الأصناف من العمر في تلك الفترة !
لكن أي زيف يراه هولدن كولفيلد وهو نفسه يمارس الزيف والكذب والفجور قبل بلوغه سن البلوغ ؟
في الجانب الثاني من النقاد نرى أنهم مالوا على سالنجر بالغضب والكلام القبيح وزادوا في مخاصمته على شدة نقده اللاذع لقيم المجتمع وإستثارة الشباب لتدور رحى التغيير على ذلك الزيف والجهل بالحياة كما يراه هولدن كولفيلد . لكن في مجتمع كالمجتمع الأميركي , هؤلاء هم أنفسهم أبناء النظام الرأسمالي والمدافعين عنه , وهم المترفون تحت سقوف قصوره التي تظللهم بظلالها , بل هم نتاج ذلك الزيف الذي يبلغ عنه هولدن فوجدوا أنهم أولى بالذود عنه و قمع كل صوت يبغضه .
إذآ هناك صنفان من النقاد : الأول , أندفع بكل أجتهاد بمقتبسات من الرواية يرومون بها تشكيل الأساس لذلك الدور الذي تضطلع به الرواية في الانتفاض على الزيف بكل انواعه , الأمر الذي دفع السلطات المعنية الى إصدار أمر بالحظر عليها كما فعلت بروايات اخرى مشابهة لأنها تجسد نوعا من انواع الديالكتيك المادي ولو بقدر , فضلآ عن كونها مطبوع ذو ثقافة شريرة يحث الشباب على النظر بالأساس الواقعي للمجتمع وتأريخه , وقراءة الجديد من المطبوعات للقيام بإنتفاضة من النوع الذي تفرضه المرحلة .
وهذا المسار يشبه الى حد بعيد المسار الذي حاربه اسلافهم عندما قامت صحيفة ” الإصلاح “THE REFORM” اليسارية في نيويورك في منتصف القرن التاسع عشر كلسان حال اتحاد العمال الاميركي الذي اقامه احد عناصر اليسار فيه إلا انها فشلت في تحقيق أهدافها بتخليص المجتمع من فكي الرأسمالية والديمقراطية المزيفة .
من وجهة النظر الأدبية , من المضحك ان لا نقول أن أغلب النقاد في الكفة الأخرى , هم من الصنف الثاني الذي يمثل القوى المضادة لأي حركة أو ثورة تنوير يقودها الأدب بشكل عام , ومن المؤكد أنهم ينتمون الى بعض الجمعيات الدينية المسيحية أو اليهودية المتطرفة التي يتعذر إحصائها التي لاتشجع على قراءة مثل هذه المطبوعات بدعوى أن قوى خفية بالمجتمع ينجم عن نشاطها المقوض لأسس الديمقراطية طباعة مثل هذه الكتب التي لايحتاجها الناس لأنها تدعو الى تغيير نمط حياة المجتمع , مع إنهم , أيضآ , يدعون الى اصلاح المجتمع ولكن من خلال تشجيعهم للمطبوعات التي تشيد بالمعتقدات الأناجيلية Evangelism أو التوراتية فحسب ومحاربة مايخالفها دون أن يدركوا أنها نفسها أنشأت بدعم غير مباشر من قبل أصحاب تلك الأسس وأمام أنظارهم لتؤدي دورها عند الحاجة كما فعلت الأمر نفسه مؤسسات حكومية في بلدان عربية من أجل دعم أنظمتها الشمولية .
لذلك تشكلت من الصنف الثاني قوى أخرى متمثلة بالنقاد الذين يعملون في الصحف كمراجعين للأعمال الأدبية , لكنهم يخضعون لسلطة الناشرين المنضوين تحت أجنحة تلك الجمعيات الدينية المتطرفة . هؤلاء مهمتهم مجابهة المنشورات التي يرونها مخيبة للآمال ولا تتناسب مع توجهات جمعياتهم وخاصة عندما يجدون مايبرر ذلك كسخرية الملحد هولدن من الرهبان وهو يتحدث مع صديقه آكلي الكاثوليكي Ackley في غرفة السكن والتطاول على السيد المسيح في مشاهد أخرى من الرواية .
هكذا هو الأمر إذآ , أصوات تتعالى في كل المجتمعات ضد الصراع المنحرف الذي يطفو على سطح المجتمع فيدعون الى تغييره من خلال دس لغة التغيير بين افراد المجتمع وتنبيههم بشكل خاص على خطورة مرحلة الطفولة والمراهقة كما يرونها قبل فوات الآوان , وهذا مافعله سالنجر في مخاطبة المجتمع الأميركي بلغته المحلية وبشكل مقصود .
من المعروف ان لكل امرئ مطمح ومن البديهي ان يدافع المرء عن مطمحه , ففي اكثر الدول برجوازية وقف الادب كرقيب واداة ضد المطامح الاميركية , فالكاتب سالنجر كناقد أيضآ , وظف هذا الدور لروايته لتقوم بدور التغيير في مظاهر النفاق والرياء وربما في نهج الطبقة العليا والمتوسطة الذين زاولوا هذه المظاهر.
وهو في الحقيقة لم يفشل في ذلك بل نجح في ضم جيل الشباب الى جانبه عندما هتفوا : كلنا هولدن كولفيلد ! ونقل الصراع ليكون أبديآ في ذهن مجتمعه وبالضد من هذا النمط من الزيف الذي تردد في حياة المجتمع الاميركي . الجدير أن نوضح هنا أن وقفة الشباب كانت مع رأي هولدن في رؤيته للمجتمع الأميركي المزيف وليس مع قيمه وأخلاقه وتتضح هذه الرؤية حين يجيب القارئ عن أسئلة المقدمة وفقآ لرؤيتها.
يتضح مما ذكرناه ويتبين أن الصنف الأول من النقاد ساهم في نمط من الأدب يدعو الى خلق مناخ توافقي فيما بينهم وكشف ببصيرة ثاقبة وتلازم واضح بالافكار عن الاستغلال والعبودية والحروب المفتعلة وما تمارسه الحكومتان الاميركية والبريطانية على سبيل المثال من استغلال وتحريم وانشاء الاحزاب والمنظمات والحركات الدينية , رغم مخالفتها للتعاليم الشرعية المسيحية , من اجل تقوية النظام الرأسمالي وتعبئة الشارع الغربي لخلق بيئة من الخوف والتردد في كتابة اي نصوص مخالفة لنوازعهم ومناحيهم الفكرية , ناهيك عن المافيات المتنوعة بعملائها التابعين لرجال السياسة الكبار, الذين يتعاطفون معها لتكون رديفا للرقابة على المجتمع لحفظ نظاميهما وتحقيق أهدافهما من خلال خنق وقمع وأستنكار وتجريف اي حالة للتغيير في اي نهج من سياستيهما كما فعلوا مع سالنجر .
لكن يبقى المناخ التواصلي المتسع في اوربا والعالم هو الكفيل بنهوض الكاتب أما اغفاله فيعني تهميش والغاء لاعماله الادبية في أي بقعة من الأرض . إذآ النشاط الأدبي والمعرفي يجب أن يتصاعد وصولآ الى إنتاج عمل أدبي مثالي ومبدع يجبر أدوات النقد , الخاصة بالمنظمات ودور النشر والصحف ذات النهج الآيديولوجي الإنتقائي الداعي الى الإصلاح زيفآ وكذبآ , على تفكيك هيمنتها وتحطيم المرآة التي تنظر بها الى نفسها لتشيح النظر بنظرات أخرى للدهشة والهزيمة والأفول .
هذا مارأيناه , وللقارئ إجتهاده فيما يراه !
نص المقالة المترجمة
منذ أن نشر جيروم ديفد سالنجر Jerome David Salinger في عام 1951 روايته ” الحارس في حقل الشوفان ” The Catcher in the Rye كعاصفة نارية للجدال والنقاش , خاض النقاد في القضايا الأخلاقية التي أثارها الكتاب والسياق الذي عرضت فيه. وأهم هؤلاء النقاد الذين ادلوا بآرائهم في المديح والذم هم : الفيلسوف والناقد الأميركي ولتر ماك ديفس Walter , A. “Mac” Davis ( 1942 – ) و الشاعر والكاتب المسرحي هارفي بريت Harvey Breit (1909 – April 9, 1968) والناقد شارلز كيغل Charles Kegel مؤلف كتاب ” المكتوم في رواية الحارس في حقل الشوفان ” Incomunicability in Salinger”s ” The Catcher in the rye ” والناقد ولتر كود مان Walter Goodman ( 1927-2002)وعالم النفس الأميركي روبرت كولز ( (1929- Robert Coles ونقاد آخرين.

البعض ناقش حكاية سالينجر بأعتبارها حالة آسرة ومتنورة عن الإنسان , لكنها محبطة بشكل لا يصدق. فالمعارك النفسية للشخصية الرئيسية للرواية ، هولدن كولفيلد ، أتاحت الأساس للحجة النقدية. كما وإن تدمير كولفيلد ذاتيًا على مدى أيام يدفع بالمرء على التفكير مليآ في موقف المجتمع تجاه وضع الإنسان الأجتماعي . إن تصوير سالينجر لـ هولدن ، المتضمن حوادث الاكتئاب والانهيار العصبي والإنفاق المتهور والتحري الجنسي والابتذال وغير ذلك من السلوك غير المنتظم ، يعزى إلى طبيعة الرواية الجدلية . ومع ذلك ، لم تكن الرواية بلا مناصرين من أصحاب الذهن الحاد ، الذين يحاولون ان يبرهنوا بأنها نظرة نقدية على المشاكل التي واجهت الشباب الأمريكي في فترة الخمسينيات.
لتطوير رأي شامل للرواية ، من المهم النظر في جانب المدح والانتقاد لها , فعند دراسة أي قطعة أدبية ، من المفيد ملاحظة الخلفية التاريخية للقطعة والوقت الذي كُتبت فيه. فقد تم نشر قصتين قصيرتين للكاتب سالنجر “أنا مجنون” و “تمرد طفيف قبالة ماديسون” “I’m Crazy” and “Slight Rebellion off Madison,” في الصحف الدورية خلال الأربعينيات من القرن الماضي ، وعرضت هولدن كولفيلد ، وهي الشخصية الرئيسية لـرواية الحارس في حقل الشوفان The Catcher in the Rye. ثم تم تنقيح كلتا القصتين القصيرتين لينضما لاحقًا في رواية سالينجر. وتمت كتابة رواية The Catcher in the Rye بأسلوب أدبي مشابه للنثر ، وتم تعزيزها باللغة العامية الخاصة بالمراهقين في تلك الفترة .
هناك اعتقاد شائع بأن الكثير من نظرة هولدن كولفيلد الصريحة للحياة تعكس القضايا ذات الصلة بشباب اليوم ، وأستمرار استخدام الرواية كمصدر تعليمي في المدارس الثانوية في كافة أرجاء الدولة ( ديفس ) .
الخطوة الأولى لمراجعة انتقادات الرواية هي دراسة المؤلف نفسه. فقبل كتابة روايته كان سالنجر ذو منزلة بلا أساس أدبي ، فهو لسنوات كتب بلا إشعار من النقاد أو الجمهور العام. وكانت رواية الحارس في حقل الشوفان بمثابة خطوته الأولى في ساحة اللعب الأدبية. هذه المنزلة الأولى ، ككاتب جاد ، ونوع فريد تقريبًا للمخبر الحر غير المرتبط بمدرسة أو أكثر من النقاد ، كما هو الحال مع العديد من معاصريه وهذه القدرة على الكتابة بحرية ومكانته باعتباره نكرة في العالم الأدبي , كانت أعظم أصول سالينجر, على العكس من دراسة عقله وخلق العظمة له . ونحن بدلآ من ذلك راضون لملاحظته على حقيقته : ” فنان ماهر ومهني بشكل جميل يمنحنا فرصة الفهم , سريع ، نصف مسلي ، ولمحات نصف مخيفة عن أنفسنا ومعاصرينا ، يواجهنا بها بصور المرآة الرائعة “(ستيفنسون).

الكثير من السمعة التي أكتسبها سالينجر بعد نشر روايته The Catcher in the Rye ، مستمدة من المراهقة والبلوغ برؤى عميقة ومتعاطفة ، ومن استخدامه للرمزية ، وأسلوبه الاصطلاحي ، مما ساعد في إعادة تقديم المصطلح المألوف إلى الأدب الأمريكي. في حين أن الأبطال الشباب لقصص سالينجر (مثل هولدن كولفيلد) جعلوه مفضلاً لفترة طويلة لجماهير المدارس الثانوية والجامعات ونصّبوه ” متحدثآ باسم الأهداف والقيم لجيل الشباب خلال فترة الخمسينيات ” (ديفيس ).
تم حظر رواية The Catcher in the Rye باستمرار في المدارس والمكتبات ومحلات بيع الكتب بسبب الألفاظ النابية والموضوع الجنسي ورفضها لبعض المُثل الأمريكية التقليدية.
عكس روبرت كولز Robert Coles رأيآ نقديآ عامآ للمؤلف عندما وصفه بأنه “كاتب أصيل وموهوب ، وفنان رائع ، ورجل خالٍ من الشعارات والكليشيهات التي توقع البقية منّا فريسة لها” ( ديفيس عن كولز ).

من الواضح أن القدر الأكبر من الثناء والنقد فيما يتعلق بأي رواية أو قطعة أدبية يأتي من القراءات النقدية المنشورة. فعندما يتم نشر رواية أو أي قطعة أدبية في الولايات المتحدة ، يتدفق النقاد من الصحف والمجلات ومصادر أخرى مختلفة لتفسير الكتاب ونقد أسلوبه. وينطبق الشيء نفسه على رواية سالينجر. فقد انتقد قرّاء الكتب المشهورين reviewers من جميع أنحاء أمريكا روايةThe Catcher in the Rye ، ومنحوها كلا من الثناء والنقد بمستويات مختلفة. وعلق كل قارئ نقدي ( مُراجع ) على أجزاء مختلفة من الرواية ، من السخرية لهولدن إلى شذوذ السيد أنتوليني جنسيآ. وتم التهام الرواية ، كأي رواية أخرى ، وانتزاعها قطعة قطعة. لذا فإن دور الباحث هو تحليل المُراجعات المختلفة لهؤلاء النقاد وتطوير الفهم الواضح للرواية.

يتعامل أحد أكثر الانتقادات انتشارًا مع رواية The Catcher in the Rye بالمراهقة والطبيعة المتكررة للشخصية الرئيسية ،هولدن كوفيلد Holden Caulfield. فقد علقت آن غودمان Anne Goodman : في سياق رواية طويلة كهذه ، قد يتعب القارئ من شخصية مثل هولدن. وأضافت : ” أن هولدن لم يكن حساساً للغاية ومدركاً كما ظن هو نفسه ومبدعه “. ولاحظت أيضًا أن شخصية هولدن تتمحور تمامًا حول الذات لدرجة أن أي شخصية أخرى تجولت في الكتاب ، باستثناء أخت هولدن ، فيبي ، لم تكن ذات أصالة على الإطلاق.
وكتبت كودمان عن رواية سالينجر تقول : أن “The Catcher in the Rye هي جولة رائعة في القوة ، ولكن بموهبة لا يمكن إنكارها لكاتب كسالنجر يتوقع منها المرء الشيء الكثير . في الحقيقة كانت لدى غودمان فكرة أن هولدن كان شيئًا لشخصية تطورت بإفراط . فقد وصف نفسه في وقت مبكر من الرواية ، ” وبآلة تسجيل ” لا تخطئ ، وبقي في شخصية صارمة طوال مسار الرواية . إلا أن سالينجر فشل في روايته بمعالجة الشخصيات الأخرى بقدر من التفاصيل كما فعل مع شخصية هولدن. ويرجع ذلك بشكل جزئي إلى حقيقة وهي أن هولدن يروي قصته الخاصة ، وكذلك إلى فكرة أن القصة التي رواها هولدن كولفيلد لن تصف الآخرين أبدًا ، لأنه يتحدث عن نفسه فحسب .

أما القارئ النقدي ( المُراجع ) جيمس ستيرن James Stern من صحيفة نيويورك تايمز فقد أنتقد رواية سالينجر من خلال ضم أسلوب هولدن في الكلام في مراجعته. حاول ستيرن تقليد هولدن باستخدام جمل قصيرة غير مكتملة وبأفكار غير متطورة: “هذه هي الطريقة التي تبدو لي بها الرواية ، قالت هيل (صديقة المؤلف) : أنها ذهبت بعيدًا مع هذا الكتاب المجنون The Catcher in the Rye. ماذا أخبرتك ، قالت في اليوم التالي , هذا سالينجر ، رجل يكتب القصة القصيرة وهو يعرف كيف يكتب عن الأطفال. ومع ذلك ، فالكتاب طويل جدًا ويثير أنواعآ رتيبة. وكان عليه أن يقتطع الكثير من أنواع تلك العبارات المتقطعة في تلك المدرسة المتعثرة. إنهم يحبطونني , وهم حقآ يفعلون ذلك و سالينجر هو الأفضل مع الأطفال الحقيقيين , وأعني الشخصية مثل فيبي ، أخته الصغيرة ذات الشخصية. وقالت هيل أن هولدن وفيبي الصغيرة يقتلونني , وهذا الجزء الأخير عنها وهذا السيد أنتوليني ، الرجل الوحيد الذي اعتقد هولدن أنه يمكن أن يثق به ، والذي لم يبدِ أي إهتمام به ، والذي أصبح غريبًا – هذا مروع وأقسم أنه كذلك .

كان هدف ستيرن في هذه المراجعة هو نقد الرواية لطولها وطبيعتها الكئيبة. ورأى أن رواية حارس الشوفان محبطة للغاية , إذ لا يسترد القارئ فيها أي قيمة. ومع ذلك ، امتدح ستيرن الكاتب عندما علق على قدرته بالكتابة عن الأطفال. هناك قصص قصيرة أخرى لسالنجر ، مثل “يوم مثالي للموز” “A Perfect Day for Banana fish” و “فراني وزوي” “Franny and Zooey,” ، تدور أيضًا حول الأطفال والمراهقين.
جادل البعض من النقاد بأن شخصية هولدن غير منتظمة وغير موثوقة ، لأنها تمتلك العديد من قيم الطبقة المتوسطة التي يدعي رفضها. ومع ذلك ، أشاد المعلقون بالفكاهة الساخرة للشخصية الرئيسية ، و “براعته التقنية” ، والاستهزاء الماهر للكلام اللفظي من قبل سالينجر.
وعلق هؤلاء النقاد على بنية الرواية بأنها تجسد حالة غير مستقرة لعقلية هولدن . وعلّق القاص الاستير بيست Alastair Best قائلاً : “هناك بنية كلاسيكية جوانية صلبة تقريبًا لسردية غير مترابطة لهولدن . ويبدو النمط , أيضًا , عفويآ ؛ ومع ذلك يندهش المرء لمقدار الجهد الذي بُذل في تلك الجمل المنحوتة ببراعة” (ديفيس).
أتخذ حقل كبير من النقاد نظرة إيجابية بحق الرواية في وقت نشرها عام 1951 . فعلى سبيل المثال ، علق المُراجع في صحيفة شيكاغو تريبيون الشاعر بول إنجل (1908 – 1998 )Paul Engle أن القصة كانت “عاطفية دون أن تكون رقيقة ، ومثيرة دون أن تكون ميلودرامية ، وصادقة دون أن تكون فاحشة ” . وكتب أيضًا عن أصالة شخصية هولدن ، بأن فكرة صوته كان نموذجيًا لمراهق ، ولم يكن أبدآ طفوليًا أو مكتوبًا لهذا المستوى من العمر.
وأشاد بالكتاب مشيرا أنه ليس مجرد سرد آخر للمراهقة ، مليئا بالأفكار العامة عن الشباب والنضوج. وقال أيضآ : “لقد بُذل جهد لجعل النص ، الذي أبلغه الصبي نفسه ، دقيقًا ولكنه مبتكر قدر الإمكان. وفي هذا ، نجح إلى حد كبير” . وردد الكثيرون وجهة نظر إنجل .
إن رواية The Catcher in the Rye ليست مجرد رواية قادمة مع التقلبات والمنعطفات المعتادة ، بل هي قصة فريدة لطفل فريد من نوعه. ومن النادر أن تجد شخصية ، حقيقية أو وهمية ، مبهرة وجذابة مثل شخصية هولدن كولفيلد.
كما كتب إنجل : “القصة جذابة وقابلة للتصديق , مليئة بالملاحظات الصحيحة والبصيرة الحادة ، وهي نوع من الإدراك الرائع عن : كيف يستطيع فتى أن يخلق عالمه الخاص من الخيال والصياغات اللغوية الحية” .
بشكل عام ، يرى النقاد أن الرواية هي صراع هولدن الميلودرامي من أجل البقاء في عالم الكبار ، وهو انتقال كان المفروض أن يقوم به أثناء سنواته في المدرسة الإعدادية. وسيشيربعض النقاد إلى حقيقة أن هولدن قد طرد من ثلاث مدارس إعدادية في بنسلفانيا ، ليستخدم تلك الحقيقة لترمز إلى أنه لم يكن جاهزآ في الواقع لمرحلة البلوغ (ديفيس ) .
وعلق ديفيد ستيفنسون قائلاً : إن الرواية كُتبت ” كما ورد بتعليق الصبي , نصف مضحكة ، نصف مؤلمة ، وتتعلق بمحاولته لإستعادة هويته وآماله في لعب دور رجل مدينة في عطلة نهاية أسبوع ضائعة ومأساوية جزئيآ ومحمومة بالتأكيد ” .
المعلق تشارلز كيغل علق على الرواية أنها يمكن أن تقرأ وفقآ لشخصية هولدن ” سعي للتواصل مع زميله الرجل ” , والمتكلم الأول للبطل بعد مصداقية السرد الذي يشير الى أنه كان ناجحآ في سعيه ” .
على الرغم من أن معظم النقاد يعتبرون الرواية مأساة ، إلا أن البعض وجدوها مضحكة وذكية . وإن استخدام أحداث شبيهة بشابلن تفيد على إبقاء القصة تحوم في تناقض بين الكوميديا ​​والمأساة , أينما تقترب الشخصية من نقطة اللاعودة في رواية سالينجر ، وذلك عادةً عن طريق الكوميديا ​​(ستيفنسن).
لاحظ آخرون أن أكثر الفكاهة في الرواية تأتي من مفاهيم هولدن الخاطئة عن مرحلة البلوغ. ففي مثال لعلاقة هولدن مع زميل المدرسة القديمة ، لوس. ظهر أن الرجل رغم كبر سنه أكثر خبرة من هولدن ، ولكن ليس ناضجًا كما يعتقد هولدن. فبعد فشل محاولة التواصل مع لوس ، يهرب هولدن إلى فيبي ، الشخص الوحيد الذي يثق به تمامًا (ديفيس).

لاحظ الكاتب المسرحي صاموئيل ناثانيل بيهرمان S.N. Behrman (1893-1973) كذلك , أن حرفية وبراءة وجهة نظر هولدن في مواجهة حقائق الحياة المعقدة والمفسدة تصنع للفكاهة بالرواية: مساومات غير ودية مع سائقي سيارات الأجرة ، ومحادثات تافهة مع عاهرة في عجلة من أمرها ، مناقشة فكرية مع رجل أكبر منه بضعة سنوات ، وموعد مرح صاخب تمامًا مع سالي هايز الصديقة العجوز .
الفكاهة في شخصية هولدن تأتي من تواصله مع العالم الخارجي. أما براءته ، من وجهة نظري ، فهي شغفه للاستقرار والديمومة ، تجعله شخصية مأساوية ومؤثرة ، قادرة على جعل الفعاليات الكئيبة على السطح تبدو مضحكة وسخيفة تحته .
أحد أكثر الطرق شيوعآ بإنتقاد رواية The Catcher in the Rye هي من خلال مقارنة شخصية هولدن كوفيلد مع شخصيات أدبية أخرى. وغالبًا تجري مقارنة الرواية بأدب الفترة التقليدية ، لا سيما رواية ” مغامرات هكلبيري فن ” لمارك توين Adventures of Huckleberry Finn . ميزة كلا العملين , أن ساردين ,ساذج ومراهق يهرب ، كلاهما يعلّقان على مشاكل عصرهما ، وقد تم حظر كلتا الروايتين أو تقييدهما بشكل متكرر (ديفيس).
لاحظ الكاتب والناقد الأدبي جون الدريدج John W. Aldrige أن كلا الروايتين هما : “دراسة في التشرد الروحي ، والإنضمام للشباب هي طريقة واحدة للجميع ، من البراءة المقدسة إلى المعرفة التي يقدمها العالم ، من الواقع الذي يتطلب الوهم ويعتقد أنه يراه إلى الوهم الذي يصر عليه الواقع عند نقطة الجنون ، ونحن نتخذ له شكلا “.
كتب الشاعر والكاتب المسرحي والمُراجع في جريدة نيويورك تايمز هارفي بريت Harvey Breit ( 1943-1957) عن مكتبة مجلة أتلانتك The Atlantic Bookshelf عن هولدن كولفيلد: ” ( إنه ) هاجمني بصفتي حضريًا ، بشخصية هك فن Huck Finn المزروعة. لديه عامية وسمت به كوسمة هك Huck.. مثل هك Huck , وهولدن ليس هزليًا أو مكرهآ للبشر إنه مراقب على العكس من هك Huck ، فهو يصدر أحكامًا بالعشرات ، ولكن هذه لا تؤخذ بجدية ؛ فهي أوهام . هناك هزل مشترك بينهما ، وخاصية خلق مهزلة عند مشاهدة ذلك “.

من الممكن , نظريًا , إجراء دراسة كاملة لشخصية ما تقارن بين هولدن وهك. إذ كلاهما من المراهقين وهاربين من المجتمع ، يسعون للاستقلال والنمو والاستقرار في حياتهم.
شخصية أخرى تم مقارنتها مع هولدن كولفيلد ، ولو بدرجة أقل من Huck Finn ، وهي هاملت. مثل هاملت ، كما كتب تشارلز كيغل : هولدن “رجل حزين وعابس ” ، منزعج من الكلمات التي تبدو صحيحة فحسب ، لكنها مزيفة تمامًا في الواقع . الصدق والإخلاص الذي لا يستطيع كما يبدو لهولدن أن يجدهما في الآخرين يحاول ان يصونها داخل نفسه.
غالبًا ما يشير هولدن إلى استخدام كلمة “حقًا” لتأكيد حقيقة أن شيئًا ما هو حقيقي ، ليثبت للقارئ انه نفسه لم يصبح مزيفآ . غالبًا ما يشعر هولدن بالحزن بسبب إدراك يقتضي به أن يكون هو أيضآ مزيفآ ليحيا في عالم الكبار. ما يتعلق بصيغة “سعيد أني التقيت بك” المنافقة ، فيعلق عليها “إذا أردت البقاء على قيد الحياة ، فعليك أن تقول هذه الأشياء ، وإن كنت ذا نفوذ “.

من خلال دراسة مراجعات رواية The Catcher in the Rye يتضح أن معظم النقاد يستمتعون باختيار شخصية هولدن كوفيلد بشكل منفرد ودراسة كل فعل من افعاله واساس ذلك الفعل . لقد ذهب مراقبو الرواية إلى أبعد مدى للتعبير عن آرائهم حول بطل سالينجر. البعض يعتبر هولدن متعاطفًا ، والبعض الآخر يعتبره متغطرسًا ، لكن أغلبهم يجدونه مسليًا تمامًا.
في مراجعتها لـرواية The Catcher in the Rye لـصحيفة نيويورك هيرالد تربيون New York Herald Tribune ، علقت فيرجليا بترسون Virgilia Peterson على براءة هولدن كولفيلد فكتبت بيترسون : أن هولدن كان إلى جانب الملائكة ، على الرغم من تلوثه بالابتذال والشهوة والأكاذيب والإغراءات والتهور والتهكم. وكتبت: “لكن هؤلاء مجرد شياطين تختبره خارجياً ، لكن روحه في الداخل سليمة”.

لا يميل هولدن بالضد مع العالم البالغ برمته ، لأنه يعرف أن البعض من المواطنين المحترمين لا يزالون باقين ، ولا يكره أسوأ معاصريه ، لكنه في الغالب يكره تركهم. وعلق بيترسون قائلاً: “بالنسبة لهولدن كولفيلد ، على الرغم من كل الواقعية التي أفتُرض أن يصور بها ، فهو مع ذلك مثالي حساس ” , فضلآ عن ذلك ، كتب بيترسون أن سالينجر يتحدث عن نفسه وكذلك عن بطله عندما يقول هولدن للصغيرة فيبي: “أستمر في تصوير كل هؤلاء الأطفال الصغار وهم يلعبون بعض الألعاب في هذا الحقل الكبير من الشوفان . الآلاف من الأطفال الصغار ، و لا أحد في الجوار – أعني لا أحد كبير – عداي أنا . وأنا أقف على حافة بعض صخور جرف مجنون. ما يجب أن أقوم به ، هو أن أمسك كل شخص إذا بدأوا في تجاوز حافة الجرف. أعني إذا كانوا يركضون وهم لا ينظرون إلى حيث يذهبون فأخرج من مكان ما وأمسك بهم … سأكون الماسك في الجاودار فحسب … “( Salinger) .

هولدن كولفيلد في جوهره شخص جيد عالق في عالم سيئ. وهو يحاول أن يجعل حياته أفضل ، على الرغم من خسارته تلك المعركة بالنهاية . حيث أنه يهدف إلى الاستقرار والحقيقة ، وعالم البالغ لا يمكن أن ينجو من دون إرجاء وأكاذيب. إنها شهادة على براءته وروحه اللطيفة أن هولدن سيضع سلامة الأطفال ورفاههم كهدف في حياته. وهذا يفيد على إعادة تكرار حقيقة أن هولدن هو شخصية متعاطفة فحسب ، وهو شخص ذو قيم أخلاقية عالية أضعف من أن ينأي بنفسه من موقف صعب.
في مراجعة له في مجلة ” نيويوركر ” The New Yorker ، القى صاموئيل ناثانيل بهرمان ايضا نظرة فاحصة على شخصية هولدن , فوجده كثير الانتقاد لنفسه ، بالإشارة اليها في كل مرة ككاذب رهيب ، ومجنون ، ومعتوه. إن هولدن سيق الى الجنون من خلال الزيف وهي فكرة تحت غطائها يتحرك بنفاق ، وخداع ، وظلم ، وقسوة ، والكثير من ذلك . إنه قلق غريب ، وفي الغالب شخص ينتقل إلى الشفقة تمامآ . كتب بهرمان: ” الرجال البالغون يجدون أحيانآ بذاءة الحياة المزينة أكثر مما ينبغي بالنسبة لهم ، فيتركون هذا العالم بشكل لايليق ، لذا فإن حقيقة صبي غامر في السادسة عشرة من العمر ينبغي أن لا يكون مفاجئًا”. ووصف هولدن أيضًا أنه فضولي وحنون ومثالي أخلاقي حقيقي , يأتي موقفه من الكره الشديد للنفاق.
تبدأ الرواية في عيادة الطبيب ، حيث يتعافى هولدن من مرض جسدي وانهيار عقلي . وفي معركة هولدن مع سترادليتر Stradlater ، زميله في الغرفة ، يكشف عن مُثله الأخلاقية: إنه يخشى الدوافع الجنسية لزميله ، ويقدّر الأطفال لإخلاصهم وبراءتهم ، ويسعى لحمايتهم من مجتمع الكبار المزيف. أما جين غالاغر Jane Gallagher وألي Allie ، الأخ الأصغر لهولدن الذي توفي في سن الحادية عشرة ، فيمثلان الرموز الصالحة الخالدة (ديفيس).
إقتباس من تشارلز كيغل يلخص كما يبدو بشكل كافٍ مشاكل هولدن كولفيلد: ” أنه مثل ستيفن ديدالوس Dedalusفي رواية جيمس جويس James Joyce صورة الفنان في شبابهA portrait of the artist as a young man ، في بحثٍ عن الكلمة. مشكلته واحدة من وسائل الاتصال : كمراهق ، إنه ببساطة لا يستطيع الاتصال بعالم الكبار المحيط به ؛ وكمراهق حساس ، لا يمكنه الاتصال بالآخرين من عمره” .
عندما يفكر النقاد في شخصية هولدن كولفيلد ، يشير العديد منهم إلى مشهد الذروة الروائي في الرواية ، حين يراقب هولدن فيبي وهي تركب اثناء المطر فرارة الخيول الدائرية في وسط المتنزه ووهمه بحماية براءة الأطفال يتناثر رمزيآ . يعتبر النقاد هذه الحلقة بمثابة انتقال هولدن إلى مرحلة البلوغ ، لأنه على الرغم من أن المستقبل غير مؤكد ، فقد مكنته علاقاته القاسية مع الماضي الميت من قبول البلوغ . ولاحظ جيمس بريان James Bryan : ” إن الثراء في روح هذه الرواية ، وخاصة الرؤية والشفقة وروح الدعابة للسارد تكشف عن عقل أكثر صحة بكثير لصبي تحمل أحداث القصص . فمن خلال روايته للقصة ، أعطى هولدن شكلاً لها ، وبالتالي تمكن من السيطرة على ماضيه المضطرب “(Davis).
في نقده لرواية ” الحارس في حقل الشوفان ” لاحظ بيهرمان Behrman أن بطل وبطلة الرواية ، شقيق هولدن الميت آلي Allie و جين كاليكر ، لا يظهران فيها أبدًا ، لكنهما دائمًا في ذهن هولدن ، وكذلك شقيقته فوبي . هؤلاء الأشخاص الثلاثة يشكلون الإطار العاطفي الدلالي لهولدن – والقارئ يعرفهم أفضل من الشخصيات الأخرى التي يواجهها هولدن ، الذين هم عموما شخصيات غير اساسية ، باستثناء فوبي .
وعندما سؤل جون الدرج عن تعليق أخير حول شخصية هولدن كولفيلد ، بيّن أن براءة الشخصية الرئيسية كانت مزيجًا من ذكاء مديني وازدراء صبياني وعاطفة نيويوركي. لذلك فالتحدي الوحيد الذي خلفته هو التحدي الخالي من الرياء ، والإنسان الاصيل ، في عالم فقد كل وسائل التجربة و الحب.
واحدة من أكثر النقاط إثارة للإهتمام في شخصية هولدن ، المتعلقة بعدم قدرته على التواصل فترة طويلة ، هي نيتة أن يصبح أصمًا. لذلك نفر من خلال الزيف المحيط به ما جعله يرغب بعدم التواصل مع أحد ، وفي مقطع مليء بالرؤية الشخصية يتأمل التراجع مع نفسه : “كنت أظن أنني أستطيع الحصول على وظيفة في محطة تعبئة في مكان ما ، أضع الغاز والنفط في سيارات الناس. لم أكن مهتمآ بأي نوع كان من العمل . رغم أن الناس لا يعرفونني ولا أعرف أي أحد . ظننت أن ما أفعله كان , أني سأتظاهر أني كنت من هؤلاء الصُمّ – البُكمّ . وبهذه الطريقة لن أضطر إلى إجراء أي محادثة غبية تافهة مع أحد . فإذا أراد أي شخص أن يخبرني بشيء ، فعليهم كتابته على قصاصة من ورق ويدفعونها إليّ .
سيشعرون بالملل كالجحيم بعد فترة وهم يفعلون ذلك ، بعدها سأنتهي من إجراء المحادثات لبقية حياتي. سيعتقد الجميع أنني كنت مجرد لقيط أصم- أبكم وسيتركونني وحدي … سأطبخ كل طعامي ، وبعد ذلك ، إذا كنت أرغب في الزواج أو أي شيء من هذا القبيل ، سألتقي بهذه الفتاة الجميلة التي كانت صماء- بكماء أيضآ ثم نتزوج . ستأتي وتعيش معي في مقصورتي ، وإذا أرادت أن تقول لي شيئآ ، فعليها أن تكتبه على قصاصة من الورق ، كأي شخص آخر “(سالينجر).
عدم قدرة هولدن كولفيلد على التواصل مع الآخرين تم تمثيلها كذلك بشكل رمزي في مكالمات هاتفية غير مكتملة ورسائل غير مسلمة تظهر خلال الرواية. . . ففي خمسة عشر مناسبة منفصلة ، يحصل هولدن على دافع بالتواصل عبر الهاتف ، لكن تم اكمال فقط اربع مكالمات هاتفية مع ان نتائجها متعثرة (كيغل ).
الخطوة الأخيرة في التحليل النقدي لـلرواية , هي النظر إلى ما حدث في نهايتها أو قرب أنتهائها . كتب جون الدريدج John Aldrige أن هولدن ، يبقى بالنهاية كما كان في البداية ، عيّاب غير هيّاب و أعمى . أما بالنسبة للقارئ ، فهناك تطابق ولكن بلا بصيرة ، وإحساس ” بالرثاء من غير مأساة”. قد يكون ذلك نيّة سالينجر ، إذ لا يمتلك عالم هولدن إنسانية كافية لجعل البحث عنها ممكنًا بشكل مثير .
نقاد اخرين تبنوا وجهة نظر أكثر تفاؤلاً بقليل لخاتمة الرواية. فعلى سبيل المثال ، لاحظ بيهرمان أن هولدن يدرك أن الأشياء لن تبقى كما هي ؛ فهي تتلاشى ولا يسمح لنفسه بالتصالح معها. وليس لديه المعرفة لتتبع انهياره أو لديه وضوح عقلي لتميّزه ، لأن كل الذي يعرفه هو “أنهيار كبير من التفكك يجري من حوله”. ومع ذلك هناك نوع من البهجة ، ارتياح كبير في المشهد الأخير في المتنزه المركزي ، عندما ندرك أن هولدن سيكون على ما يرام. سخر بيهرمان قائلا : “في يوم من الأيام ، سيجد نفسه على الأرجح في مزاج يستدعي فيه جينJane . وربما يصبح أكثر تسامحًا من المزيفين … أو يكتب رواية كذلك . أود أن أقرأها . أحببت هذه , أنا أعني ذلك – أنا حقآ قرأتها ” .
” كتب تشارلز كيغل أن هولدن لن يخضع لزيف الحياة ، لكنه سيحقق موقفًا من التسامح والتفاهم والحب ما يجعل حياته قادرة على التحمل. لايوجد شك أنه عندما يعود إلى بيته في نيويورك ، لأنه سيعود اليه ، سيكون في مزاج يمنح فيه “جين العجوز مكالمة هاتفية ” .
في النهاية ، سيستمر الحارس في حقل الشوفان ليكون طرفآ في حوار نقدي عام وكبير . ولكن يتعين على المرء أن يتذكر في دراسة ونقد الرواية ، وخاصة بالنسبة للباحث أو الناقد في عام 1996 ، أن القصة كتبت في وقت مختلف. فلو تم نشرها أصلآ في هذا اليوم ، فمن المحتمل أن تخلق القليل من الشعبية وتفوز بمتوسط ​​مبيعات الكتب. حقيقة أن رواية بهذا الرأي والملاحظة الاجتماعية الراديكالية كتبت في زمن المحافظين في أمريكا جعلت الأمر أكثر إثارة للجدل. بعض النقاد وبخ الرواية لكونها متشائمة للغاية أو فاحشة ، وقاسية جدًا لمجتمع الخمسينيات. ومع ذلك ، رشح آخرون سالينجر نفسه ليكون ” القمة ” في حارس الشوفان لتلك الفترة من التاريخ الأمريكي (بيترسون).
جادل النقاد بأن قلق سالينجر يمثل جيلًا كاملاً من الشباب الأمريكي ، محبطًا من زيف العالم ، تمامًا مثلما كان هولدن. ولكن شعبية الرواية والجدل حول قيمتها الأجتماعية المستبدلة منذ بداية نشرها لم تتعثر ، ويرجع ذلك في جزء ليس كبيرآ منها إلى حقيقة أن سالنجر أصبح الآن منعزلآ . وسيكون الأمر حاسمآ لقولنا أن منتقدي الرواية لديهم انتقادات مشروعة عن الرواية ، في حين أن المدافعين وأنصار رسالة القصة قد عبروا عن مديح حقيقي.

* إريك لومازوف : كاتب اميركي

The Praises and Criticisms of J.D. Salinger’s The Catcher in the Rye
by Eric Lomazoff *
Ever since its publication in 1951, J.D. Salinger’s The Catcher in the Rye has served as a firestorm for controversy and debate. Critics have argued the moral issues raised by the book and the context in which it is presented. Some have argued that Salinger’s tale of the human condition is fascinating and enlightening, yet incredibly depressing.
The psychological battles of the novel’s main character, Holden Caulfield, serve as the basis for critical argument. Caulfield’s self-destruction over a period of days forces one to contemplate society’s attitude toward the human condition. Salinger’s portrayal of Holden, which includes incidents of depression, nervous breakdown, impulsive spending, sexual exploration, vulgarity, and other erratic behavior, have all attributed to the controversial nature of the novel. Yet the novel is not without its sharp advocates, who argue that it is a critical look at the problems facing American youth during the 1950’s.
When developing a comprehensive opinion of the novel, it is important to consider the praises and criticisms of The Catcher in the Rye.
When studying a piece of literature, it is meaningful to note the historical background of the piece and the time at which it was written. Two J.D. Salinger short stories, “I’m Crazy” and “Slight Rebellion off Madison,” were published in periodicals during the 1940’s, and introduced Holden Caulfield, the main character of The Catcher in the Rye. Both short stories were revised for later inclusion in Salinger’s novel. The Catcher in the Rye was written in a literary style similar to prose, which was enhanced by the teenage slang of the 1950’s.
It is a widespread belief that much of Holden Caulfield’s candid outlook on life reflects issues relevant to the youth of today, and thus the novel continues to be used as an educational resource in high schools throughout the nation (Davis 317-18).
The first step in reviewing criticism of The Catcher in the Rye is to study the author himself. Before his novel, J.D. Salinger was of basic non-literary status, having written for years without notice from critics or the general public. The Catcher in the Rye was his first step onto the literary playing field. This initial status left Salinger, as a serious writer, almost unique as a sort of free agent, not bound to one or more schools of critics, like many of his contemporaries were. This ability to write freely, his status as a nobody in the literary world, was Salinger’s greatest asset. Rather than to scope inside Salinger’s mind and create a greatness for him, we are content instead to note him for what he is: “a beautifully deft, professional performer who gives us a chance to catch quick, half-amused, half-frightened glimpses of ourselves and our contemporaries, as he confronts us with his brilliant mirror images” (Stevenson 217).
Much of Salinger’s reputation, which he acquired after publication of The Catcher in the Rye, is derived from thoughtful and sympathetic insights into both adolescence and adulthood, his use of symbolism, and his idiomatic style, which helped to re-introduce the common idiom to American literature. While the young protagonists of Salinger’s stories (such as Holden Caulfield) have made him a longtime favorite of high school and university audiences, establishing Salinger as “the spokesman for the goals and values for a generation of youth during the 1950’s” (qtd. in Davis 317), The Catcher in the Rye has been banned continually from schools, libraries, and bookstores due to its profanity, sexual subject matter, and rejection of some traditional American ideals. Robert Coles reflected general critical opinion of the author when he called Salinger “an original and gifted writer, a marvelous entertainer, a man free of the slogans and clichés the rest of us fall prey to” (qtd. in Davis 317).
Obviously, the bulk of praise and criticism regarding any novel or piece of literature will come from published critical reviews. When a novel or any piece of literature is published in the United States, critics from newspapers, magazines, and various other sources flock to interpret the book and critique its style. The same was true for Salinger’s novel. Noted book reviewers from across America critiqued The Catcher in the Rye, bestowing both praise and criticism at different levels. Each reviewer commented on different parts of the novel, from Holden’s cynicism to the apparently homosexual Mr. Antolini. The novel, like any other, was devoured and picked apart piece by piece. It is the role of the researcher, therefore, to analyze the various reviews and develop a clear understanding of the novel.
One of the most widespread criticisms of The Catcher in the Rye deals with the adolescence and repetitive nature of the main character, Holden Caulfield. Anne Goodman commented that in the course of such a lengthy novel, the reader would weary of a character such as Holden. Goodman wrote “Holden was not quite so sensitive and perceptive as he, and his creator, thought he was” (20). She also remarked that Holden was so completely self-centered that any other characters who wandered through the book, with the exception of Holden’s sister, Phoebe, had no authenticity at all. She wrote of Salinger’s novel: “The Catcher in the Rye is a brilliant tour-de-force, but in a writer of Salinger’s undeniable talent one expects something more” (21). Goodman did have a point in the fact that Holden was something of an over-developed character. He described himself early in the novel, and with the sureness of a “wire recording,” (Goodman 20) he remained strictly in character throughout. Salinger failed in his novel to address other characters with as much detail as Holden. This is due in part to the fact that Holden tells his own story, and also to the idea that a story told by Holden Caulfield would never describe others, as he speaks only of himself.
Reviewer James Stern of the New York Times critiqued Salinger’s novel by incorporating Holden’s style of speech into his review. Stern tried to imitate Holden by using short, incomplete sentences with undeveloped ideas: “That’s the way it sounds to me, Hel said (a friend of the author), and away she went with this crazy book, The Catcher in the Rye. What did I tell ya, she said the next day. This Salinger, he’s a short story guy. And he knows how to write about kids. This book, though, it’s too long. Gets kinds of monotonous. And he should have cut out a lot about these jerks and all at that crumby school. They depress me. They really do. Salinger, he’s best with real children. I mean the ones like Phoebe, his kid sister. She’s a personality. Holden and little Phoebe, Hel said, they kill me. This last part about her and this Mr. Antolini, the only guy Holden ever thought he could trust, who ever took any interest in him, and who turned out queer — that’s terrific. I swear it is” (5).
Stern’s goal in this review was to critique the novel for its length and its melancholy nature. He saw The Catcher in the Rye as being too depressive to be of any redeeming value to the reader. Stern did praise him, however, when he commented on Salinger’s ability to write about children. Other short stories by Salinger, such as “A Perfect Day for Bananafish” and “Franny and Zooey,” are also based around children and adolescents.
Some critics have argued that Holden’s character is erratic and unreliable, as he possesses many of the middle-class values that he claims to reject. Later commentators, however, have praised the wry humor of the main character, his “technical virtuosity” (qtd. in Davis 318), and the skilled mockery of verbal speech by Salinger. These critics have commented that the structure of the novel personifies Holden’s unstable state of mind. Alastair Best remarked: “There is a hard, almost classical structure underneath Holden’s rambling narrative. The style, too, appears effortless; yet one wonders how much labour went into those artfully rough-hewn sentences” (qtd. in Davis 318).
A larger field of critics at the time of The Catcher in the Rye’s publication in 1951 took a positive view of the novel. For example, Chicago Tribune reviewer Paul Engle commented that the story was “emotional without being sentimental, dramatic without being melodramatic, and honest without simply being obscene” (3). Engle also wrote of the authenticity of Holden’s character, the idea that his voice was typical of a teenager, never childish or written down to that age level. He praised the book in noting that it was not merely another account of adolescence, complete with general thoughts on youth and growing up. Engle wrote: “The effort has been made to make the text, told by the boy himself, as accurate and yet as imaginative as possible. In this, it largely succeeds” (3). Engle’s viewpoint is one that is echoed by many. The Catcher in the Rye is not simply a coming-of-age novel with usual twists and turns, but rather, the unique story of a unique child. It is rare to find a character, actual or fictitious, who is as dazzling and enticing as Holden Caulfield. As Engle wrote, “The story is engaging and believable . . . full of right observations and sharp insight, and a wonderful sort of grasp of how a boy can create his own world of fantasy and live forms” (3).
Generally, critics view the novel as Holden Caulfield’s melodramatic struggle to survive in the adult world, a transition that he was supposed to make during his years at preparatory school. Some critics will point to the fact that Holden has flunked out of three Pennsylvania prep schools, and use it to symbolize the fact that he is not truly ready for adulthood (Davis 318). David Stevenson commented that the novel was written “as the boy’s comment, half-humorous, half agonizing, concerning his attempt to recapture his identity and his hopes for playing a man-about-town for a lost, partially tragic, certainly frenetic weekend” (216). Reviewer Charles Kegel commented that the novel could be read as Holden Caulfield’s “quest for communicability with his fellow man, and the hero’s first person after-the-fact narration indicates . . . he has been successful in his quest” (53).
Though considered by most to be a tragedy, The Catcher in the Rye is found by some critics to be humorous, witty, and clever. The use of Chaplin-like incidents serves to keep the story hovering in ambivalence between comedy and tragedy. Whenever a character is nearing the point of no return in a Salinger piece, it is usually done by route of the comic (Stevenson 216). Other commentators have noted that much of the humor in The Catcher in the Rye comes from Holden’s misconceptions about adulthood. An example is shown in Holden’s relationship with an old schoolmate, Luce. Although the older man is more experienced than Holden, he is not as mature as Holden believes him to be. After an attempt at communication with Luce fails, Holden flees to Phoebe, the only person he completely trusts (Davis 318).
S.N. Behrman also noted that the literalness and innocence of Holden’s point of view in the face of complicated and depraved facts of life makes for the humor of the novel: haggles with unfriendly taxi-drivers, futile conversations with a prostitute in a hurry, an intellectual discussion with a man a few years older than himself, and a completely hilarious date with Sally Hayes, an old girlfriend (74). The humor in Holden’s character comes from his communication with the outside world. His innocence, in my point of the view, his hunger for stability and permanence, make him both a tragic and touching character, capable of making dark activities on the surface seem hilarious and silly below.
One of the most popular means by which The Catcher in the Rye is critiqued is through the comparison of Holden Caulfield to other literary characters. The novel is often compared to traditional period literature, particularly Mark Twain’s novel The Adventures of Huckleberry Finn. Both works feature naive, adolescent runaways as narrators, both commenting on the problems of their times, and both novels have been recurrently banned or restricted (Davis 318). John Aldrige remarked that both novels are “study in the spiritual picaresque, the joinery that for the young is all one way, from holy innocence to such knowledge as the world offers, from the reality which illusion demands and thinks it sees to the illusion which reality insists, at the point of madness, we settle for” (129). Harvey Breit of The Atlantic Bookshelf wrote of Holden Caulfield: “(He) struck me as an urban, a transplanted Huck Finn. He has a colloquialism as marked as Huck’s . . . Like Huck, Holden is neither comical or misanthrope. He is an observer. Unlike Huck, he makes judgments by the dozen, but these are not to be taken seriously; they are conceits. There is a drollery, too, that is common to both, and a quality of seeing that creates farce” (82). It is possible, in theory, to do an entire character study comparing Holden and Huck. Both are adolescents, runaways from society, seeking independence, growth, and stability in their lives.
Another character that Holden Caulfield is compared to, though to a lesser degree than Huck Finn, is Hamlet. Like Hamlet, as Charles Kegel wrote, Holden is a “sad, screwed-up guy” (54), bothered by words which only seem true, but are really quite phony. The honesty and sincerity that Holden cannot seem to find in others he tries to maintain within himself. Holden often makes a point of using the word “really” to assert the fact that something is really so, to prove to the reader that had not become a phony himself. Holden is distressed often by the occasional realization that he too, must be phony to exist in the adult world. With regard to the insincere “Glad to’ve met you” formula, he comments that “if you want to stay alive, you have to say that stuff, though” (qtd. in 54-5).
It is evident by studying the reviews of The Catcher in the Rye that most critics enjoy picking apart the character of Holden Caulfield, studying his every action and the basis for that action. Reviewers of the novel have gone to great lengths to express their opinions on Salinger’s protagonist. Some consider Holden to be sympathetic, others consider him arrogant, but the large majority of them find him utterly entertaining.
In her review of The Catcher in the Rye for the New York Herald Tribune, Virgilia Peterson commented on Holden Caulfield’s innocence. Peterson wrote that Holden was on the side of the angels, despite his contamination by vulgarity, lust, lies, temptations, recklessness, and cynicism. “But these are merely the devils that try him externally,” she wrote, “inside, his spirit is intact” (3). Holden does not tilt against the entire adult world, for he knows that some decent citizens still remain, nor does he loathe his worst contemporaries, for he often hates to leave them. Peterson commented: “For Holden Caulfield, despite all the realism for which he is supposedly depicted, is nevertheless a skinless perfectionist.” In addition, Peterson wrote that Salinger speaks for himself as well as his hero when he has Holden say to little Phoebe: “I keep picturing all these little kids playing some game in this big field of rye and all. Thousands of little kids, and nobody’s around- nobody big I mean- except me. And I’m standing on the edge of some crazy cliff. What I have to do, I have to catch everybody if they start to go over the cliff. I mean if they’re running and they don’t look where they’re going I have to come out from somewhere and catch them . . . I’d just be the catcher in the rye and all. . . ” (qtd. in 3; Salinger 173).
In essence, Holden Caulfield is a good guy stuck in a bad world. He is trying to make the best of his life, though ultimately losing that battle. Whereas he aims at stability and truth, the adult world cannot survive without suspense and lies. It is a testament to his innocence and decent spirit that Holden wouldplace the safety and well-being of children as a goal in his lifetime. This serves to only re-iterate the fact that Holden is a sympathetic character, a person of high moral values who is too weak to pick himself up from a difficult situation.
S.N. Behrman, in his review for The New Yorker, also took a sharp look at Holden’s personality. Behrman found Caulfield to be very self-critical, as he often refers to himself as a terrible liar, a madman, and a moron. Holden is driven crazy by phoniness, an idea under which he lumps insincerity, snobbery, injustice, callousness, and a lot more. He is a prodigious worrier, and someone who is moved to pity quite often. Behrman wrote: “Grown men sometimes find the emblazoned obscenities of life too much for them, and leave this world indecorously, so the fact that a 16-year old boy is overwhelmed should not be surprising” (71). Holden is also labeled as curious and compassionate, a true moral idealist whose attitude comes from an intense hatred of hypocrisy. The novel opens in a doctor’s office, where Holden is recuperating from physical illness and a mental breakdown. In Holden’s fight with Stradlater, his roommate, he reveals his moral ideals: he fears his roommate’s sexual motives, and he values children for their sincerity and innocence, seeking to protect them from the phony adult society. Jane Gallagher and Allie, the younger brother of Holden who died at age 11, represent his everlasting symbols of goodness (Davis 317).
A quote by Charles Kegel seems to adequately sum up the problems of Holden Caulfield: “Like Stephen Dedalus of James Joyce’s A Portrait of the Artist as a Young Man, Caulfield is in search of the Word. His problem is one of communication: as a teenager, he simply cannot get through to the adult world which surrounds him; as a sensitive teenager, he cannot get through others of his own age” (54).
When critics consider the character of Holden Caulfield, many point to the novel’s climactic scene, when Holden watches as Phoebe rides the Central Park carousel in the rain and his illusion of protecting the innocence of children is symbolically shattered. Critics regard this episode as Holden’s transition into adulthood, for although the future is uncertain, his severed ties with the dead past have enabled him to accept maturity. James Bryan observed: “The richness in the spirit of this novel, especially of the vision, the compassion, and the humor of the narrator reveal a physche far healthier than that of the boy who endured the events of the narrative. Through the telling of the story, Holden has given shape to, and thus achieved control of, his troubled past” (qtd. in Davis 318).
S.N. Behrman noted in his critique of The Catcher in the Rye that the hero and heroine of the novel, Holden’s dead brother Allie and Jane Gallagher, never appear in it, but they are always in Holden’s mind, together with his sister, Phoebe. These three people constitute Holden’s emotional frame of reference — the reader knows them better than the other characters Holden encounters, who are generally, except for Phoebe, nonessential (71).
When asked for a final comment on the character of Holden Caulfield, John Aldrige stated that the innocence of the main character was a combination of urban intelligence, juvenile contempt, and New Yorker sentimentalism. The only challenge it has left, therefore, is that of the genuine, the truly human, in a world which has lost both the means of adventure and the means of love (130).
One of the most intriguing points in Holden’s character, related to his prolonged inability to communicate, is Holden’s intention to become a deaf-mute. So repulsed is he by the phoniness around him that he wishes not to communicate with anyone, and in a passage filled with personal insight he contemplates a retreat within himself: “I figured that I could get a job at a filling station somewhere, putting gas and oil in people’s cars. I didn’t care what kind of job it was, though. Just so people didn’t know me and I didn’t know anybody. I thought what I’d do was, I’d pretend I was one of those deaf-mutes. That way I wouldn’t have to have any goddam stupid useless conversation with anybody. If anybody wanted to tell me something, they’d have to write it on a piece of paper and shove it over to me. They’d get bored as hell doing that after a while, and then I’d be through with having conversations for the rest of my life. Everybody’d think I was just a poor deaf-mute bastard and they’d leave me alone . . . I’d cook all my own food, and later on, if I wanted to get married or something, I’d meet this beautiful girl that was also a deaf-mute and we’d getmarried. She’d come and live in my cabin with me, and if she wanted to say anything to me, she’d have to write it on a piece of paper, like everybody else” (Salinger 198).
Caulfield’s inability to communicate with others is also represented symbolically in the uncompleted phone calls and undelivered messages which appear throughout the novel . . . On fifteen separate occasions, Holden gets the urge to communicate by phone, yet only four phone calls are ever completed, and even those are with unfortunate results (Kegel 55).
The final step in the critical analyzing of The Catcher in the Rye is to look at what has occurred at or near the end of the novel. John Aldrige wrote that in the end, Holden remains what he was in the beginning- cyni cal, defiant, and blind. As for the reader, there is identification but no insight, a sense of”pathos but not tragedy.” This may be Salinger’s intent, as Holden’s world does not possess sufficient humanity to make the search for humanity dramatically feasible (131).
Other critics, however, have taken a slightly more optimistic view of the novel’s conclusion. For example, S.N. Behrman remarked that Holden knows that things won’t remain the same; they are dissolving, and he cannot allow himself to reconcile with it. Holden doesn’t have the knowledge to trace his breakdown or the mental clarity to define it, for all he knows is that “a large avalanche of disintegration is occurring around him” (75). Yet there is some sort of exhilaration, an immense relief in the final scene at Central Park, when we know Holden will be all right. Behrman quipped: “One day, he will probably find himself in the mood to call up Jane. He may become more tolerant of phonies . . . or even write a novel. I would like to read it. I loved this one. I mean it- I really did” (75-6). Charles Kegel wrote that Holden will not submit to the phoniness of life, but will attain an attitude of tolerance, understanding, and love which will make his life endurable. There is no doubt that when he returns home to New York, for he will return home, he will be in the mood to give “old Jane a buzz” (56).
In the end, The Catcher in the Rye will continue to be a point of great public and critical debate. One must remember, however, in the study and critique of the novel, particularly for a researcher or critic in 1996, that the story was written in a different time. If originally published today, the novel would probably create little publicity and garner only average book sales. The fact that a novel of such radical social opinion and observation was written in a time of conservatism in America made it all the more controversial. Some critics scolded the novel as being too pessimistic or obscene, too harsh for the society of the 1950’s. Others, however, nominated Salinger himself as the top-flight “catcher in the rye” for that period in American history (Peterson 3). They argued that Salinger’s concerns represented an entire generation of American youth, frustrated by the phoniness of the world, just like Holden was. The popularity of the novel and debate over its redeeming social value have never faltered since its initial publication, due in no large part to the fact that J.D. Salinger is now a recluse. It would be conclusive to say that critics of The Catcher in the Rye have legitimate criticisms of the novel, while advocates and supporters of the story’s message also have expressed veritable praise.

Works Cited
Aldrige, John. “The Society of Three Novels.” In Search of Heresy: American Literature in an Age of Conformity. New York: McGraw-Hill Book Company, 1956, 126-48.
Behrman, S.N. “The Vision of the Innocent.” Rev. of The Catcher in the Rye by J.D. Salinger. The New Yorker, Vol. XXVII, No. 26, 11 August 1951, 71-76.
Breit, Harvey. Rev. of The Catcher in the Rye by J.D. Salinger. The Atlantic Bookshelf, Vol. CLXXXVIII, No. 2, August 1951, 82.
Davis, Robert Con, ed. Contemporary Literary Criticism. Vol. 56. Detroit: Gail Research, 1989.
Engle, Paul. “Honest Tale of Distraught Adolescent.” Rev. of The Catcher in the Rye, by J.D. Salinger. Chicago Sunday Tribune Magazine of Books 15 July 1951, 3.
Goodman, Anne. “Mad about Children.” Rev. of The Catcher in the Rye by J.D. Salinger. The New Republic, Vol. 125, No. 3, 16 July 1951, 20-1.
Kegel, Charles. “Incommunicability in Salinger’s ‘The Catcher in the Rye’.” [sic] Studies in J.D. Salinger: Reviews, Essays, and Critiques of ‘The Catcher in the Rye’ and Other Fiction, Marvin Laser, ed. New York: Odyssey P, 1963, 53-6.
Peterson, Virgilia. “Three Days in the Bewildering World of an Adolescent.” Rev. of The Catcher in the Rye, by J.D. Salinger. New York Herald Tribune Book Review 15 July 1951, 3.
Salinger, Jerome David. The Catcher in the Rye. Boston: Little,1951.
Stern, James. “Aw, the World’s a Crumby Place.” Rev. of The Catcher in the Rye by J.D. Salinger. New York Times Book Review 15 July 1951, 5.
Stevenson, David. “J.D. Salinger: The Mirror of Crisis.” The Nation, Vol. 184, No. 10, 9 March 1957, 215-17.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب