23 ديسمبر، 2024 2:55 م

المدن الحدودية في خطر

المدن الحدودية في خطر

التقرير الذي نشرته جريدة البينة الغراء في العدد1929 الصادر يوم 16/ كانون الاول يكشف خطورة الاوضاع وتفاقمها في المدن الحدودية وخاصة صحراء الانبار بحيث صار وجود القاعدة امرا واقعا وهي تعد بناء مشروع دولة،وما احتلالها للدوائر الرسمية هناك الا بداية!.
التقرير تحدث عن امتلاك المجاميع الارهابية لاحدث الاسلحة بينها قذائف مضادة للطائرات صنع 2013في حين تظل قوات الحدود في وضع المتفرج  على اعمال هذه العصابات من تفجير الجسور وقطع الطرق الدولية كونها لاتمتلك الا الاسلحة والمعدات القديمة.وما هذا التطور الخطر الا نتاج تداعيات الاوضاع في سوريا وهذا ما حذرنا منه مع انطلاقة الشرارة الاولى في سويا.
فحين شدت اميركا بوارجها الحربية لضرب سوريا وتناخت  معها حكومات عربية داعمة بالمال والسلاح  والاعلام لتدميرهذا البلد العربي بدل الوقوف معه من باب ( انا وابن عمي على العدو )،كما تعالت اصوات عراقية مشبوهة عرفت بذيليتها لسلاطين الخليج مؤيدة لتلك الضربة،عند ذلك الوقت كتبنا محذرين ( الحجر الصهيوني وعصافير العرب) جاء فيه :-
< بعض الانظمة العربية ومعها بعض الساسة العراقيين المؤيدين لتوجيه ضربة عسكرية الى سوريا ،وبعضهم الآخر مشاركين بالمال والرجال والسلاح :  يعلمون علم اليقين ان الدورالذي تلعبه الولايات المتحدة الاميركية وخاصة في منطقة الشرق الاوسط   هو نيابة عن اسرائيل ، وترسيخا لوجودها وابعاد اي خطر محتمل يهدد كيانها حتى اذا اقتضى الامر ابادة الشعوب العربية وتدمير بلدانها .فبعد ان ضمنت تنازل معظم الدول العربية –عداسوريا- عن المطالبة باعادة الارض الفلسطينية الى اهلها وتخليها عن الدخول في حرب او نزاع مع اسرائيل ،وبعد ان نجحت – بمساعدة ومساندة بعض الانظمة الخليجية – في تحويل النزاع العربي  الاسرائيلي الى نزاع عربي ايراني راحت تسعى الى تمزيق الدول العربية واضعاف جيوشها وتدمير اقتصادها وتقسيمها والهيمنة على مواردها وثرواتها وتحويلها الى محميات تدار باوامر امريكية اسرائيلية .
ولما كانت سوريا باتفاقها وتحالفها مع ايران وحزب الله تمثل الجانب الاقوى والاخطر والاصدق في خط المقاومة والمواجهة مع اسرائيل،ماجعلها السكين المؤلم في خاصرة اسرائيل والشوكة الدامية في عيون انظمة العمالة ،صار لزاما على اسرائيل الاستعانة باداة الشر ( اميركا ) ومن يدور في فلكها للتخلص من هذا الكابوس.
وبعد ان يئست اميركا وانظمة الخليج من تحقيق هدفها على ايدي العصابات التكفيرية التي اغدقت عليها الاموال والسلاح  بالرغم من مرور عامين على ذلك لجأت الى اختلاق سيناريو فاشل ومفضوح تمثل باطلاق غازات سامة ومواد كيماوية بواسطة عملائها واتهام النظام السوري باستعمالها ليكون ذريعة لتوجيه ضربة عسكرية لأسقاط النظام او اضعافه بعد تدمير بناه العسكرية والاقتصادية والتحتية وجر حزب الله وايران بالنتيجة الى حرب مدمرة.كل هذا يعرفه العرب المحرضون على ضرب سوريا ويعرفون ان اسرائيل وراء ذلك ويعرفون حجم الدمار والخراب الذي سيلحق بالعرب . 
ما نتوقعه من هذه الضربة التي نرفضها ونقف بالضد من داعميها و الساعين اليها والمحرضين عليها ومنفذيها والمشاركين فيها.. ما نتوقعه انها ستلحق ضررا بالغا ليس في سوريا لوحدها بل  في كل دول المنطقة واولها لبنان والاردن ودول الخليج.
 وستنال العراق الحصة الاخطر من تداعيات هذه الضربة:
اذ في حال سقوط الحكومة السورية وسيطرة قوى التكفير وانتشار الفوضى ستتوجه تلك العصابات بكل ثقلها الى دعم واسناد شراذمها في العراق ،تلك الشراذم التي تلقى دعما خليجيا متواصلا بالمال والسلاح ، ودعما سياسيا في العراق  حتى من بعض الجهات المشاركة في البرلمان والحكومة  ، مثلما توفر لها حواضن وملاذات آمنة خاصة في المدن المحاذية لسوريا .وسيساعدها الوضع الامني المتراخي على اشعال الساحة العراقية باعمال تفجير وتخريب وتهجير وتصفيات تهدد العملية السياسة برمتها وتدخل العراق بدوامة عنف وخيمة.
اما في حال خروج النظام في سوريا معافى وانكسار شوكة عصابات القاعدة والنصرة وخذلان داعميها فستفر فلول تلك العصابات الى الحدود الاضعف .. الى العراق طبعا فليس هناك – غير العراق – من يوفر لها الملاذ والغطاء ويتعاطف معها اويرتضيها على اراضيه لافي تركيا ولا الاردن ولا لبنان ولا حتى اسرائيل.
وعندها ستستغل من قبل اعداء العراق وتجربته الديمقراطية في دول الجوار والاخوة الاعداء، وسيكون  منافقوا الداخل خير عون لوجستي وسياسي وحاضن لأشعال فتنة اوحرب اهلية  لاتبقي للعراق قائمة ولن ينجوا منها حتى مثيروها >.
وهاهي الزمر الضالة توجه ثقلهاالى الساحة العراقية بعدما الحقت بها القوات السورية هزيمة منكرة وبعدما انسحبت اميركا من فكرة توجيه الضربة العسكرية، ليصل عدد الاصابات قرابة 17000بين شهيد وجريح خلال الشهور المنصرمة فضلا عن خراب العمران والممتلكات العامة والخاصة.وهاهي وحوش داعش تحاول احتلال المدن الحدودية مثل الرطبة وراوة،وعنة للحصول على موطئ قدم تتخذه قاعدة للهجوم على المحافظات الغربية ومنها على بغداد !.
آخر الاعمال الاجرامية لعصابات الدولة اللااسلامية في المدن الحدودية اقتحامها لمؤسسات ودائر حكومية في الفلوجة والرمادي ونصبها لكمائن في صحراء الرمادي استشهدفيها عشرات الضباط والجنود الشرفاءخلال مداهمتهم لأوكار القاعدة العفنة بينهم آمر فوج وامراء الوية بواسل.
لقد لعبت ساحات الاعتصام في الرمادي دورا خطرا في توفير ملاذ آمن للزمر الضالة ومساعدتها على العمل بحرية وتوسيع دائرة جرائمها،كما كان لمستغلي تظاهرات الرمادي والفلوجة من امثال احمد العلواني والعيساوي والسليمان الدور ذاته في تأجيج الاوضاع هناك ومنعهم دخول القوات المسلحة لردع المتجاوزين على القانون ،ولا يخفى  دور بعض البرلمانيين الذي شكلوا غطاءا سياسيا لتلك المجاميع واستماتوا دفاعا عنها.
محافظة ديالى والموصل وصلاح الدين مرشحة هي الاخرى لحصول  الخطر ذاته بسبب الاوضاع المضطربة فيها. و اذا لم تتظافر جهود جميع القوى والاحزاب المشاركة في العملية السياسية في انهاء وجود القاعدة في الرمادي والمدن الاخرى وترك الامر على  عاتق الحكومة لوحدها فان العراق سيتحول الى سوريا اخرى لاقدر الله.