علي هاشم وعلي المدني مناضلان على طريق الحرية والجهاد , والمناضل ليس هو المعارض للنظام والداعي لاسقاطه هو ذاك الذي يملا الدنيا هتافا هنا وهناك, تارة مستنكرا واخرى منددا, ومرات اخرى متظاهرا وشاجبا….نعم كل ذلك يدخل في باب النضال ولكن…!
ماذا بعد الشجب والتنديد والتظاهر…؟ هل من سامع يجيب وهل من سلطة مكبلة بالقيود الطائفية تنفذ تلك الوعود التي قطعتها على نفسها ,وهل يصلح العطار ما افسده الدهر…!؟
المتظاهر هو انسان وكائن حي قبل ان يكون شيئا آخر…كائن يرفع من قيمته الانسانية الى درجة التقديس الذي يستحقه, والمتظاهر الصبور المؤمن بالله هو الذي يوظف حياته على خطى الحرية بمعناها المجرد (حرية العقل والضمير , حرية المعتقد والانتماء والممارسة في التظاهر السلمي المتحضر).
تشهد لعلي وعلي …ساحات العز والشرف والسؤدد,تحت نصب الحرية وفي ساحة التحرير عرين الاسود ومن امثال (العليين ) وهم كثر والعراق ولادة للمناضلين والثوار, كل واحد منهم يمثل الجندي الذي يكسر قضبان السجن الذي يتوسط النصب لما فيه من قوة واصرار ونقطة تحول تنقل قصة النصب مرحلة الاضطراب والغضب والمعاناة الى السلام والازدهار والمحبة, متنقلين تارة هنا واخرى في شارع المتنبي الذي هو علم شامخ في دنيا الثقافة العراقية وان اغتاله ذبحا من اراد اطفاء نور العلم والمعرفة في هذا المعلم العصري من معالم بغداد والعراق, اذ يتواجد الادباء والعلماء والمثقفون وكذلك الاحرار والمناضلون.
علي هاشم شمعة تحترق لتنير درب النضال متحدية سوط الجلاد وعصا السجان وهو يطرز وشم البطولة والفداء على جسده الطاهر هو ورفاق دربه في طريق الحرية…وعلى خطى هاشم سار علي المدني بنفس وتيرة العز والشموخ وقد ابلى على نفسه ان لاياكل ولا يشرب مضربا اضرابا مفتوح لحين تطبيق الاصلاحات واولها حل مجلس القضاء الاعلى واصلاح القضاء المسيس.
هل علمنا المدني وهاشم ان حب الوطن يقتضي تقديم مصلحته على مصلحتهما الخاصة …؟!
فلا يترددوا بالتظاهر وطلب الاصلاح مستلهمين من ثورة الحسين بن علي (ع ) دروس الثورة والاصلاح, والتفاني والتبرع بشيء من حريتهم من اجل العراق الجريح,او يسهموا بشيء من وقتهم وجهدهم من اجل مشروع الاصلاح والتغير,…هل علمناهم ان حب الوطن والشعب يعني اجبار النفس على الالتزام بانظمة الدولة المتهراة وقضاءه الفاسد وتعليمه المتدني وبنيته المنخورة وامنه المفقود…؟! وهل دربناهم على ان يكونوا دائما على الصبر والتحمل والمشقة والعناء والتواصل من اجل تصحيح الخطأ وبناء الوطن واجتثاث الفاسدين…؟1
فالمدني وهاشم انموذجان للحرية بوجه بعض اللصوص والفساد والسراق وآكلي السحت الحرام والمتسترين بالدين…وغاية ما ندعو الى الاستغراب والحرص المتبادل بين الساسة و(بعض ) رجال الدين في كسب ود احدهم للآخر مع ان مباديء واهواء كلا الجانبين على طرفي نقيض..! فهواجس رجال السياسة و(بعض ) رجال الدين تدعوهم على التفاهم والرغبة في تخفيف الاهداف المتبادلة في نظرهم الى هذه الحياة الدنيا وان اختلفت الوسائل…وان خطوة الالف ميل تبدا بخطوة…فالناس ولدوا احرارا ولكنهم مكبلين بالقيود …………!