كل الإسلاميين فاسدين، كل المعممين قتلة، كل من يذهب الى جامع حرامي، هذا حال لسان بعض المدنين المتطرفين.
اذا تحدثنا عن خطورة الفكر المتطرف عند الإسلاميين فمن الانصاف ان نتحدث ايضا عن خطورة التطرّف عند المدنيين الجدد الذين يمزقون كل أوصال التقارب والحوار ويمرحون كل مساحات التفاهمات.
المدني التكفيري، هو ذلك الناشط الذي يرى(كل) و(جميع) الإسلاميين قتلة وسراق ودمروا البلد ويرى ذاته فقط النزيه والوطني والمخلص مثل هكذا نوع من المدنين أشد قسوة من بعض المتطرفين.
لاقيمة لمدني يريد إلغاء الاخر المختلف ولاقيمة لإسلامي يريد إلغاء الاخر المختلف، فاصل الوعي يحتم على ان يتفاعل الاسلامي مع المدني في فضاء الوطن من دون اجتثاث او تصفية فكرية، قل رأيك مهما كانت قساوته من دون اللجوء الى الاجتثاث الفكري.
الفشل في العراق لم يصنع فقط في مصانع الأحزاب الاسلامية بل ان الفشل في العراق وهو فشل مركب يتحمله الجميع وشارك فيه الجميع، العوق التأسيسي في العملية السياسية هو عوق دائم أسسته فوبيا التخلف العربي وأنسجته البداوة مشتركة بين الإسلاميين والمدنيين.
ماهو الفرق بين مدني يقول (جميع) الإسلاميين فاسدين وقتلة وبين رجل دين يقول(جميع) المدنين فاسدين وفاسدين في هذه الارض، بالتأكيد لا فرق بينهما كلاهما يجيدون لغة المطلق ولغة الاجتثاث اللعينة.
قيمة الفكر المدني انه يحتوي الاخر يتفاعل معه يقابل الحجة بالحجة والدليل بالدليل من دون فوبيا فكرية ومن دون تصفية اجتثاثية يُؤْمِن ان قيمة الديمقراطية العراقية بعد ٢٠٠٣ بحرية الرأي والقول لكن من دون لغة المطلق والجمع.
اذا كنت تحمل عقلا اجتثاثيا كيف لك ان تعيش في بلد فيه آراء مختلفة ومعتقدات مختلفة وتوجهات مختلفة ؟ لن تستطيع العيش أبدا وان تحمل العقلية البريميرية التي هي اول من أسست الى إلغاء الاخر المختلف والعقوبة الجماعية.
الفكر الاجتثاثي والفكر المتطرف والفكر الإقصائي ينتشر في العقلية العراقية ويحمله الانسان العراقي سواء كان معمّما ام حاملا الطربوش(مدني)
الفكر العربي ومنه العراقي يصنع مجده بإلغاء الاخر ويصنع مستقبله بالوهم ويصنع حريته بفوهة المدافع وبيانات رقم واحد ولايهم من يكون على الدبابة معمم ام مدني وكذلك ان الوطن العربي ومنه العراق ايضا يمتلك سياسة الاقصاء والأبعاد، وإذا أردت ان تختبر الحقيقة تابع مايكتب المدنيون عن الإسلاميين وتابع مايقوله المعمون في منابرهم عن المدنين كلاهما يمحو الاخر بالطريقة التي يفضلها.