من يلاحظ الزخم الكبير للتظاهرات وسرعة استجابتها لنداءات التغيير لن يشك لحظة بأمكانياتها , بنفس الوقت تشعر ان اتجاهها يحتاج الى تعديل بالاحداثيات لانها لم تصيب الهدف لغاية اللحظة بل تصيب المنطقة المحيطة به .
التظاهرات خرجت منددة بالفساد , الفساد السياسي والاقتصادي والامني , لم تخرج من اجل سلطة وامتيازات ولم تخرج من اجل تغيير المجتمع من دين لاخر , بل جل همها محاسبة الفاسدين الذين بددوا المال العام وافلسوا خزينته وجعلوا بعض المحافظات محتلة وعلى اثرها سفك الكثير من الدماء وازهقت الكثير من الارواح .
من اجل تصحيح الاحداثيات يجب التوجه مباشرة الى القضاء الى المحكمة الاتحادية والمحكمة العليا للقضاء , المحكمة هي المسؤولة عن محاسبة الفاسدين وطالما الفاسدون احرار وطلقاء فأنها تتحمل مسؤولية الخراب الحاصل بالبلد , لذلك بدلا من تطويق الوزارات عليهم تطويق المحكمة العليا والسيطرة عليها ووضع اليد على كل الملفات وتقديم المتهمين بالفساد للمحاكم العادلة .
اقالة الرئاسات الثلاثة تدخلنا بمتاهات كثيرة وتحتاج لوقت طويل ناهيك عن كونها متمسكة بالدستور الذي يحميها , الان كل الكتل الحاكمة والمتسلطة تتحجج بالدستور , وهنا الدستور اصبح كلمة حق يراد بها باطل , لذلك نؤكد على اعادة التفكير بالاهداف التي تحقق نصر سريع وكبير , الهدف الذي يجب ان نؤكد عليه هو مدحت المحمود فهو نقطة قوة وضعف العملية السياسية المريضة في آن واحد , عندما تتم محاسبة الفاسدين سيتساقطون الواحد تلو الاخر لانهم جميعا متورطون .
مهلة 72 ساعة التي امهلها السيد مقتدى للسيد العبادي انتهت , ماذا سيقول السيد مقتدى وماذا سيفعل لان العذر الان ان مجلس النواب بدون رئيس وهيئة رئاسة وهذه حجة العبادي فلا يستطيع ان يحاسبه او يلومه احد , وعندما تتم الموافقة على رئاسة وهيئة الرئاسة جيب ليل واخذ عتابة لانها تحتاج لاشهر من التوافق والتحاصص , هذا مثال واضح على خطأ اختيار الاهداف الذي يضيع جهود المدنيين المتظاهرين والمعتصمين .
هذا هو الهدف المباشر ويجب تحقيقة وبنفس الوقت لن ننسى الاهداف الاخرى التي تحتاج لبناء لمنظومة متكاملة من اجل اصلاح البلد من الخراب والاحتلال والجهل والامية .