19 ديسمبر، 2024 1:21 ص

المدرسة في ذاكرة جيل طلاب أيام زمان

المدرسة في ذاكرة جيل طلاب أيام زمان

 وتلاميذنا يبدأون الدراسة في عامهم الدراسي الجديد ٢٠١٨ .. نستذكر افتتاح مدرسة السفينة الابتدائية للبنين اول مرة في أوائل العام١٩٥٤، إذ كانت من بين أوائل الابتدائيات في منطقة ريف جنوب الموصل، وكان المعلم الرائد ،والتربوي ألحاذق، الذي أفتتحها ، ودرس الجيل الأول فيها، هو المرحوم الأستاذ محمود حامد سليمان..ثم انضم للتدريس الأستاذ القدير محمود عبدالله.. والاستاذ الكبير طارق الملاح.. والاستاذ زهير حموشي الرومي..
وقد حرصوا بالتعاون مع أهل القرية، يوم ذاك، على تسجيل كل شباب القرية، والقرى المجاورة.. وإلحاقهم بالمدرسة..وقد تخرج بفضل هذا الحرص، جيل لامع من القادة، والمفكرين، والكتاب،والأكاديميين،والأطباء،والمهندسين،والمعلمين، والموظفين في كل المجالات . كما حرصوا في نفس الوقت، على  تعليم البنات، وتشجيعهن على الدخول إلى المدرسة أيضا، في سابقة تقدمية لم تكن مألوفة يوم ذاك، ساهمت في تعليم البنات، وإنقاذهن من الجهل والأمية. وقد تخرج منهن فيما بعد معلمات، وطبيبات،ومهندسات واختصاصات أخرى..

كانت المدرسة فوق التلة.. التي على سفحها تنتشر بيوت القرية القديمة يومذاك .. وكانت المدرسة مبنية من غرف متواضعة من الطين.. لم يكن يومذاك كهرباء.. ولا تلفزيون.. ولا هاتف نقال.. ولا انترنت.. ولا سيارات.. وكان تلاميذ القرى المجاورة، يأتون إلى مدرسة السفينة مشيا على الأقدام..في ظروف جوية قاسية من الحر في بداية الفصل الدراسي.. ومن البرد، والمطر، والعواصف الرعدية، في الشتاء والربيع.. وكان الطريق ترابيا، وموحلا في موسم الشتاء، مما يزيد في معاناة التلاميذ .

وقد كان اهتمام المدرسة الصارم بالتعليم، وبترسيخ قيم النظام، واحترام الزمن قوياً. فكان الحرص على ترشيد السلوك العام للتلاميذ في البيت، وفي المجتمع، وفي المدرسة. كما كان ترسيخ نظام الحضور بالوقت المحدد للدوام.. والاصطفاف ساعة الانصراف بطابور جماعي.. يتفرق التلاميذ منه ، عند مثابة محددة ،خارج باحة المدرسة الى اهليهم، يمينا وشمالا، كل حسب وجهته ،التي يولي وجهه شطرها، بعد انتهاء دوامه، بهدوء كامل، وانضباط تام من أهم سياقات المدرسة في إدارة الطلاب.
هكذا كانت المدرسة مركز إشعاع تربوي، وتعليمي، أيام زمان…

أحدث المقالات

أحدث المقالات