22 ديسمبر، 2024 2:09 م

المدرسة الجزائرية قلعة شامخة تسقط ولا خلاص في الأفق – الجزء الأول –

المدرسة الجزائرية قلعة شامخة تسقط ولا خلاص في الأفق – الجزء الأول –

إن المدرسة و المنظومة التربوية التي لم تتزحزخ رتبتها عالميا و لم ” تتحسن ” عربيا قيد أنملة وفق كل التصنيفات…
ولا تحمل هم صحة اطفالنا في الوباء و غير الوباء و في السراء و الضراء…
َ
يتقاسم فيها الأعباء أولا أصحاب القرار في أعلى هرم الحكم من جهة…
و من جهة ثانية وزراء التربية الذين أوتي بهم إما بملمح باهت و متعب او بخبرة محدودة أو غربة عن
المسألة التربوية راهنا و واقعا و تجربة عالمية و محددات هوياتية و علما و كفاءة…

أو وزراء التزكيات الذين يأتون و يعينون في الوظائف العليا بمن هب و دب الا من رحم ربي إما من فرضوا عليهم من جهات كالعادة حيث تقسم الوظائف كما تقسم الريوع أو يأتون على أساس إختبارات أخرى من هم على شاكلتهم…

أو على أساس الكوطات و المحاصصات الجهوية و القرابية و العائلية و التفضيل و التبجيل وفق تراتبية هرمية في السلطة خربانة…

أو وزراء بشهادات عليا حساسة يصلحون للابتكار في مخابر البحث و مدارس النخبة و تكوين باحثين و نخب و كفاءات وطنية و عالمية في تخصصاتهم التي تألقوا فيها…
إن الحكامة و التسيير و الحوكمة شيء و العلم و الشهادات العليا و الخبرة شيء اخر و لا ندعو الى تعيين الجهلة و أعشار المتعلمين و لا أيضا تعيين بروفيسورات في الطب و الهندسة و الرياضيات لا صلة لهم بالحكامة الرفيعة و لا يعرفون مشكلات القطاع…
إن عدم العمل ببطاقية فنية للكفاءات الوطنية يجعلنا ضحية التجاوزات السياسوية و المصالح و الايديولوحيا في وجهها الفاحش وأمام عجز للمدرسة الجزائرية في إستيعاب هويتها المتنوعة الثرية في
بناء ملامح مخرجاتها النهائية و هوالعقل النقدي التحليلي المرتبط وجدانيا بتاريخه و هويته و راهنه و حضارته…
1/3
بدا تدمير المدرسة معرفيا و علميا و تربويا و اخلاقيا و حضاريا ..الخ ..منذ زمن بعيد..
و وظفت التربية لصراعات هامشية و لم يكتب لها أن يستوزر عليها من يحتوي و يمتص هذا الجدل و الصراع و يجعله بردا و سلاما على التربية و البلاد و العباد بعلم وافر و ثقافة واسعة و انفتاح لا اغتراب فحصل الذي حصل للأسف…

منذ الإستقلال و استرجاع سيادتنا الوطنية لم تشهد المنظومة التربوية تشخيصا قائما على مقاربة نسقية شاملة و لا أتحدث هناعن هواة و اصحاب شعارات يقنصون من هنا و هنالك قشقاشا كحاطب الليل يتغنون بشعارات جوفاء في مضمونها بلا بدائل عميقة و جادة و واعدة…
كما لم تخضع بقية القطاعات لمثل ما ذكرت تشخيصا و محاولة فهم للأسف مع خضوع المناهج التربوية الى تجاذبات فاشلة للأسف بلغ ذروته في عهد بن غبريط و فريقها…
تم تدمير المدرسة الجزائرية بل زاد تدميرها شراسة و عمقا منذ تنصيب لجنة الإصلاح من طرف نظام الراحل بوتفليقة و هي اللجنة المعروفة باسم رئيسها الدكتور بن زاغو الذي جاء مكلفا بمهمة تصفية ما تبقى من مدرسة التعريب و الهوية الحضارية و تعليق منشفة الفشل على حبل التعريب و الإسلام
و في النهاية استوزرت بن غبريط على قطاع التربية وهي ليست غريبة على لجنة بن زاغو مع بعض أعضاء اللجنة كفريق رافقها في الوزارة و هو من طينتها
فلا هي أي بن غبريط و فريقها إرتقت بالمنظومة التربوية و طورتها و زحزحت ترتيبها عالميا طبعا للإستئناس و جعلتها متغربة لكن بأداء المدرسة الفنلندية مثلا لا حصرا أو حتى الفرنسية بما لهما و ما عليهما…
و لا هي حافظت على بعض أصالتها و إنيتها و ذاتيتها الحضارية بل لقد أكملت المهمة بن غبريط من غير حسيب و لا رقيب الى اليوم لا في الشق التسييري الحوكمي و لا في الشق الهوياتي و الرمزي و القيمي و المنهاجي و السياسي التربوي
إن ضحايا الوزيرة السابقة و فريقها والتي أخضعت المنظومة التربوية من غير تردد بل جهرة في اطمئنان و(هو ما يدل على الحماية التي حظيت بها ) قلت أخضعت المؤسسات القاعدية و الرأسية و الوزارة الى عملية تفريغ ممنهج من الكفاءات الجادة التي تعارضها هي و فريقها

و لم يتعرض ضحاياها لرد اعتبار في اطار وعود منظومة الحكم الحالية و لا حساب و تقييم نسقي شامل للمرحلة و الدور الفرنسي فيها و بقي الضحايا لظلم الوزيرة الممنهج و فريقها يرمي بظلاله على تاريخ منظومة منكوبة… 2/3.

لقد كنست القيم هي و فريقها كنسا من المناهج التربوية و قصارى النظر و العلم و الأخلاق أحيانا يحوقلون و يمتعضون و يقولون بأنهم لم يشاهدوا شيئا مما يقال في الوزيرة السابقة و هي مظلومة و منهم سادل اللحية و معرب و غير ذلك من طلاب الريع و النفوذ و من المطبلين
ثم خفتت العاصفة الهوجاء اللاعالمة و الفارغة بعد أن غادرت الوزيرة السابقة و أعفيت من مهامها و لا شيء تغير أو عاد الى أصله إلا صمت غريب من الذين كانوا يصرخون و وضعت الحرب أوزارها و سكنت المنظومة التربوية سكون الأموات يرافق انهيارها
كما كنست الوزيرة السابقة و فريقها باسم التشبيب و هي لغة ديماغوجية صرفة و ديكور خارجي قلت كنست اطارات كثيرة منها الجاد و المتوسط و الحسن و الرديء حتى لا نبالغ
و القناع كان هو تشبيب اطارات الوزارة و القطاع و مع التشبيب يكفيك ان تفحص ملف ميزانية التسيير للوزارة و هياكلها و مصالحها الخارجية كملف الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية مثلا لا حصرا أي ملف الكتاب المدرسي تأليفا و طبعا و توزيعا و تسييرا للديوان و الصفقات
إن التربية مفصل و قطاع فرعي يتأثر بما يتأثر به النظام كله كنسق شامل و بنية كلية معقدة
لكن إذا تهاوت التربية و الجامعة و البحث العلمي الى هذا الحد فعلى الدنيا السلام فلا يبقى بعد ذلك إلا التهريج و الولاءات و المحاصصات
3/3