23 ديسمبر، 2024 9:23 ص

المداولة في التطبيق الحكومي … مجلس محافظة كربلاء انموذجا…

المداولة في التطبيق الحكومي … مجلس محافظة كربلاء انموذجا…

ابتداءا … علينا ان نوجز تعريف المداولة : المداولة: هي التداول او إجالة الرأي في القضية قبل الحكم فيها .. او قبل البت بها.. والمداولة تعني المشاورة بين اعضاء دائرة القضية .. في اجتماع سري للوصول الى خلاصة الرأي وانجع الحلول في القضية المتداولة .. الغريب في اﻻمر ان هذه المصطلحات اصبحت متداولة جدا وبكثرة وبلا مبرر لهذا التداول لقضايا ﻻتستحق ان تندرج تحت هذا المصطلح وخصوصا بعد عام 2003 كنافذة لتبرير الوقت الضائع او الوقت المهدر من حق المواطن .. ﻻحظته بشكل ميداني وقد عايشته نوعا ما في فترة من الفترات مابعد سقوط النظام.. اصبح التداول نافذة للتهرب من المواطن على حساب وقته.. وحاجته لدى حكومته المحلية باعتبارهم كمسؤولين عن قضائها حسب اللجان المشكلة للنظر في شؤون المواطنين.. يعني اصبح من السهل والمستساغ عندما تراجع مكتب رئيس مجلس المحافظة كربلاء..كأنموذج حي على تلك الواقعة (المداولة ).. وانت بأمس الحاجة الى لقائه (طبعا هناك يومٌ لمقابلة رئيس المجلس.. خصصه للمواطنين يقابل فيها الرئيس على شكل مجاميع) في قاعة اجتماعات المجلس .. يعني مشهد اعلامي فقط.. نعود… فعندما يقودك القدر الى غرفة رئيس المجلس لمقابلته في ضرورة ملحة للغاية ..على الفور يبادرك السكرتير ( مدير المكتب) يقول لك : رئيس المجلس لديه (مداولة).. بالطبع هناك من يفهم المعنى الحقيقي للمداولة والوقت الذي يستغرقه اجتماع المداولة وعدد اشخاص المداولين في القضية المهمة المتداول من اجلها .. اما المواطن العادي الذي ﻻيعرف معنى المداولة ..يبقى ينتظر من بداية الدوام الى نهايته حتى يلتقي رئيس المجلس طبعا وبعد ان ينتهي اﻻجتماع التداولي ..الذي سنتطرق الى تفاصيله ..والمواطن الذي ﻻيعرف عنه شيئا ابدا.. وهذا مادعاني في أن اكتب عن نوع من انواع المداولة لدى مجلس محافظة كربلاء … ليدرك هذا المواطن تماماً ان المداولة اهم منه .. المواطن ﻻيعرف ان اﻻجتماع التداولي …يجمع بعض اﻻصدقاء والمعارف وبعض اعضاء المجلس السابقين .. الذين ﻻينفكون من التعاطي كمسؤول او ﻻيستطيع ان يقتنع ان دوره انتهى باﻻنتخابات الجديدة.. كما ويضم اﻻجتماع اغلب اعضاء المجلس المنتخب.. اجتمعوا وكل واحد منهم يدلي بدلوه هناك من يحكي احداث سفراته خارج البلد.. وهناك من يقص على رئيس المجلس ماصادفه من جميلات البلد الفلاني.. الذي ذهب اليه على نفقة المجلس طبعا ومن اموال المواطن الذي يقف عند الباب ..كما ويذكر كم صورة التقطها مع تلك الحسناوات.. وهناك من يطرح عليه تزويج العضو الفلاني من العضوة الفلانية من التحالف المضاد ليضمن التصويت والتأييد في اصدار القرارات .. ويدخل العضو الفلاني ليحكي لهم عن شدة الحر عندما نزل من سيارته المكيفة وكم كان الجو صادم له .. وهناك من يبحث عن كتاب مفقود عند رئيس المجلس … كل هذه مداولة … والمراجع يضرب كفا بكف يتعبه الجلوس حينا ويتعبه الوقوف احيانا .. كل هذه المداولة !!! ورئيس المجلس ﻻيأبه بمن يقف عند بابه ..طبعا وﻻتزال المداولة قائمة .. وﻻيزال السكرتير يقول لدى رئيس المجلس مداولة .. وﻻيزال رئيس المجلس يجامل هذا وذاك على حساب الوطن والمواطن.. وﻻيزال رئيس المجلس سمو السيد نصيف الخطابي التابع لدولة القانون يستمع الى تلك التفاهات .. وتخرج احدى العضوات تضحك من غرفة الرئيس بملئ فيها .. ولديها هوى ان تعود لتكمل الحديث الشيق الذي جعلها تضحك.. وتدخل احدى اﻻعلاميات التي تحمل هوية ﻻمانع لاي شيء.. والتي تحمل الحصانة تدخل لتصور رئيس المجلس كيف يوقع البريد وكيف يتحرك وكيف يبتسم وكيف يتحاور مع زملائه .. وتجمع له البوم كواليس الحركات واﻻبتسامات للرئيس.. وعندما يستوقفها احد الموظفين تقول له انا مسموح لي ان ادخل غرفة الرئيس وقت ما اشاء وليس من حق اي احد ان يستوقفني .. مهما كانت اﻻسباب..ابدا.. ياحسرة على اﻻعلام .. ياحسرة على صوت المواطن .. واسفا .. كل اﻻسف على كلشيء .. حتى على المداولة ﻻنها اصبحت في الحضيض .