لا ريبَ أنَّ إحدى إفرازاتِ الإحتلال الأمريكي للعراق وما بعد الأحتلال , قبلَ واثناء ومن بعد ظهور مجلس الحُكم وتشكيل وزارات :- اياد علاّوي , ابراهيم الأشيقر الجعفري ودولة نوري المالكي – فواحدةٌ من هذهنَّ الإفرازات هي بزوغ ظاهرة تفتيش المنازل والعوائل العراقيه لمرّاتٍ متكررة طوال السنوات العشر الماضية ولغاية الآن , ولا يبدو انها ستتوقف الى ابد الآبدين والى ان يحدث ما لا يعلمه إلاّ الله سبحانه وتعالى . ولا شكّ انّ المجتمع العراقي لم يعتاد ولم يشهد مثل ظاهرة التفتيش الجمعي هذه منذ تشكيل الدولة العراقية في مطلع عشرينات القرن الماضي ومروراً بالأنظمة والحكومات المتعاقبة في العهد الجمهوري , وهي ظاهرةٌ غريبة ولها ما لها من السلبيات الإجتماعية وغير الاجتماعية , إذ معروفٌ و محسوسٌ و ملموس ما يتركهُ ايّ تفتيشٍ وما تسبّبهُ ايّة مداهمة سواءً في اواخر الليل او عند مطلع الفجر او في وضح النهار من أثرٍ ذي مرارة في نفوس العوائل والاطفال وللأوضاع الشخصية للنساء والفتيات جرّاءَ هذه الحملات المفاجئة , كما يتضاعف هذا الأثر النفسي عند تفتيش العوائل التي لا يزيد عدد افرادها على اثنين او ثلاثة اشخاص وهم يرون افراد الشرطة والجيش يتجوّلون في غرف منازلهم ويطّلعون على خصوصياتهم وليس بوسع امثال تلك العوائل من مرافقة الجنود في كلّ اركان المنزل .! فالمهم في كلّ هذا هو البحث عن السلاح , وليس مهمّاً عدد المرّات التي يعاد فيها التفتيش , إذ الأهم هو مواصلة البحث عن الأسلحة المفترضة , وقد لوحظَ – فيما لوحظْ – تنوّع وسائل وادوات البحث هذه بدءاً من التفتيش اليدوي , ومروراً بأجهزة الكشف الحديثة ذات اللون الأصفر , و وصولاً الى الكلاب البوليسية المدرّبة والحاصلة على شهادات عليا معترف بها .!! وكلّ هذا وكأنَّ قادة الأجهزة الأمنيّه لا يدركوا أنَّ بوسع المواطن إخفاء وتخبئة سلاحه الشخصي في اماكن عديدة قد لا تتعرّف عليها الأجهزة وما الى ذلك ” علماً أنَّ بعض الأشخاص الذين يحتفظون بأسلحةٍ فرديّةٍ سِرّاً فإنما يحتفظون بها للدفاع عن النفس ضدّ العصابات واللصوص , لكنّ الطريفَ والغريبَ في الأمر أنَّ العديدَ من افراد الشرطة والجنود وعلى رأسهم ضبّاط من الرتب المتوسطة والصغيرة غالباً ما تكون اجراءاتهم التفتيشية بسيطة ورمزيّة بسبب ادراكهم المسبق بأنَّ نتائجَ الكشف عن ايّ سلاح ستكون عقيمةً وبلا جدوى .!! لكنَّ الأنكى في كلّ هذا الموضوع بل ما هو شديد السخرية والتندّر : إنّنا جميعا نسمعُ ونرى وبالصوت او بالأحرى ” بالأصوات المدوّية ” الآلاف من الإطلاقات الناريّة والرصاص يجري إطلاقها في الهواء الطلق وفي مناطقَ متعددة إثرَ كلِّ فوز تحققّه احدى الفرق الرياضيه العراقية وأمامَ انظار ومسامع دوريات الشرطة والجيش وذلك تعبيرا عن ابتهاجٍ بالفوز ” وكأنَّ الإبتهاج لا يتحقق إلاّ بالرصاص ” .!! كلُّ ذلكَ يحدث ويتكرّر وبسهولة تحديد مصادر واماكن انطلاق واطلاق الرصاص , ودونَ ان تسأل الأجهزة الأمنيّة نفسها : من اين جاء هذا السلاح ؟؟ ولماذا يجب غضَّ النظرِ والسمع عنه .!! فلماذا يا ساده ويا قادة ويا روّاد دور العباده إزعاج المواطنين بحَمَلاتِ التفتيش من وقتٍ لآخر ومن آخرٍ الى آخر والى اجلٍ لعلّه غير مسمّى . والى ذلك , ونحوَ الجانب الآخر من ذلك : لماذا لا تضع الدولة حدّاً لإطلاق الرصاص في المناسبات الرياضية وغير الرياضية والذي يتسبب في قتل وجرح عددٍ من المواطنين عشوائياً في كلّ مرّه , بالإضافةِ لما تسببه اصوات الأطلاقات النارية من تأثيراتٍ نفسية في نفوس المواطنين …. تُرى : هل من فائدةٍ لهذه الكلمات .؟ أشكُّ في ذلك .
[email protected]