هناك الكثير من الأحاديث النبوية ، التي تقول : بأن الوحي جبريل كان يأتي محمد على صورة دحية الكلبي ، هذه قراءة لهذه الأحاديث ، ولكن بداية ، من هو دحية الكلبي .. هذا بحث مختصر بهذا الصدد .
الموضوع :
1 . دحية بن خليفة بن فروة الكلبي ( نحو 30 ق هـ – 592م / 50 هـ – 670م ) ، صحابي مشهور من السابقين الأولين إلى الإسلام . ذكر بعضهم أنه شهد المشاهد كلها بعد بدر ، ومنهم من جعل أول مشاهده الخندق . تزوج دحية بنت أبي لهب بعد وفاة زوجها الحارث بن عامر . وضرب به المثل في حُسْن الصورة ، وكان يشبّه بجبريل الذي كان كثيراً ما ينزل في صورته وعلى هيئته . يروى أن رسول الله لمّا توجه إلى بني قريظة جعل يمرّ بالناس ويقول : «أمرّ بكم أحد؟» فيقولون : مرّ دحية بن خليفة على بغله ، وعليه قطيفة خزّ نحو بني قريظة . فيقول : «ذاك جبريل» .. / نقل من الموسوعة العربية . 2 . سأسرد فيما يلي ، بعض الأحاديث التي تؤكد عن الرسول أن الوحي جبريل كان يأتي على صورة دحية الكلبي ، منها :
* من موقع الحقيقة المخفية ، أنقل التالي (( هناك ايضا حديث أم سلمة قالت : كان النبي يحدث رجلا . فلما قام قال : يا أم سلمة من هذا ؟ قلت دحية و لكن لم أعلم انه جبريل عليه السلام حتي سمعت رسول الله يحدث اصحابه ما كان بيننا )) .
* ومن موقع / الأسلام سؤال وجواب ، يجيب على تمثل الوحي جبريل بصورة دحية الكلبي ، فيبين (( فليس المقصود بهذا أن جبريل يتلبّس بجسم دحية ويدخل فيه ، وإنما المقصود أنه يتراءى للناس على هيئة رجل يشبه صورة دحية )).(( وعَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ ، قَالَ : ” وَكَانَ جِبْرِيلُ يَأْتِي النَّبِيَّ فِي صُورَةِ دِحْيَةَ ” رواه الإمام أحمد في “المسند” (10 / 102) ، وصححه محققو المسند . ومجرد التشابه في الصورة ليس فيه إشكال ؛ ولا يعني ذلك – من قريب ولا من بعيد – أن جبريل ، صار هو” دحية الكلبي ” بشخصه ، ولا أن جبريل عليه : تحول إلى “ شخص بشري “ ، يأكل ويشرب ويتزوج .. )) . (( وسئلت عائشة عن قوله تعالى { ثم دنا فتدلَّى / سورة النجم : 8 } ، فقالت : إنما ذلك جبريل ع ، كان يأتيه في صورة الرجال ، وإنه أتاه في هذه المرة في صورته ، التي هي صورته ، فسدّ أفق السماء { مسلم 177 } )) .. وورد في صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود أنه قال : (( رأى محمد جبريل له ستمائة جناح – { البخاري 4856 . } )) .
القراءة :
* – الموروث الديني الأسلامي تحديدا ، بكل تفاصيله ، لم يخبرنا بوحي يتمثل بفرد معروف مجتمعيا / كدحية الكلبي ، يتجول ، ويحارب ، يأكل ويشرب ويتزوج .. * – من موقع / مركز الأشعاع الأسلامي ، يبين أن الله يتمثل لرسله بطرق ثلاث ، أنقلها بأختصار { وتنص أحدى الآيات القرآنية على ذلك ﴿ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴾ .. الطرق الثلاث هي : أ . الإلقاء في الروع ، عبر الإلهام أو الرؤيا . ب – المخاطبة من وراء حجاب . ج – إرسال الملك ( جبريل الأمين ) } .. لم يذكر النص القرآني ، بوحي كحالة ” دحية الكلبي ” . * – تساؤل ، لم يخبرنا محمد بن عبدالله ، بأن الوحي الذي كان ينزل عليه في غار حراء كان على صورة دحية الكلبي ! . فمن المنطق لو كان الله أراد وحيا بصورة دحية ، لكان من بدأ الوحي الى أخره يظهر بصورة دحية .. أما وحي غار حراء ، كان موضوعا أخرا من الروع ، فمن صحيح البخاري ، أنقل ما حصل مع محمد في غار حراء { حدثنا يحيى بن بكير قال : حدثنا الليث عن عقيل .. عن عائشة ، أنها قالت: فرجع بها رسول الله يرجف فؤاده ، فدخل على خديجة بنت خويلد فقال ( زملوني زملوني ) . فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة وأخبرها الخبر : ( لقد خشيت على نفسي ) .. } . * – الاحاديث تشير الى أن دحية الكلبي ، كان يدخل على الرسول ، بلا أستأذان ، ومحمد يقول هذا الوحي ولكن بصورة دحية ! ، ومن موقع / أسلام ويب ، أنقل ما يؤكد ذلك { تقول عائشة للنبي وهو يقف مع رجل : يا رسول الله ما بالك تطيل الوقوف مع دحية الكلبي ؟ وما بالك تأذن له في كل وقت ولا تحجبه ولا تمنعه في أي وقت يدخل ؟ ، فيقيم النبي نساءه ، فعائشة تستغرب ، حتى أبو بكر عندما يأتي ويستأذن من الممكن أن ترده ومن الممكن أن تدخله ، لكن كيف دحية يدخل كلما جاء ؟ ويقيم النبي مع نساءه ، لماذا هو تفتح له في أي وقت من ليل أو نهاروتطيل الوقوف معه كثيرا ؟ وما أراك قط عبست في وجهه ؟ فقال النبي : أورأيتيه ؟ قالت : نعم .. فقال النبي : أبشري يا عائشة ، فإنما ذاك جبريل كان يخبرني بأمر ربي } .
خاتمة : أشارة لكل ما سبق ، أرى أنه ليس من المنطق أو العقلانية ، في أن الوحي جبريل ، يظهر بصورة دحية الكلبي ! ، ويتجول في بيوت الرسول ! ، فهل الرسول كان يوهم أزواجه والصحابة والقبيلة بذلك ! ، وما هو غرض الوحي / أن كان حقا وحي ، من دخوله الى بيوت نساء الرسول – بلا أستأذان ، والصحابة ذاتهم لا يفعلوا ذلك . وهل القوم مقهورون من قبول أو تصديق هكذا رواية ! . أم أن كل المذكورين متيقنون من عدم صحةهذه الرواية ، ولكنهم ذو مراكز وسلطة ومكانة – أي مستفيدون من الوضع ، لذا صمتهم مبرر .. أما حديث صحيح البخاري الذي يروي أن ( رأى محمد جبريل له ستمائة جناح ) ، فهي من هلوسات الموروث الأسلامي . ولكن لا بد لنا أن نتساءل ، من جانب أخر : هل ظهر دحية الكلبي / بما أنه يتمثل بصورة الوحي ، مرة بستمائة جناح ! . نقطة رأس السطر .