14 أبريل، 2024 5:18 م
Search
Close this search box.

المخرج العراقي صلاح القصب والتخلص من سلطة المؤلف

Facebook
Twitter
LinkedIn

عند الحديث عن مسرح الصورة يقفز الى الذاكرة الفنان العراقي المبدع صلاح القصب واسلوبه المميز ونهجه في وضع منهج جديد في ألأخراج المسرحي.والمسرح بالنسبة للقصب ليس سجين التقاليد والمحرمات والعادات الفكرية الجامدة والرفض الجدري للعناصر الاساسية التي تشكل مفهومآ للمسرح والكشف عن الاحداث المجهولة
وايجاد مسرح لايخاطب الجمهور من فوق المنبر ومعالجة القضايا الانسانية والوصول الى قلب المشاهد وعقله ليس بالكلام والخطب¡وتدمير الاشكال الادبية المتوارثة¡ونعلن رفضنا لطرق الاخراج المسرحي القديمة وكل ماتوارثه من المسرح التقليدي والذي يراه مصطنعآ ويخضع لقواعد واعراف قديمة¡فالجمهور لاينبغي ان يذهب
الى المسرح ليستمع ويشاهد بشكل سلبي وانما لكي يشارك.قدم المسرح السائد في طريق الوسائل نفسها ورفض المسرح كصورة فوتوغرافية وهي صورة لافائدة منها.والكلمة ليست المسرح فهي ليست وسيلة الا واحدة للتعبير من خلال وسائل عديدة¡فالعمل المسرحي يشكل في المجال المسرحي من خلال اداء الممثلين والاخراج هو المسرح اكثر من
النص المكتوب والمنطوق¡واللغة الرئيسية هي الفضاء والحركة¡وخلق
الاساطير كما هي قصة ـ الخليقة البابلية ـ
فمسرح صلاح القصب ما هو الا مغامرة جد يدة في عالم الفن المسرحي يبدوا ان طريق البحت عن الذات على صعيد الفن¡وفي الفن المسرحي
خصوصآ طريق شاق والامر يتعلق في كيف نرسم صورتهما امام ناضرينا
ولابد لرسم تلك الصورة من ادوات تعبير مناسبة على الاقل ¡وسواء استعنا على ذلك بادوات خاصة بنا ام لا.والمهم يبقى كيفية الاستفادةمنها ¡ادواتناالخاصة وابتكارها صورة الذات في الفن المسرحي والمهم هو البحت عن المشاكل العامة في المسرح¡كالعلاقة مع الجمهور ومسألة النص المسرحي والابداع التصويري هو عملية الاخراج
ذو أثر جمالي وتطبيقي ملموس يجعل التصور الخيالي ظاهر للعيان من خلال
الصورة المقدمةعلى خشبةالمسرح للجمهور¡وتقول انهذا التصور هو وسيلة خيالية ضرورية تبرز ماتعجز عنه اللغة المكتوبة¡وتبرز جوانب المسرحية الخفية ونقل التصورات الانفعالية الى
خشبة المسرح¡يمتاز المخرج صلاح القصب عند البروفات المسرحية إنه
قادر على الاصغاء ويتمتع بلغة الحوار الديمقراطي واستغلال جميع الملاحظات والنصائح من فريق العمل من الممثلين ومساعديه ويستغل كل الهامات الفرقة
ووحيها¡ وهو في اتناء البروفات يخلق الطقس المميز او المناخ العام ويحافظ على حالة الصراع داخل العمل من خلال قدراته الثقافية والفكرية ومعاملة الاخراج معاملة نقدية أدبية تحليلية ¡وتتعمق هذه الميول أكثر وتزداد قوة في اثناء عمل المخرج صلاح القصب مع طلبة
الفنون المسرحية إتناء دراساتهم لفنون الاخراج والثمثيل
ومهمة المخرج ابراز الجوانب البصرية للحكاية والعقدة
والاحدات¡وبناء عالم المسرحية الخيالى عن طريق تقديم شخصياته بطريقة تراعي الفضاء المسرحي¡وان تصوره للشخصيات يكون متأثر بتجربته الخاصة وعالمه التقافي ومعرفته الذاتية مع استدعاء الذكريات المعرفية والصورية لتحديدهويته الشخصية وشكلهما هذا
هو بالضبط ما يضع العمل في طريقه الى خلق الاسلوب الذي يتجه صوبه عمل المخرج في اتناء التمرين مع الممثلين¡وهذه الطريقة الاكثر
اصالة وديمومة بعيدآ عن الافكار والاعتماد على اسلوب الارتجال المسرحي بغض النظر عن اشتراطات النص المسرحي¡والمخرج يشجع ممثليه
على اسلوب الابتكار اي ايجاد أشياء مبتكرة تكمن خلف او تحت النص
ليس أي نص بالطبع¡ ولكن ذلك النص الذي يمتلك القدرة على تفجير
مخيلة المخرج والممثل والاعتماد على تقطيع النص المسرحي¡وهذه خصوصية يتمتع بها المخرج المبدع صلاح القصب وهي التفسير ذات رؤية فكرية واللعب بالنص الدرامي سواء كان قديمآ أو حديثآ وكذلك فهمه الاحذاث التي يموج
بها المجتمع وهو يلتقط الخيط الشاعري الذي يصل الماضي بالحاضر ويفجر الحاضر من وجهة نظر مستقبلية
فهو يستند على فكرة المولف الرئيسية ويدفع بأداء الممثل ولي تجربة عملت ممثلآ مع المخرج صلاح القصب
في مسرحية قرقاش في السبعينات قبل سفره لدراسة المسرح في رومانيا فهو ملتزم بمنهج المسرح
الجاد والمسرح التنويري والذي يمزج مابين الثقافة الجادة
والمتعة الفنية والحسية دون أن ينحدر الى المسرح الاستهلاكي التجاري¡ وينفرد المخرج القصب بتأليف رؤية
أكثر شمولية وذات قدرة ذاثية في الاخراج وهي الاقرب
الى قدرة المايسترو . صلاح القصب يحلم سنين لتقديم مسرحية ريتشارد الثالث لكن لن يتحقق حلمه يصطدم بجدار التخلف والجهل الذي يتحكم بزمام الثقافة ويخنق عناصر الابداع كل شيئ يتجه نحو الضياع والخراب أصبح العالم عبارةعن هشيم تتحكم به جوقة من عصابات لتحطيم كوكبنا الجميل وضياع القارات كل شيئ محنط بالتابوهات ،صلاح ربما ولد في زمان ومكان غيرمناسب ،سياج وجدران من مافيات مصادرة الافكار ربما الفنان صلاح القصب لايقل في فكره وجمرات ابداعه عن مخرجين عالميين مثل المخرج الالماني اوستر ماير او المخرجة كاتي ميتشيل أو بيتر بروك لكن هولاء تحقق حلمهم بسبب فضاء الحرية وديمقراطية الفكر والابداع المسرحي واعتبارات اخرى كون الفنان كنز وثروة وطنية ,وبدون مبالغة شاهدت مئات العروض
والتجارب العالمبة في مسارح السويد من جميع انحاء العالم فتجربة صلاح القصب المبدع نادر وسر ندرته لكونه
يصب روحه في طيات كلمات الكاتب وفي إبداعات الممثلين وهذا المخرج يستحق ان يكون مؤلف لكائن جديد هو العرض المسرحي .والغاء دور دكتاتورية الكلمة اواللغة والزخرفات اللفضية وتحاول حجب
والغاء دورالمؤلف عبر ابتكارنا وارتجالنا التمثيلي والاخراجي
ومن خلال تفجير المخيلة واحيانآ يتحول النص المسرحي في اتناء العرض
الى أفضل يكثير مما موجود كنص مسرحي في كتاب كما في مسرحية أحزان
مهرج السيرك¡واعطاء الحرية للممثل لخلق الاشياء المتقدمة.والمخرج
له مهمة رئيسية هي الحفر عميقآ في ذاكرة الممثل وخزائن وعيه¡وعملية قلب بنية النص المسرحي.والمهمة الجوهرية للمخرج ان يشحن النص والممثل من خياله الثري وخلق وتكوين عالم ملئ بالصور
والاشكال الهندسية تتسلل الى تكوينات الفضاء المسرحي¡ويحرر الممثل
والمتلقي من الصورة ويخلق سبيل التخيل والتخلص من قيود المؤلف وتحول المكتوب شفويآ متحركآ وفق اجراءت الذاكرة الحسية والانفعالية يقدم صورة مادية وواضحة ومفهومة.ان النقل البصري
في اعمال المخرج المبدع صلاح القصب هو تهشيم النص ويستمد قوته من المايم لانه يعبر عن حقائق تعجز اللغة المنطوقة عن نقلها أي التخلص من سلطة الكاتب المسرحي وسقوط هيمنته¡وسلطة المخرج هي
السلطة الاولى في انشاء العرض المسرحي

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب